Home زوايا وآراء 21 سبتمبر .. ثورة شعب رفض الوصاية والخنوع

21 سبتمبر .. ثورة شعب رفض الوصاية والخنوع

0
21 سبتمبر .. ثورة شعب رفض الوصاية والخنوع
21 سبتمبر
المشهد اليمني الأول/

في الحادي والعشرين من سبتمبر خرج الشعب بأكمله ليقول كلمته لا للوصاية لا للخنوع لا للارتهان للخارج لا للفساد والمفسدين في ثورة عارمة واراد الله لهذه الثورة النجاح واجتثت الفاسدين ولفظهم الشعب لم تكد الثورة تكتمل حتى هبت قوى الشر لتقضي على هذه الثورة تحالفت دول تدعي الاخوة في العروبة ووضعت يدها في يد امريكا واسرائيل لتقتل الشعب اليمني وتدمر كل شيء فيه رغم ان هذه الدول قد بنيت على اكتاف اليمنيين

لكن لأنهم لا يعرفون معنى الوفاء ورد الجميل لأشقائهم في اليمن على الأقل من حيث عدم التدخل في شؤونهم واستعداء الآخرين فها هو تحالف الشر الذي لا يرحم يقصف بالطائرات والصواريخ ويقتل الاطفال والشيوخ والنساء و يقوم بقصف كل شيء بما في ذلك تدمير البنية التحتية للشعب اليمني بهدف خلق المتاعب له مستقبلا واشغاله بنفسه واجهاض اهداف ثورته العظيمة – ثورة 21 سبتمبر– مع انهم يعلمون جيدا بأنهم لن يستطيعوا اعادة العجلة التي انطلقت الى الوراء وان ارادة الشعب اليمني العظيم هي المنتصرة دوما كون ارادة الشعوب من ارادة الله لا تقهر.

ومع الذكرى الثالثة للحادي والعشرين من سبتمبر يضل الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه يتحدثون ويكتبون عن هذه الثورة ويؤكدون للعالم عظمة هذه الثورة واليكم هذا الاستطلاع الذي يثبت هذه الحقيقة الذي يحاول بعض امراض النفوس التقليل من شان هذا الحدث العظيم .

ثورة اسقطت الوصاية

الاعلامي والمحلل السياسي حميد رزق يقول (ثورة 21 سبتمبر التي تصدرها انصار الله عطلت عمليا الوصاية الإقليمية على اليمن عندما تم تجاوز المبادرة الخليجية التي اعادت انتاج النظام السابق بآلية إشرافيه إقليمية ودولية مستدامة (الوصاية) ، بانتصار ثورة 21 سبتمبر وسقوط حكومة المقاسمة التي تنص عليها المبادرة الخليجية سقطت عمليا القدرة الكاملة الامريكية الإقليمية لتجزئة اليمن وتدمير شعبه بواسطة رعاية الفساد والفلتان الأمني وتغذية الصراعات والاغتيالات وغيرها ولم يستطع الفصل السابع ولا مجلس الامن او أمريكا حماية حكومة التحاصص التي عصفت بها ثورة 21 سبتمبر وجاءت على انقاضه بوثيقة السلم والشراكة التي تنص على تشكيل حكومة كفاءات وشراكة وطنية بالإضافة الى محاربة الفساد واستعادة موارد البلاد من ايدي العابثين والناهبين

ويضيف رزق ثورة 21 سبتمبر حدت من التدخلات الخارجية وان لم يكن بشكل كامل في هذه المرحلة ولكن بشكل كبير وعمليا يعجز الخارج عن تنفيذ اجنداته وتدخلاته كما كان عليه من قبل هذه الثورة في اليمن

وتعتبر ثورة 21 سبتمبر هي اول ثورة عربية حقيقية تصحح مسار ما يسمى الربيع العربي وانتزعت زمام المبادرة من الخارج الذي اختطف ثورة الشباب 2011 وحولها الى ورقة بيده من اجل إعادة تشكيل البلد بذات القوى الفاسدة التي خرج الشعب أصلا وبداية ثائرا عليها وعلى سياساتها وممارساتها المستبدة والفاسدة

نستطيع القول انها هي الثورة الوحيدة التي تمكنت من القضاء بشكل كبير على مشروع الفوضى والذبح والتدمير الذي ترعاه أمريكا تحت مسمى داعش والنصرة وغيرها وبينما نرى تلك الجماعات تحتل المزيد من المدن والبلدات في العراق وسوريا ولكنها في اليمن تخسر مناطقها التاريخية والاستراتيجية واحدة تلو الا خرى الامر الذي تسبب في انزعاج وارباك إقليمي ودولي واضحين يمكن قراءتهما من خلال أداء بعض وسائل الاعلام العربية – الجزيرة والعربية- القريبة من مشروع الفوضى والتقسيم الأمريكي

لقد كان انصار الله والثورة الشعبية حريصون على إقامة علاقات احترام متبادل مع كافة الاشقاء والأصدقاء في انحاء العالم عدا أمريكا والصهيونية لانهم يحملون مشاريع القضاء على امتنا بشكل ليس خافيا ولا يحتاج الى دليل الحقيقة هي انصار الله وثورة 21 سبتمبر يريدون إعادة الاعتبار للشعب اليمني وإقامة نظام سياسي يعبر عن الشعب وليس عن مصالح الخارج وبحدوث التغيير السياسي الإيجابي في صنعاء وإقامة دولة عادلة وحرة سيتمكن اليمنيون من استعادة سيادة بلدهم والحد من التدخلات الخارجية واستغلال منافذ اليمن البحرية والجوية والبرية بطريقة غير مشروعة

لكن هذه الثورة جوبهت وحاول الاعداء القضاء عليها في المهد وقاموا باعت عدوان للقضاء عليها لانها افقدتهم مصالحهم بل وباتت تهدد مشاريعهم وتم القضاء من خلالها على ايديهم وعملائهم في الداخل فحاولوا اعادت هؤلاء عن طريق القوة والالة العسكرية لكنهم لم يستطيعوا القضاء على هذه الثورة فالثورة مازالت مستمرة ومنتصرة الى اليوم وستنتصر لانها تستند على شعب لم يعد الخنوع والخضوع الاستسلام شأنهم فقد رفضوه وسيرفضوه الى الابد.

سبتمبر ثورة وعي شعبي منقطع النظير

الاعلامي عبدالله الحوثي يقول : نجحت ثورةُ الـ 21 من سبتمبر 2014م، في تصحيح مسار ثورة 11 فبراير 2011م، بعد ان سرقتها القوى الظلامية العميلة لقوى الاستكبار، والذين قبل بهم شباب الثورة في ثورة 2011م، بل وتمادوا في فسادهم وتنفيذ الاجندة الخارجية في تفتيت الوطن وتمزيقه وتسهيل نهب ثرواته وخيراته للقوى العالمية على رأسها أَمريكا وإسْرَائيْل ومن يدور في فلكهم

كما نجحت ثورة الـ 21 من سبتمبر في تعرية القوى السياسية الحاكمة لليمن والتي تدّعي معارضتها للحكم، وفضحت الأَسَاليْب والتصرفات التي كان تعملها القوى السياسية خدمة للمشروع الخارجي وضد أَبْنَاء الشعب اليمني والتي كانت تهدف إلَى تمزيق الوطن وتفتيته، لكي يتسنى للقوى الخارجية نهب ثرواته بكل اريحية

ما ميّز ثورة الـ 21 من سبتمبر عن غيرها من الثورات والتحركات الشعبية انها كانت تحمل وعي كبير بما يدور في داخل الوطن وفي محيطه ودولياً، إضَافَة إلَى وجود قيادة ثورية واحدة وحكيمة تتمتع بالروح الأخوية والوطنية والوعي الكبير الناتج عن الثقافة القرآنية، ولهذا كانت الثورة تخطو خطوات قوية وموفقة استطاعت تحقيق اغلب الأَهْدَاف

ويضيف الحوثي حيث تكوّن الوعي تراكمياً عبر الثقافة القرآنية والحقائق التي كشفها القران الكريم ونهجها السيد حسين بدر الدين الحوثي من ثم السيد عبدالملك الحوثي والمضي بكل وثوق بهذه الثقافة، وكذا تكونت عبر الوقائع التي حدثت منذ العام 2011م، وحتى العام 2014، والاعوام السابقة، والتي فضحت القوى السياسية التي كانت تدعي الوطنية وخدمة الشعب، والقوى التي كانت تتخذ من الدين الإسْلَامي غطاء لتحركاتها الخبيثة في تفكيك اللحمة الوطنية وبيع خيرات الوطن للخارج خُصُوْصاً أَمريكا

تطور الوعي الشعبي وانتشاره ليشمل كافة شرائح المجتمع اليمني، حيث شمل الرجل والمرأة والطفل، وكذا بعض الأَحْزَاب والقبائل والمكونات الوطنية، ليخلق جسدا متكاملا شمل كافة شرائح المجتمع اليمني لتنطلق موحدة في تحقيق الأَهْدَاف التي طالب بها الشعب اليمني وشباب الثورة في 2011م كذلك الوعي المجتمعي خلق حالة من السخط الشعبي الرافض لكل المخططات والمؤامرات التي تهدف إلَى زرع الفرقة في اوساط الشعب اليمني وتفكيكه عبر الفتن الطائفية أَوْ المناطقية، والتي كانت تحمل عناوين براقة بداية بلباس الإسْلَام إلَى الوطنية وحقوق الإنْسَان والمكونات، وأوجدت وسائل وطرق واقعية لحل كُلّ المشاكل الموجودة في الداخل بما يضمن حلها، والحفاظ على وحدة الوطن وحقوق أَبْنَاء الشعب اليمني

كما استطاعت ثورة الـ 21 سبتمبر القضاء على قوى الإرْهَاب في مختلف محافظات ومناطق الجمهورية، والقضاء على البؤر الإرْهَابية التي كانت قواعد ينطلق منها الإرْهَابيون لتنفيذ عملياتهم الإرْهَابية في مختلف ارجاء الجمهورية والقضاء على الإرْهَاب في مختلف نواحي الجمهورية وتأمين أغلب المناطق اليمنية أراح جميع مكونات الشعب اليمني وحقق اجتماع والتفاف شعبي منقطع النظير حول ثورة الـ 21 سبتمبر واكسبها زخماً نحو تحقيق الأَهْدَاف في القضاء على الفساد وتأمين المدن اليمنية وتحقيق الطمأنينة للشعب، بما يضمن خلق اجواء وبيئة ملائمة لتنفيذ المشاريع والاستثمارات التي تنهض بالوطن وتحقق الازدهار

كما ان اقتلاع الإرْهَاب والذي كان خطرا يهدد اليمن والعالم، كان عملا عظيما ورسالة قوية لدول الاقليم والدول العالمية التي تدعي محاربة الإرْهَاب، بان الثورة اليمنية استطاعت القضاء على خطر كبير يهدد مصالحهم، بما يجعل هذه القوى شكر الثورة والتعامل معها بإيْجَابية، إلا ان ما حدث هو العكس، وهو غضب الدول التي تدّعي محاربة الإرْهَاب من هذا الإجراء، وخروجها عن طورها لتكشف ثورة الـ 21 من سبتمبر ان أَمريكا والسعودية ومن يدور في فلكها

والذين يدعون محارتهم للإرْهَاب، تستخدم الإرْهَاب ذريعة لتحقيق مصالحها وأطماعها في اليمن كما هو الحال في بقية الدول العربية والإسْلَامية، بل وكشفت ان الإرْهَاب مدعوم وممول من هذه الدول سياسياً ومالياً، بل وعسكرياً بعد ان قامت أَمريكا والسعودية، بالتدخل المباشر ضد ثورة 21 سبتمبر والقوى الشعبية والحزبية التي شاركت فيها، وقامت أَمريكا والسعودية بدعم قوى الإرْهَاب وتمويلها والمشاركة في حرب على الأرض ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية بل وأَبْنَاء الشعب اليمني بأكمله .

و بعد نجاح ثورة 21 سبتمبر بأيام خرج الساسة الصهاينة والأَمريكان ليعلنوا بشكل علني وباعتراف صريح ان نجاح الثورة شكل ضربة قاضية لمصالحها في اليمن والمنطقة، وأن سقوط القوى التابعة لهم في اليمن شكّل خطراً كبيراً على مصالحهم في اليمن

حيث أعلن رئيس الوزراء الصهيوني ان نجاح ثورة الـ 21 سبتمبر، وانتزاع الشعب اليمني لسيادته المسلوبة والتي كان تتحكم بها إسْرَائيْل وأَمريكا عبر ادواتها في اليمن يشكل خطراً كبيراً على الكيان الصهيوني خُصُوْصاً بعد سيطرتهم على باب المندب والمناطق الساحلية، وكذا المناطق النفطية في الشمال والجنوب ،الساسة الأَمريكيون بدورهم أكدوا وعبر وسائل الاعلام ان انهيار القوى المتحالفة مع الادارة ادارة الأَمريكية وسقوط سلطتها في اليمن يهدد المصالح الأَمريكية في اليمن ويقضى على الأَهْدَاف -الأطماع – الأَمريكية في اليمن وهو ما لن تسمح به أَمريكا ،

المستشار السعودي الجنرال انور عشقي اعترف وبكل صراحة ان هناك ثروات طائلة جدا في اليمن وهناك آبار نفطية عملاقة في الجوف وباب المندب وان هذه الثروات ستستخرج عبر تحالف أَمريكي صهيوني سعودي وان ثورة الـ 21 سبتمبر، قضت على هذا المخطط والمشاريع؛ لأن الشعب اليمني انتزع قرار سيادته من القوى المحلية والتي كانت تحقق تلك الأَهْدَاف ووزير حرب الكيان الصهيوني والمسؤولين الصهاينة دعوا صراحة إلَى مواجهة الثورة الشعبية سياسياً وعسكريا واستعادة الهيمنة على اليمن، من اجل تحقيق المخططات والأَهْدَاف المشتركة بين الكيان وأَمريكا، داعين نظام ال سعود للتحرك السريع من اجل استعادة الهيمنة وإعَادَة اليمن إلَى التحكم السعودي الأَمريكي، وعدم السماح للشعب اليمني بمواصلة الثورة وتحقيق الامن والازدهار.

ان تماسك ثورة الـ 21 من سبتمبر والالتفاف الشعبي الكبير وتكاتف مختلف شرائح المجتمع اليمني حولها، جعل الثورة تمضي في خطى قوية للقضاء على الفساد وتحقيق الأمن الازدهار، وهو ما لم تستصِغه دول العدوان الداعمة للإرْهَاب، والتي سعت منذ عقود لتمزيق اللحمة الوطنية وتفتيت الوطن وتمزيقه، إلَى التدخل المباشر ومحاولة تصفية الثورة عسكرياً بعد فشلها في تصفية الثورة عبر الطرق والوسائل السياسية والاقتصادية ،حيث أعلن مندوب السعودية في مجلس الامن من واشنطن، بدء الحرب على اليمن للقضاء على الثورة الشعبية بالتنسيق مع الولايات الأَمريكية والكيان الصهيونية وعدد من الدول الاوروبية والعربية تحت ذريعة إعَادَة “الشرعية وبالرغم من انتهاء فترة الفأر هادي واعلانه الاستقلال،

إلا ان السعودية أعادته إلَى الرئاسة واستطاعت إخراجه من اليمن إلَى السعودية لتحقيق أَهْدَافها تحت ذريعة اعادت شرعيته، والقضاء على الثورة الشعبية التي اسمتها “الانقلاب ومع بدء العدوان على اليمن بمشاركة أَكثر من 15 دولة على رأسها أَمريكا وإسْرَائيْل والسعودية أعلن الساسة الأَمريكيون والسعوديون وبكل بجاحة وفي مختلف وسائل الاعلام الدولية، أن أَمريكا والسعودية لن تسمح للشعب اليمني بالخروج عن سيطرتها وطاعتها، مهما كلف الثمن، لان اليمن حسب تعبيرهم بوابة خلفية لهم ويجب ان تكون تحت سيطرتهم السياسية والعسكرية، وليس من حق الشعب اليمني ان يقرر مصيره وحقه في العيش لان هذا يتعارض مع مصالحهم

بعدها قام العدوان السعودي الأَمريكي قام باستهداف البنية التحتية لليمن وقام بتدمير كُلّ المنشآت والمؤسسات الحكومية، ولم يكتف بذلك بل عمد إلَى تدمير المساجد والمدارس والمستشفيات ومنازل المواطنين، وقام بارتكاب ابشع الجرائم بحق المواطنين خُصُوْصاً النساء والأَطْفَال، وأعلن بشكل واضح انه سيقوم بالقضاء على كُلّ شيء في اليمن حتى يعلن الشعب اليمني قبوله بالوصاية السعودية والأَمريكية، وان السعودية وأَمريكا ماضية لتجويع الشعب ومواصلة الحصار الخانق وارتكاب المجازر وتدمير المدن وكل البنى التحتية حتى تحقيق أَهْدَافه .

لقد استطاع الشعب اليمني وثوار 21 سبتمبر من الصمود امام ابشع عدوان في العالم ، محافظاً على مؤسسات الدولة ومنشئاتها وكذا استمرار عمل هذه المنشآت ودفع رواتب الدولة في القطاعين المدني والعسكري، الأمر الذي اكد للعالم ان ثورة الـ 21 سبتمبر ثورة شعبية قام بها جميع أَبْنَاء الشعب اليمني بمختلف شرائحه حتى عمدت قوى العدوان لنقل البنك المركزي وقطع مرتبات الموظفين لكن الشعب صمد ايضا ،الصمود الاسطوري وتكاتف مختلف شرائح المجتمع، خُصُوْصاً الأَحْزَاب والمكونات السياسية، وكذا القبائل اليمنية والشباب والاكاديميين، بل وتعاظم التكاتف الشعبي وتقديم العطاء ودعم جبهات القتال ومواصلة تشغيل وتفعيل مؤسسات الدولة، شكل صدمة قوية جدا للعدوان،

واكد للعالم ان الشعب اليمني هو من خرج بثورة الـ 21 سبتمبر، ولن تستطيعَ أَيَّة قوة في الأرض ان تصفي ثورتهم، وتسلب قرارهم وسيادتهم، وتنهب ثروات الشعب؛ لأن الشعبَ اليمني مجتمعٌ قرر الاستقلال وحكم نفسه بنفسه والتمتع بثرواته وخيراته.

سبتمبر مصححة لمسار الثورة الام

الصحفي احمد ناصر الشريف يتحدث عن ثورة 21 سبتمبر قائلا : ما يزال البعض ممن في قلوبهم مرض وتحمل انفسهم حقدا دفينا ضد من يختلفون معه فكرا ومذهبا ينظرون الى ثورة 21 سبتمبر الشعبية 2014م على انها انقلابا والغاء للآخر متجاهلين هؤلاء حقيقة هذه الثورة التي جاءت اساسا مصححة لمسار الثورة الأم (سبتمبر واكتوبر) والعمل على تحقيق اهدافها الوطنية التي تم اعلانها قبل اكثر من خمسين عاما ولم يكتب لها الترجمة الفعلية على ارض الواقع ..

ومتجاهلين ايضا حقيقة ما أتت به ثورة 21سبتمبر في نفس يوم قيامها من اتفاق للسلم والشراكة الوطنية الذي ابقى على عبدربه منصور هادي المنتهية شرعيته رئيسا للجمهورية وتضمن تشكيل حكومة شراكة تمثلت فيها كل الأطراف السياسية بمختلف تناقضاتها السياسية ماعدا مكون انصار الله صاحب المصلحة الأولى في الثورة الشعبية حيث لم يشارك في الحكومة تجنبا لاتهامه بأنه استولى على السلطة بالقوة كما يحلوا للبعض ان يقول .. اذا فثورة ثورة 21 سبتمبر 2014م لم تقم ترفا بهدف خلط الأوراق السياسية في اليمن ..

ولم تقم من اجل الاستحواذ على السلطة والغاء الآخر كما فعل الاخوان المسلمون فيما عرف بثورات الربيع العربي عام 2011م والتي تحولت الى خريف مبكر.. ثورة 21 سبتمبر 2014م املتها الظروف الموضوعية كضرورة حتمية من اجل انقاذ شعب بأكمله من سيطرة الخارج على قراره السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي وفرض الوصاية عليه وكأنه لم يشب بعد عن الطوق ..

وفي نفس الوقت قامت ثورة 21 سبتمبر لتصحيح -كما أشرنا آنفا- مسار الثورة الأم : (26 سبتمبر و 14 اكتوبر) التي تم الالتفاف على مبادئها واهدافها العظيمة بعد ايام قليلة من قيامها لتتحول الساحة اليمنية بعد ذلك الى ساحة صراع لتصفية حسابات اقليمية ودولية دفع اليمنيون ثمنها غاليا حتى اليوم

ويضيف الشريف : ومن المفارقات الطيبة ان اليمنيين يحتفلون بالذكرى الأولى لثورة 21 سبتمبر تزامنا مع احتفالهم بأعيادنا الوطنية المتمثلة في اعياد ثورتي 26 سبتمبرو14 اكتوبر وعيد الاستقلال المجيد ال 30 من نوفمبر و14 اكتوبر وعدن الحبيبة تئن تحت وطأة الاحتلال وفي ظل ظروف صعبة ومعقدة يعيشها الشعب اليمني العظيم نتيجة عدوان آل سعود وحلفاؤهم عليه وهو ما يجعلنا نستذكر ما لثورة 21 من سبتمبر من قيمة عظيمة اعادت الاعتبار للشعب اليمني وجعلته يستيقظ من سباته العميق الذي استمر اكثر من خمسين عاما وقراره السياسي رهن الخارج..

ولذلك فان الزلزال الذي احدثته ثورة 21 سبتمبر التي رفعت شعار : التحرر من الوصاية الخارجية قد اجبر تلك الدول التي اعتادت على التدخل في الشأن اليمني وعلى رأسها السعودية وأمريكا لتقوم بشن عدوان ظالم على اليمن وشعبها العظيم بعد ان وجدت بأن مصالحها التي كانت تعتقد انها لن تتحقق في اليمن الا من خلال السيطرة على قراره السياسي وفرض على رأس الحكم عملاء ومرتزقة محليين ينفذون لها اهدافها بالطريقة التي تريدها الدول المتدخلة وليس من خلال اقامة علاقات ندية مع شعب يعتبر بالدرجة الأولى العمق الاستراتيجي لدول الجزيرة والخليج..

ولأن هذه الميزة التي كانت تتمتع بها الدول المتدخلة في الشأن اليمني لاسيما ان السفير السعودي ونظيره السفير الأمريكي كانا يتصرفان وكأنهما صاحبا القرار في اليمن.. بدليل ان السفير الأمريكي قال اثناء مغادرته للعاصمة صنعاء بأنه لم يعد لنا شيء نفعله

صحيح ان مثل هذه الدول التي عرقلت بناء الدولة الحديثة في اليمن ووقفت ضد قيامها وخاصة السعودية قد تعودت على ان لا يقول لها احدا: لا.. فجاءت ثور 21 سبتمبر لتفرض هذه اللا المحرمة على اليمنيين في السابق والتي التف حولها اليمنيون وشعروا بعد قولها بأن كرامتهم وسيادتهم المسلوبة قد عادت اليهم ماعدى حفنة من العملاء والمرتزقة تعودوا على استلام بيع الأوطان بثمن بخس كما يفعل اليوم حزب التجمع اليمني للإصلاح وبعض مؤيديه وانصاره حيث لم يخجلوا على انفسهم من مجاهرتهم بتأييد العدوان على بلدهم علنا وفي بيانات رسمية..

وعليه فقد جاءت ثورة 21سبتمبر لتقطع عليهم الطريق لأن شعارها الأساسي الذي رفعته بعد قيامها مباشرة هو: بناء الدولة اليمنية الحديثة وتحقيق الشراكة الوطنية بين كل الأطراف السياسية حتى لا يستأثر طرف على آخر بحيث تكون مهمة بناء اليمن الجديد من مسؤولية كل ابنائه مع ان ثورة 21 سبتمبر كان بامكانها ان تنفرد بالقرار وتشكل حكومة بمفردها كما فعل الاخوان المسلمون بعد ثورات الربيع العربي

عندما اقصوا كل الأطراف الأخرى التي لا تتفق مع توجهاتهم السياسية فخسروا كل شيء في غمضة عين غير مدركين ان مهمة بناء الشعوب والأوطان لا يتكفل بها طرف معين مهما اظهر الاخلاص وادعى الوطنية وانما بناء الأوطان وقيادتها نحو مسار صحيح مهمة مجتمعية تشارك فيها كل الأطراف السياسية بدعم شعبي وهذا ما ازعج الأطراف الخارجية المتدخلة في الشأن اليمني لأنها ارادت لليمنيين ان يبق قرارهم السياسي تحت وصايتها وتسييرهم حسب اهوائها وخدمة مصالحها..

وعندما ادركت بأنه بعد قيام ثورة 21 سبتمبر قد استعصى عليها القيام بما كانت تقوم به سابقا وان اليمنيين عازمون على بناء دولة وطنية قوية وعادلة تجعل منهم رقما مهما في المنطقة وتؤسس لاستعادة دورهم الريادي الذي عرفوا به على مدى تاريخهم القديم والحديث حيث كان لهم شرف السبق في الريادة

منذ سبعة الاف عام طار صواب الأنظمة التي اسستها بريطانيا في شمال الجزيرة العربية والخليج وجعلت منها دويلات متفرقة تحت الحماية الخارجية لأنهم يدركون تماما لو ان اليمنيين نجحوا في بناء دولتهم الحديثة واستعادوا مجدهم فان دويلاتهم المصطنعة قد تنتهي وتتلاشى تلقائيا ولذلك فهم يعتقدون بأن عدوانهم البربري على اليمن وشعبها العظيم هو دفاعا عن انظمتهم ودويلاتهم المزعومة مع ان اليمنيين لا يكنون لهم الا كل الود والاحترام ولا يتدخلون في شؤونهم .

ثورة اجتثت الفاسدين

مجد الدين المداني ناشط حقوقي يكتب عن ثورة 21 سبتمبر : كان 21 سبتمبر فصلاً ناصعاً من كتاب الثورة اليمنية على القهر والظلم والتجويع والإفقار والقتل والفساد والتبعية والوصاية الخارجية ، فقد كانت الجرعة الشرارة التي فجرت غضبً كامنٌ في الصدور عدة اعوام . وبمجرد نداء قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي للثوار كانت الثورة قد عمت أرجاء البلاد وبدأت أعداد الشهداء والجرحى تتصاعد ويتصاعد معها سخط الشارع اليمني ،

قبل ثورة 21 سبتمبر كانت اليمن تعيش حالة من الفقر والمعاناة والفساد الاداري والاخلاقي والتبعية المطلقة, تبع ذلك اعلان الجرعة السعرية على المشتقات النفطية في حين كان باستطاعة من كانوا يدعون مصلحة اليمن ( ال سعود) ان يسدوا عجز الميزانية العامة بمبلغ بسيط لا يتعدى قيمة صواريخ قليلة من الالاف الصواريخ التي يعتدون بها على الشعب اليمني اليوم ويقصفون بها المصانع والمنشآت والدوائر الحكومية والمباني والمزارع والمحطات والطرقات والجسور لقد بدأت الثورة

وتوافد الثوار السلميين من جميع المحافظات الى داخل العاصمة صنعاء للاعتصام في الساحات والمطالبة بتحقيق اهداف الثورة المشروعة التي تلخصت في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والغاء الجرعة واسقاط الحكومة ورفض الوصاية الخارجية في حين تكفلت القبائل اليمنية وانصار الله بحماية المتظاهرين السلميين داخل العاصمة وتقاطروا من كل حدب وصوب الى اطراف صنعاء متوجهين بعدة انذارات للحكومة بعدم الاعتداء على المتظاهرين السلميين داخل العاصمة

لقد كان الثوار انذاك يأملون ويرجون من الحكومة وسلطة الامر الواقع ان يستجيبوا للمطالب الشعبية الا انهم صدموا حين تم الاعتداء على المتظاهرين السلميين وارتكاب مجزرة مروعة بدم بارد امام مجلس رئاسة الوزراء واخرى في خط المطار ، نعم مجزرتين في وضح النهار بحق المواطنين الابرياء . يا الهي ما لذي يحدث ..كانت هناك بركة من الدماء يسبح المتظاهرين حولها ..مشهد مروع ..كانت حينها قناة الجزيرة والعربية وبقية قنوات التضليل وكل القنوات الرسمية مشغولين بأحداث ما يسمونه ب الربيع العربي ..

لم نسمع عواء اليدومي ولا انسانية توكل.. كانت احداث مشابهة لما قام به الاصلاحيين من مجزرة بحق المتظاهرين السلميين في عمران بتوجيه من قائد اللواء 310 انذاك .. انتهى المشهد وبداء مشهد الثورة والسلاح .. كانت الثورة تكشف عن نفسها في ذات الوقت الذي تكشف فيه الحكومة عن وجهها الحقيقي الذي اجتهدت في تجميله لقاطني المناطق الآمنة التي لم تصل إليها الحروب في اليمن

ويضيف المداني : الحكومة وفي سعيها للتعامل مع ثورة الشارع اليمني يبدو أنها قد بنت استراتيجيتها في التصدي للمتظاهرين على تكتيك الإعتماد على قواتها الخاصة بدلاً عن قوات الشرطة ، ربما لأنها أكثر ثقةً في قواتها أو أن هذه القوات مدربة لمثل تلك الظروف ، احياناً يأتون لتفريق المظاهرات بزي الشرطة وفي أحيان أخرى بزي القوات الجيش .

الثقة التي كانوا يطلقون بها الرصاص والإصابات القاتلة للمتظاهرين بالرأس والصدر تؤكد أنهم قد تلقوا أوامر بذلك ، ورغم ارتفاع أعداد الشهداء وبرغم سكوت المجتمع الدولي لاستخدام القوة المفرطة لفض المتظاهرين إلا أن الحكومة كانت غير آبهة ، ، فكانت تمارس سياسة التصالح مع الذات ، فإن تقتل نصف مليون لن تأبه بأن تضيف لها مائتي روح أخرى .

يدفعها لذلك الهلع الذي أحست به من هبة الشعب اليمني وشجاعة وثبات المتظاهرين أمام الرصاص الحي ,والغازات والقنابل الامريكية ،كانت الرسالة التي أرادت الحكومة إرسالها للمتظاهرين هي أنها مستعدة لنقل مشاهد الحرب والرصاص والقتل من مناطق الحرب إلى داخل صنعاء وغيرها من المدن ، وأنها في سبيل البقاء لا تبالي بقتل كل من يخرج إلى الشارع.

واعلنت القبائل اليمنية و انصار الله النفير العام وتحركهم الى العاصمة صنعاء للدفاع عن المتظاهرين وحمايتهم..

وكان في استقبالهم كتائب مجهزين مسلحين تابعين للواء علي المحسن الذي كان حينها مستشارا لرئيس الجمهورية للشؤون العسكرية وعبدالله شملان القيادي الذي عرف عنة انه من كبار القيادات الاخوانية الذين اجتاحوا الجنوب سنة 1994م برفقة علي محسن وعبدربه منصور هادي .لكن الثوار نجحوا في تجاوز عقبة هؤلاء واستطاعوا دخول العاصمة صنعاء وتأمينها في غضون ايام قليلة ..استطاعوا تأمين المنشئات الحكومية والبنوك والمرافق العامة عبر لجان شعبية وثورية شكلوها بداية دخولهم صنعاء

ان سبتمبر فرصةٌ جيدة في كشف حقيقة النزعة السعودية الحاقدة الاجرامية المتسلطة على اليمن ، وفي نسف ادعاءات اذنابهم بالحرية والذي من خلالهم استطاع ال سعود ان يحشدوا الجيوش للقضاء على الثورة اليمني في عدوان ظالم جائر وحشي دموي ، مستعينين بحالة غياب الوعي وشيوع الجهل الذي خلّفته قصعات الفساد والعمالة والخيانة والارتهان والذل.

ان العدوان الغاشم على اليمن هو ضد ثورة شعب اعلن من خلالها التحرر من الوصاية والهيمنة ورميها في مزبلة الهزيمة و احياء الرسالة الوطنية-العربية – القرآنية – الإسلامية اضافة الى إحياء إرادة الاُمّة وروح الجهاد والاباء والشموخ والاعتزاز بالانتماء والهوية لدى ابناء اليمن العزيز

لقد حققت ثورة 21 سبتمبر نجاح كبيرا , برغم كلفتها العالية ، لوضع النقاط على حروف جدوى التغيير ، فقد أكدت الأحداث أن الشارع مستعدٌ للخروج والتضحية في سبيل لقمة العيش ورفض التبعية والوصاية الخارجية ..

كذلك كشفت ثورة سبتمبر بجلاء استحالة تغيير النظام بالطرق السلمية ، فالحكومة التي لا تتردد في قتل المتظاهرين واعتقالهم وتعذيبهم يبقى من غير المنطق يخرج ضدها متظاهرين عُزل مكشوفي الصدر ، سيبدو الأمر و كأنه محاولة انتحار ، لذلك بدلاً من الخروج والموت بالشارع لماذا لا نفكر في تسليح الشعوب للدفاع عن نفسها ، فأن تموت وأنت تقاتل خيراً من أن تموت وأنت تقف مكتوف اليدين أمام جلادك . وبرغم أن خيار العسكري هو أصعب الخيارات لكنه أنجعها وأكثرها فعالية ، وأقربها لمنطق الأشياء ،

فهذه الحكومة لن تذهب بأماني الناس ولا بمظاهرات دامية تزف فيها الأسر اليمنية أبنائها شهداء ، لكنها تذهب بمنطق السلاح الذي تؤمن وتحكم به وتحمي به مصالحها لم يرق ذلك لقوى الشر فقررت شن حرب لاهوادة فيها لاستئصال الثورة والعودة الى السابق بأحدث الآلات العسكرية بدعم مباشر من امريكا واسرائيل لكن الثورة صمدت وصمد الشعب الى اليوم .