خبير إسرائيلي: التطبيع يمنحنا حزماً باستهداف غزة ولبنان، ويشيد بموقف جامعة الدول العربية

578
بشواهد الزمن، تيهود محال
بشواهد الزمن، تيهود محال
المشهد اليمني الأول/

أشاد خبير “إسرائيلي”، بموقف جامعة الدول العربية الرافض لإدانة التطبيع مع الاحتلال، مؤكدا أن اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين، التي حولت “إسرائيل” من الدفاع إلى الهجوم، “جعلتنا أكثر حزما في الهجوم على غزة ولبنان وأيضا طهران”، حسب تعبيره.

وفي مقال نشر بصحيفة “إسرائيل اليوم”، رأى أستاذ دراسات الشرق في جامعة “تل أبيب”، إيال زيسر، أن “اتفاق التطبيع التاريخي الذي وقع الأسبوع الماضي، لا يشكل مجرد اختراق موضعي في علاقات (تل أبيب) وبعض دول الخليج (الفارسي)، بل فيه بشرى بعيدة الأثر على الانتهاء المحتمل والقريب للنزاع الذي يعود إلى 100 سنة بين إسرائيل والعالم العربي”.

وأكد أن “رفض جامعة دول العربية شجب اتفاقيات التطبيع رغم الضغط الفلسطيني، يعبر عن إجماع عربي واسع؛ موضوعه الرغبة في المصالحة والسلام، مثلما في رفض مواصلة تحمل دون داعٍ أو حاجة لثمن النزاع”.

وذكر زيسر، أنه “قبل أكثر من مئة سنة، في كانون الثاني/يناير 1919، وقع حاييم وايزمن، زعيم الحركة الصهيونية، والأمير فيصل، ابن العائلة الهاشمية، باسم الحركة القومية العربية، على اتفاق التطبيع اليهودي – العربي، والذي في إطاره اعترف العرب بحق اليهود في أن يقيموا لأنفسهم وطنا (على أرض فلسطين)”.

وزعم أن “الرفض الفلسطيني جر العالم العربي لمواجهة طويلة مع إسرائيل، والآن يعود الطرفان لنقطة البداية ذاتها، على أمل ألا يفوتا عبثا مئة سنة أخرى”، مضيفا: “الإمارات والبحرين وفي أعقابهما – كما ينبغي الأمل في الزمن القريب – السودان، ولاحقا عُمان، والسعودية والمزيد من الدول”.

ونبه الخبير، أنه “منذ زمن بعيد؛ وإسرائيل والعرب (الحكام والزعماء) يتواجدون في القارب نفسه، ينسقون المواقف ويتعاونون في وجه تهديدات وتحديات مشابهة”، مدعيا أن “مشاكل العالم العربي لم تعد تتركز في إسرائيل؛ فالتهديد الفوري والملموس هو من جانب إيران وحلفائها في المنطقة”، على حد تعبيره.

وقال: “إلى جانب إيران، تسعى تركيا لأن تلقي بظلالها، في وجه هذا الواقع المعقد، اختارت قطر تعليق آمالها بتركيا، وأما باقي الدول العربية، باستثناء تلك غير الجديرة بأن تسمى دولا، فقد اختارت منذ زمن بعيد إسرائيل كصديقة وحليفة”.

وبين أن “الإنهاء الفعلي للنزاع الإسرائيلي– العربي، يترك إسرائيل أمام تحديين هامين؛ الأول، المسألة الفلسطينية التي أصبحت عمليا مسألة إسرائيلية داخلية؛ إذ إن عموم الأوراق توجد الآن في يديها، وقراراتها وأفعالها هي التي تحدد أكثر من أي شيء آخر، مستقبل العلاقات بين الجانبين من هنا فصاعدا، وأما التحدي الثاني فهو إيران، التي يتعلق بها مدى الاستقرار والهدوء اللذين سيسودان فيها”.

ولفت زيسر، إلى أن “الاختراق الذي تحقق في علاقات إسرائيل والعالم العربي، يبعث توقعات لسياسة إسرائيلية أكثر مبادرة وإبداعية، ويسمح لها بأن تصعد إلى الهجوم بعد كفاح دفاعي طويل أدارته حيال أعدائها، وهجوم كهذا؛ لا يعني مواجهة عسكرية ليس معنيا بها أحد، بل سياسة رد أكثر حزما وتصميما على كل تهديد، سواء كان من لبنان أم من غزة وبالأساس من طهران”.