مقالات مشابهة

العجري لـ”مصادر”: الخلايا الإرهابية وتهريب المخدرات سلاح آل سعود للفتك باليمنيين.. ولكن الفشل والإحباط حليفهم!

المشهد اليمني الأول/

من كل حدب وصوب وبكل الأدوات المتاحة قادت السلطات السعودية تحالف العدوان على اليمن منذ ست سنوات، عدوان استخدمت فيه كل أنواع الأسلحة المتطورة للفتك بالشعب الأعزل، بكل فئاته، وقد شنّت غارات وارتكبت جرائم حرب ودمّرت البشر والحجر على حد سواء، ولكن مع صمود الإنسان اليمني أمام هول المشهدية الكارثية، وعدم الإنكسار والإنجرار والموت النفسي والجسدي، يبدو أن الأرق والتوتر من جراء هذا الصمود، حرّك أدوات العدوان لممارسة صيغ أخرى في الحرب على اليمنيين،

واختارت الكثير من الأساليب النتنة لقتل أبناء اليمن ومحاولة إلهاء القيادة الأمنية عن تصويب البوصلة لردع الاعتداءات عبر سلاح خطير وفتاك، مختارة “المخدرات” لاغتيال الشباب اليمني، إلا أن الجهات المعنية أمنيا كانت بالمرصاد، فكانت الشبكات التي تعمل على تهريب المخدرات وترويجها في البلاد في قبضة القوى الأمنية، فيما رفع النقاب عن دور السلطات السعودية وبعض الأمراء في الصفقات المشبوهة والترويج للمخدرات.

وعن الأوضاع الأمنية والصفقات المثيرة للجدل، يسلط متحدث “وزارة الداخلية” اليمنية العميد عبدالخالق العجري على كافة الأوضاع الأمنية في حوار خاص مع “مرآة الجزيرة” يكشف العجري عن ضبط الجهات الأمنية لكميات كبيرة وضخمة من المخدرات قد دخلت عبر المعابر البرية والبحرية والجوية للبلاد،

وأشار العجري إلى أن “هذه المعابر تخضع لاحتلال قوى العدوان السعودية والإمارات وسيطرتها بقيادة أميركا وإسرائيل وبريطانيا وكل دول الهيمنة، وبما أن هذه المنافذ تحت سيطرتهم فهذه المخدرات معلوم أنها مستوردة من الخارج يعني ليس في اليمن مواد مخدرة تزرع أو توزع أو تصنع في الأساس، وجميع هذه المواد تصل عن طريق الخارج سواء باكستان أو غيرها، ولكنها تدخل عبر هذه المنافذ المسيطر عليها من قبل العدوان”.

في حوار خاص مع “مرآة الجزيرة”، يتهم العميد عبدالخالق العجري دول العدوان وفي مقدمتها “السعودية” والإمارات بتقديم تسهيلات لصفقات المخدرات من أجل إدخالها إلى المناطق اليمنية الحرة بهدف تشويهها، مضيفاً أن العدوان يبتغي إظهار المناطق التي لم تقع بيده ولم يتمكن من السيطرة عليها على أنها “مناطق فيها فساد”، إلا أنه فشل بفعل الحس الأمني الذي أدى إلى كشفهم وفضحهم وتمكّن من التعامل معهم.

“أمراء آل سعود ومن لهم سطوة سواء في الإمارات أو من آل سعود لهم دور كبير وواضح ومفضوح” في صفقات المخدرات، هذا ما يؤكده العجري، ويبين أنه منذ سنوات وهؤلاء المتورطين يعبثون بهذه المواد المخدرة ويبيعونها أو يصدروها، حتى بعض التقارير تتحدث عن ملايين الحبوب التي أدخلوها إلى العراق واليمن مثل بقية الدول التي يريدون بسط نفوذهم فيها، وجعلها مرتعا للفساد أرادوا أن يكون اليمن ضمن هذه الصورة، و لكنهم فشلوا”.

ويتابع العجري بالحديث عما كشف من “تورط لأمراء آل سعود في تجارة المخدرات في عدة دول غير اليمن بينها لبنان وقضية “أمير الكابتغون”، وأيضاً العراق، حيث افتضح أمرهم وهم يحملون معهم مئات الكيلوات أو ملايين الحبوب المخدرة وفضائحهم هنا وهناك، وفي كل مكان، كما أن هناك تقارير أيضا أمنية من داخل اليمن تتحدث عن مدرعات تُدخل بعض المواد المخدرة والحشيش إلى الأراضي اليمنية، ولا يدخل اليمن أي غرام مخدر إلا عبر المنافذ التي يسيطرون عليها”.

تورط أمراء آل سعود بصفقات وجرائم المخدرات العميد اليمني، يشير إلى أن هناك أسماء لأمراء متورطين بهذه الجرائم والصفقات وتكشف عن تورط عائلة آل سعود ومشايخ الإمارات بها أيضا، قائلاً “أسرة آل سعود ومشايخ الإمارات متورطين، ولا ندري قد يكون هناك استثناء منهم من الطيبين، إنما بالنسبة للصورة العامة لأسرة آل سعود ومشايخ الإمارات فهم فسدة، حتى أن بعض الدول الغربية تشتكي منهم والتي يأتي منها الفساد للعرب”، كاشفاً عن معلومات تفيد بأن “نحو 3000 يمني كانوا سجناء في السعودية تم الإفراج عنهم بشريطة أن يعملوا على تجارة المواد المخدرة داخل اليمن،

وقد شكل أمراء آل سعود من هؤلاء المطلق سراجهم عصابات داخل اليمن للتهريب بهدف تشويه المناطق الحرة وإفساد الشباب، وذلك رداً على دور الشباب اليمني في الرد على جرائم العدوان”.

ومع ضبط “الداخلية اليمنية” لخلايا إرهابية عدة وتحقيق إنجازات أمنية لافتة في حجم مستوى العمليات، التي كان بينها عملية “فأحبط أعمالهم”، يلفت العميد العجري إلى أن هناك عوامل كثيرة ساعدة في هذه الانجازات وكان في مقدمتها “التعاون الكبير بين جميع الأجهزة الأمنية سواء الأمن والمخابرات الداخلية والاستخبارات العسكرية، إضافة إلى شراكة المواطن الذي له دور كبير في كشف وفضح وتقديم بلاغات” ساعدت لضبط الخلايا،

قائلاً “الوقت والوضع هو وضع حرب والحرب يستخدم فيها هذا العدو جميع أساليبه سواء من قتل تدمير، حصار وتجويع، ثم قضية الخلخلة الأمنية وسلب اليمن الاستقرار، فالقضية الأمنية يركز عليها العدو ليجعل من اليمن مكان جريمة واغتيالات وسرقة وكل سوء، ويريد أن ينزع الأمن من قلب كل مواطن يمني”، مستدركا بالتأكيد أن “العدو فشل، وقد صُنع في المقابل في قلب كل يمني حر الهمة والقوة والاستعداد التام لوأد كل جريمة وعصابة ومخطط يراد منه النيل من اليمن، ولعل جبهات العزة والكرامة والقتال وتحقيق انتصارات كبيرة وفي الجبهة الداخلية تم تحقيق انتصارات كبيرة ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن البلاد”.

وتابع “اليمن يصارع العدوان في كل الجبهات السياسية والأمنية والعسكرية، إلا أن الجبهة الداخلية الأمنية حققت انتصارات كبيرة وأوقفت تماما عمليات الاغتيالات من عبوات ناسفة وانفجارات وفشل العدو وحوصر، وانتهى وأصبح خائفا على نفسه، بدلاً من أن يخيف، وقد قطعت الجهات الأمنية كل المحاولات البائسة التي تحاول أن تجعل من اليمن مرتعا للجريمة والاختلال الأمني”. “فأحبط أعمالهم” وحول طبيعة خلية “فأحبط أعمالهم”، يقول متحدث الداخلية إنها “هذه الخلية، منها خلية واحدة منها تابعة للمخابرات السعودية وواحدة تابعة للمخابرات الإماراتية بقيادة محمد القروص، الذي كان قائدا لعصابة داخل اليمن مرتبطة تماما بالاستخبارات السعودية، وبفضل الله فضحت”،

ويضيف العجري أن ما كشفته اعترافات هذه الخلية تكفي لما كان يعد لليمن وأهله من سيناريوات كارثية. ويتابع “أن اعترافاتهم كانت منحت معلومات حول مخططات ثانية وعلى أثرها تمت ملاحقة بعض الخلايا، ولكن لم يعلن عنها. وكل ما حاول العدو أن يصنع خلية هنا وهناك يتم افتضاح أمرها والكشف عنها، وقد وصل عدد المخططات التي تم إفشالها إلى 296 مخطط وكان يستهدف أمن اليمن واستقراره”.

ويجزم بأن “نوايا المخططات خبيثة، وفيما لو نجحت لكانت شكلت خطرا أمنيا كبيرا وأصبح الاقتتال في اليمن داخل كل بيت لأنهم لم يفكروا في عواقب تلك الجرائم”.

في سياق متصل، يبرز متحدث الداخلية العجري، كيفية استغلال السلطات السعودية لأوضاع الفقر لابتزاز الناس وتشغيلهم وترغيبهم عبر المال، إذ يلفت إلى أن الكثير من حالات الاعترافات التي أقر بها المتورطون إذ وصل الأمر بكثير منهم إلى حد البكاء بعد أن فهم واستوعب وعلم ماذا يحدث من مخططاته، ولكن كان المال والحقد قد أخذا عقله، قائلاً: “لكن الله افتضحهم لأن كل إنسان يرى جرائم آل سعود وقتلهم للأطفال والناس ثم يقف في صفهم هو منزوع الغيرة ومنزوع الكرامة، حتى إذا كان ساكتا لأن قلبه خبيث ولا يستحق أبدا أن يعيش بين الأحرار وأن يسمى رجلا مثل بقية الرجال”.

وبكل أسف يقول إنه “لمن المخزي أنه بعد أن بقي أشهر أو سنة أو مدة بسيطة تجاوزنا المراحل الكبيرة والحرب الأكبر واليوم العدوان الأكبر كان قد بقي مدة قصيرة، ثم يأتي هؤلاء الخونة، فهم لو كانوا من الرجال الصادقين لكانوا ممن يرفع راية النصر مع كل الأحرار داخل اليمن، لكنهم نكسوا رؤوسهم في الوحل وفي مستنقع الرذيلة والجريمة والخذلان والخيانة وفشلوا ولم يتحقق حلمهم أبدا حتى أموالهم لم يستفيدوا منها”.

ويشدد العجري على أن “حتى الأموال التي استلموها هي أموال ضئيلة جدا ولا تساوي شيئا يعني 2000 أو 3000 ريال سعودي يستلم 400 ألف، مثلا يوزعها على العشرات لا يصل للواحد إلا 2000 أو ألف أو أقل حتى إنهم كانوا يخنون بعضهم في تسليم تلك الأموال يعني السارق يسرق سارق والخائن يخون الخائنين وهكذا هم الخونة”

ارتباط وثيق بين الخلايا الإرهابية وبين القضايا الأمنية و العسكرية هذا، ويشدد على أن “الخلايا المنظمة التي تتعلق بالسعودية أو حتى بالإمارات أو العدوان على وجه العموم تقلصت جدا”، منبهاً إلى أن الداخلية لا تعلن عن كافة المعلومات التي تحصل عليها حتى تستفيد منها بكشف المخططات الإرهابية، وبعض المعلومات يتم التحفظ عليها لما لها من دور كبير في العمل الأمني،

وتوعد العجري “آل سعود بأنه سيكون لهم النصيب الأكبر من الفضيحة، واليوم هم يفتضحون أمام العالم سواء في قتلهم الطفولة أو حصارهم للناس أو جرائمهم حتى في العالم بأكمله اليمن، وستكون الخاتمة النهاية لهذا النظام البائد، وهو الموعد الذي اقترب بكل ما تعنية الكلمة، وهم إلى الزوال”.

كما دعا “الشعوب في العالم إلى أن ينظروا إلى اليمن بنظرة واضحة وليس بعين واحدة مع جهة أو يستمعوا للأخبار من جهة واحدة وأن يكون لهم إنصاف أن يروا ما تفعله هذه الدول وآل سعود ومن معهم من المجرمين ما يفعلوه من جرائم في العالم وفي كل مكان اليمن”.

إلى ذلك، يؤكد العميد العجري أن “هناك ارتباط بين الخلايا الإرهابية وبين القضايا الأمنية و العسكرية لأنهم في اعترافاتهم أرادوا الإخلال بالأمن وتفجير الوضع ليستتب لقوى العدوان أن تدخل هذه المناطق وتحتلها وأن يطردوا كما قالوا من كان حرا في هذا اليمن أو يسجنوه أو يقتلوه أو يهينوه تمهيدا للجانب العسكري للعدوان لينتصر ويدخل هذه المناطق الحرة ويجعلها تحت قدمه لكن فشلوا بفضل الله”،

ويؤكد العجري أنه مقابل هذا المشهد من فشلهم وخزيهم، “كان هناك انتصارات عسكرية وأمنية، لأن الرجل هناك في الجبهات عندما يرى أن أسرته آمنة وأن بيته آمن وماله أمن وهو في أمن وأمان في المناطق الحرة ينطلق إلى تلك الجبهات، وهو في راحة واطمئنان وهادئ لأنه لا يخاف على أهله وعرضه ولا ماله ولا شيء مما يعنيه، وما تعلق به محبته فلا يرى حولها أي خلاف فيأمن ويرتاح ويجاهد ويقاتل وهو مرفوع المعنويات”.

أضف إلى ذلك، يشير العجري إلى أن “الانتصارات الأمنية الداخلية التي تتحقق والانتصارات العسكرية تعطي دروسا كبيرة، لأن رجل الأمن هنا يقول إن تلك الانتصارات التي تحققت في الجبهات لا يمكن أبدا لرجل الأمن أن يقف ساكتا لأمن ناس صبروا أمام النيران والطائرات والقذائف، وكل تلك الهالة الجوية العسكرية، فكيف لا ننتصر على الفاسدين والقذرين الذي يعدون على الأصابع ولا يمثلون رقما أصلا”.

أما على صعيد الأوضاع الأمنية الحالية، يكشف العميد اليمني عن إعداد وزارة الداخلية لخطة أمنية كبيرة وواسعة للعام الحالي، فيها جانب من تدوير وزيادة المهمات وتأهيل وتدريب وعمل أمني مكثف بحيث لا نكتفي فقط بالتجربة، بل أيضا لا بد من أن نرفدها بالدراسة والعلم والمعرفة من دورات وورشات ودراسات عليا ودراسات أكاديمية وأيضا نقل الصور الجيدة والعظيمة من أي دولة نرى فيها صورة أمنية رائعة وراقية ننقلها أيضا، ونحاول أن نستفيد من كل مظهر أمني رائع في العالم كله”،

ويتابع “اليوم أصبحنا العالم كله كقرية واحدة وتجاربه في نطاق واحد فنستفيد من الجميع ومن كل شيء جيد في هذا العالم، وهناك توجه كبير من القيادة الثورية والقيادة السياسية والقيادة في وزارة الداخلية، لأن ترتقي القيادة الأمنية وجميع منتسبي الأمن إلى أعمال أكبر وأعظم وإلى نجاحات أكبر وأن تكون نموذجا حتى يستفيد منه العالم بكله”.

مرآة الجزيرة