المشهد اليمني الأول/
قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية إن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، يتهيب الظهور الإعلامي حتى أن إعلان قرار التطبيع أسنده لأخيه الأصغر منه بـ10 أعوام، وحاولت الصحيفة في تقرير لها الوقوف على سبب خوف ابن زايد من مواجهة الإعلام.
“الأخبار” أوضحت في تقريرها أن ابن زايد قرر عدم المشاركة في توقيع الاتفاق بواشنطن بعد أيام، في مخالفة لسياساته الداخلية والخارجية التي دائما ما يكون فيها هجوميا.
وأضافت: “مؤخراً، حين أراد ابن زايد مخاطبة الفلسطينيين، الذين يمثّلون ثقلاً عددياً ونوعياً في أبو ظبي (أكثر ممّا هم في الإمارات الستّ الأخرى التي تشكّل مع أبو ظبي الدولة السباعية الاتحادية)، لم يُلقِ الكلمة بنفسه، مع أنها لم تُتلَ في لقاء مباشر، بل عبر دائرة تلفزيونية، وقرأها نيابة عنه شقيقُه الأصغر منه بنحو عشر سنوات، عبد الله بن زايد.”
الأخير بحسب الصحيفة خاطب الفلسطينيين وكأنه يفهم قضيّتهم أكثر منهم، مُنظّراً عليهم بأن اتفاق بلاده مع الدولة التي مسحت فلسطين من الخارطة يمثّل فائدة عظيمة للمشردّين والمحتلّة أرضهم.
وتضيف الصحيفة اللبنانية أنه “إزاء شحّ البروز الإعلامي لمحمد بن زايد، سنجد في المقابل حوارات ليست كثيرة لأمير قطر تميم بن حمد، وأخرى لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وثالثة باتت أقلّ لنظيره البحريني سلمان بن حمد، مع جهات إعلامية غربية.
بيد أن الرصد الموضوعي يخلص أيضاً إلى القول إن ملوك وأمراء وسلاطين الخليج المتوارثين نادرو الظهور في مقابلات تتضمّن أسئلة حقيقية، لكن هذا ينطبق أكثر على الزعيم الإماراتي النافذ، الذي يكاد يخلو سجل عمله من لقاء صحافي، منذ ما قبل تسيّده المشهد الإماراتي بعد وفاة والده في عام 2004، ومن ثمّ إصابة الرئيس الإماراتي، خليفة بن زايد، بجلطة أقعدته عن ممارسة عمله في 2014”.
ولفتت “الأخبار” إلى أن “محمد بن زايد يتهيّب مقابلة الإعلام الغربي، خشية الوقوع في خطأ ما، أو حتى مواجهة أسئلة يراها محرّمة، وهو الذي لا يقبل رأياً آخر في الإمارات أو غيرها. وهو يستثمر المغني الشهير، حسين الجسمي، لتعزيز صورته قائداً مغواراً وحكيماً”.
نقل العدوى لمسؤولي الخليج
وتابعت أن “عدوى ابن زايد انتقلت إلى المسؤولين الخليجيين الآخرين، فلم يعد أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، يتحدّث إلا نادراً، على عكس ما كان يفعل سابقاً.
حتى عادل الجبير كذلك اغلق فمه، حتى لا نكاد نرى اسم وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي.
أما وزير خارجية البحرين، عبد اللطيف الزياني، فقد اتخذ مساراً مناقضاً لما كان يتّبعه سلفه خالد آل خليفة، الذي كان يغرّد في اليوم عدة مرات بعبارات قريبة إلى لغة الذباب الإلكتروني”.