المشهد اليمني الأول/
أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، أن المقاومة في قطاع غزة رَدَت على مشهد الذل في واشنطن والذي تمثل بتطبيع العلاقات بين (الإمارات والبحرين) مع دولة الاحتلال “الإسرائيلي” برعاية أمريكية.
وشدد القائد النخالة خلال برنامج “لعبة الأمم” عبر قناة الميادين مساء اليوم الأربعاء، على أنَ المقاومة هي الخيار الرئيسي لاستعادة الحقوق ومواجهة المشروع “الإسرائيلي” وليست عمليات التطبيع والتسوية ومشهد الذل والخنوع في واشنطن.
وأوضح، أن الخيار العربي والإسلامي هو خيار الشعب الفلسطيني وما جرى في واشنطن من تطبيع هو خيار معزول عن السياق التاريخي للمنطقة وللأمتين العربية والإسلامية، مؤكدًا أن هذا الخيار لن يحدث تغير على الساحة الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالحرب على غزة، قال القائد النخالة: “لا نخشى الحرب لكِنها إذا فُرضت علينا فإن مجاهدي سرايا القدس والمقاومة كافةَ على أهبة الاستعداد، مؤكدًا أن لا خطوط حمراء للمقاومة في التصدي لأيِ عدوان إسرائيلي”.
وأشار إلى أن التهدئةَ في قطاع غزة هشةٌ والأمور قابلة للانفجار في أيِ لحظة، لافتًا إلى أن “إسرائيل” تواصل حربها المفتوحة على سكان القطاع بأشكالٍ مختلفةٍ منها الحصار المشدد، لذلك فإن غزة تملك القدرة والإرادة والعزيمة لأيِ عملٍ عسكريٍ “إسرائيلي” محدود أو واسع.
وأضاف القائد النخالة:”رغم اختلال موازين القوى لصالح العدو إلا أن المقاومةَ في غزة مستمرةٌ في ابداعها لتطوير سلاحها وصناعته بأقل الامكانيات المتاحة لهم، مشددًا على أن الجهاد الإسلامي وسرايا القدس وكافة المجاهدين جاهزةٌ للحرب وهم على أهبة الاستعداد”.
وتابع قوله: “نعرف الجبهة الداخلية لنا ولعدونا، هم جمعوا أنفسهم من دول العالم على أساس أن العيش هنا رغيد”.
وشدد النخالة، على ضرورة أن يستمر الإعداد بشكلٍ مستمرٍ حتى لا يرتاح المستوطنون، مردفاً:”إن كل يوم يمر يأتي بجديد من ناحية التصنيع والتدريب والإبداع في العمل العسكري”.
التطبيع الإماراتي البحريني “الإسرائيلي”
وقال القائد النخالة: “إن مشهد التطبيع “الإسرائيلي” مع دولة الامارات ومملكة البحرين له هدفين أولهما أمريكي لصالح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة، و”إسرائيلي” لصالح بنيامين نتنياهو بادعاء تحقيق انجازات واختراقات في الصف العربي”.
ولفت، إلى أن الدول التي وقعت –الامارات والبحرين- لم تكن مع الشعب الفلسطيني وهي كانت طوال السنوات الماضية تقيم علاقاتٍ سرية وعلنية مع الاحتلال “الإسرائيلي”، لذلك فإن هذا التطبيع لن يحدث تغيرًا مهمًا أو كبيرًا في موازين القوى في المنطقة.
وأشار إلى أن مسار التطبيع مع العدو “الإسرائيلي” لا قيمة له، وما يهمنا أن الشعب الفلسطيني يجب عليه أن يواصل اعتماده على نفسه للقتال حتى الحصول على حقوقه وتحرير أرضه من دنس المحتل.
وهاجم القائد النخالة، مبادرة السلام العربية، مؤكدًا أنها أخطر من وعد بلفور، بسبب اعترافها بـ”إسرائيل” وحالة الاستجداء والاذلال العربي كي يمنح الاحتلال الفلسطيني حقًا في أرضه، لافتًا إلى أن الدولة التي يتم طرحها على حدود الـ67 ليس برنامجًا أو قرارًا دوليًا وإنما برنامجٌ فلسطينيٌ حتى الوصول إلى دولة معترف بها.
وأوضح النخالة، أن فشل جامعة الدول العربية في إدانة التطبيع الاماراتي “الإسرائيلي” أصاب رئيس السلطة محمود عباس بحالة من الاحباط واليأس وخيبة الأمل، لا سيما أن دول كالأردن رفضت الافصاح عن موقفها وتمنعت من الوقوف إلى جانب قضية فلسطين.
وحول السعودية قال: “السعودية تختلف عن الدول العربية الأخرى فأي انهيار بالموقف السعودي من القضية الفلسطينية سيكون له أثر كبير معنوي ومادي في المنطقة ككل، فمجرد مرور الطائرة “الإسرائيلية” فوق مكة المكرمة والمدينة المنورة كان أمر محزن وذليل”.
وفيما يتعلق بانسحاب السلطة من الجامعة العربية قال: “لا نريد تعقيد الأمور أكثر وفتح معركة كبيرة مع كافة الدول العربية، لكن فعليًا وواقعيًا فالجامعة العربية ليس لها أي فعل ايجابي للقضية الفلسطينية”.
الوحدة الفلسطينية
وأشار القائد النخالة إلى أن الانتكاسات الأخيرة في المنطقة وهرولة العرب للتطبيع مع “اسرائيل” دفعتنا لأن نكون أكثر وحدة لمواجهة المشروع الصهيوني بهدف تغيير المعادلات القائمة لصالحنا، مستندًا إلى قوله تعالى: “عسى أن تكرهوا شيء وهو خيرٌ لكم”.
ولفت إلى أن ما جرى في الجامعة العربية هو رسالة ضعف أمام “الإسرائيليين” ورسالة للفلسطينيين أن “دبروا حالكم”، قائلًا: “هم بهذا الموقف المخزي تخلُوا عن موقفهم المساند والمؤيد للقضية الفلسطينية”.
وأضاف: “دخلنا مرحلة جديدة من الصراع في المنطقة وما جرى في الجامعة العربية يجب أن يدفعنا لأن نفتح آفاق كبيرة مع الدول التي تقف إلى جانبنا كإيران وتركيا”.
وأشار إلى أن إصدار البيان الأول من القيادة الموحدة الفلسطينية التي انبثقت عن اجتماع الأمناء العامين للفصائل خطوةٌ كبيرةٌ ومهمةٌ وهي رسالة لشعبنا أن الفصائل في طريق الوحدة للكفاح ضد الاحتلال “الإسرائيلي”.
وأكد أن حركة الجهاد الإسلامي ملتزمةٌ بما تم الاتفاق عليه في اجتماع الأمناء العامين للفصائل وبنود البيان الأول للقيادة الموحدة بتفعيل المقاومة الشعبية في كافة الأراضي الفلسطينية.
ولفت إلى أن الاتفاق على المقاومة الشعبية لا يلغي مطلقًا المقاومة العسكرية ضد المحتل “الإسرائيلي” فعندما تتوفر الظروف لعملية عسكرية ستقوم الفصائل بتنفيذها.
وأشار إلى أن الاحتلال “الإسرائيلي” سيتصدى للمقاومة الشعبية وبالتأكيد فإن أدوات المقاومة الشعبية ستتحول شيئاً فشيئاً إلى أن تصل إلى مقاومة مسلحة لمواجهة الاحتلال “الإسرائيلي”.
وحول منظمة التحرير قال: “هذا الملف يحتاج للكثير من النوايا الحسنة والإحساس بالمسؤولية فمنظمة التحرير تحتاج إلى ترتيب برنامجها السياسي وترتيب التنظيم الإداري والرؤية سياسية لمواجهة التحديات القادمة”.
وبين القائد النخالة أن البيان الأول للمقاومة الشعبية ووحدة المواقف للفصائل تدلل على أن الجميع غادر مربع الانقسام فعليًا إلى مربع تنظيم البيت الفلسطيني وتطوير الفعل المقاوم بشكل جماعي.