جمال عبد الناصر واليمن… 8 مارس 1958م – 28 سبتمبر 1970م.. إتحاد ثلاثي وافتراق أحادي ينتهي للكنسيت وأحضان الوصاية

2699
جمال عبد الناصر واليمن
جمال عبد الناصر واليمن
المشهد اليمني الأول/

خديعة العرب الكبرىٰ بدلاً من الثورة العربية الكبرىٰ

تحالف العرب مع فرنسا وبريطانيا قبل واثناء الحرب العالمية الأول 1914م ضد السلطنة العثمانية مقابل نيل العرب الاستقلال من الاحتلال العثماني واقامة الدولة العربية الواحدة على الوطن العربي فعقد القوميين العرب مؤتمرهم في فرنسا وطالبوا بالاستقلال واختاروا الشريف حسين ملك الحجاز ونجد زعيما للدولة العربية المُستقلة.

وتم استثناء مصر والسودان وعدن من الدولة الموعودة بالاستقلال وتم التنازل عنهم لبريطانيا بينما المغرب العربي مُحتل من فرنسا من عام 1839م بينما رفض اثنين فقط من الحكام العرب التحالف مع الاستعمار الغربي هما حاكم نجد وحائل” متعب آل الرشيد وحاكم اليمن صنعاء ” الأمام / يحيى بن حميد الدين “.

فقامت الانتفاضات والثورات في الشام والعراق والشريف حسين يطلق الرصاصة الأولى من شرفة نافذته في مكة المكرمة معلناً قيام الثورة العربية الكبرىٰ ضد الاحتلال التركي العثماني وانهزم الرجل المريض العثماني وكانت الخديعة الكبرىٰ بدلاً من الثورة العربية الكبرىٰ بسايكس بيكو وتقسيم الشام الى الأردن وفلسطين بالاحتلال البريطاني ولبنان وسوريا بالاحتلال الفرنسي.

وفي نوفمبر 1922م في مؤتمر العقير بالبحرين قام ضابط المخابرات البريطاني ” برسي كوكس ” بتقسيم الخليج بالحدود المتعارف عليها اليوم ونصب حكام بأنظمة ملكية تابعة لبريطانيا وبعد الحرب العالمية الثانية 1944م حضر رئيس وزراء بريطاني” ونستون تشرشل ” الى مصر المُحتلة ونصب ملوك على سوريا والعراق تابعين لبريطانيا وكل الوطن العربي تحت الاحتلال والتقسيم والتمزيق وبانظمة ملكية تابعة للاستعمار.

الذي سهل للصهيونية العالمية بنقل اليهود من كل العالم الى فلسطين المُحتلة وبشرعية المجتمع الدولي ” عصبة الأمم المتحدة ” التي شرعنت حق الانتداب والاستعمار ماعدا صنعاء اليمن بالسيادة والقرار المستقل بينما نجد تم احتلالها بعد 12 سنه قتال مع الوهابية التكفيرية المتوحشه وبن سعود وبريطانيا الاستعمار.

حركات التحرر الوطني العربية تسقط الانظمة الملكية العميلة بالخطاب الوطني القومي اليساري التقدمي تم اسقاط الانظمة الملكية العميلة وطرد الاستعمار من سوريا ابريل 1947م ومن مصر 23يوليو 1952م بجمال عبد الناصر ومن العراق يوليو 1958م بعبد الكريم قاسم وبأنظمة جمهورية ثورية معادية للاستعمار والرجعية العربية الملكية والصهيونية التي تحتل فلسطين.

وإلى جانبهم كان النظام الملكي الامامي الوطني بالسيادة والقرار الوطني المستقل في المملكة المتوكلية اليمنية صنعاء غير تابع للغرب الإستعماري فكان اتحاد مع الانظمة الجمهورية الوطنية المستقلة حديثاً والقاسم المشترك عداء للعدو الرجعية والاستعمار والصهيونية.

الإتحاد العربي الثلاثي الكونفدرالي مصر وسوريا واليمن صنعاء 8 مارس 1958م

للأسف الشديد النظام الرسمي العربي والمصري والسوري والمواطن العربي لايعرف بإن اليمن الملكي الإمامي الوطني كان ضمن الاتحاد العربي وكل ما قيل هو عن الوحدة السورية المصرية وتم طمس اسم اليمن من هذا التاريخ القومي الوطني التحرري حيث حط اليمن الوطني الملكي الأمامي الرحال في مصر القاهرة وتم توقيع اتفاق الاتحاد العربي الثلاثي الكونفدرالي بين مصر وسوريا بالنظام الجمهوري الثوري واليمن بالنظام الوطني الامامي في 8 مارس 1958م.

حيث وقع الأتفاق من الجانب اليمني ولي العهد الامير / محمد البدر والرئيس السوري / شكري القوتلي والرئيس المصري/ جمال عبد الناصر كما هو واضح بالصورة والصحافة المرفقة ولتعم الافراح الثورية القومية عند المواطن العربي و الوطن العربي ولتهتز عروش الأعداء الاستعمار والكيان الصهيوني والانظمة الملكية التابعة للغرب من اول تجربة للوحدة العربية في القرن العشرين.

شعار الاتحاد الثلاثي العربي الكونفدرالي واعلام اليمن ومصر وسوريا قبل الاتحاد

ولي العهد اليمني/ محمد البدر والرئيس السوري /شكري القوتلي في جولة لأحد المصانع في عاصمة الاتحاد الثلاثي العربي القاهرة

الزعيم يستقبل الامام في عاصمة الاتحاد العربي

في عام 1959م يستقبل الزعيم جمال عبد الناصر والسادات الإمام أحمد في ميناء بور سعيد وباستقبال رسمي وشعبي وبحري بالزوارق وهتاف الجماهير بالقومية العربية والمذيع يتحدث عن الضيف العظيم والقطبان الكبيران والعاهلان الكبيران والمودة والاخاء والقومية العربية.

الإشتراكية الناصرية واليمن وسوريا والعراق “اتفاق وافتراق”

اربعة اقطار عربية فقط حتى عام 1959م مُستقلة وضد الاستعمار والرجعية الملكية التابعة للغرب وضد الصهيونية ولكنهم في التفاصيل مُختلفين وكما يقول المثل في التفاصيل تكمن الشياطين وثورة العراق تطيح بالنظام الملكي التابع لبريطانيا في يوليو 1958م.

وزعيم الثورة عبد الكريم قاسم يعرض وحدة العراق مع مصر والزعيم جمال يرفض ذلك بمبرر ان عبد الكريم قاسم هو زعيم الحزب الشيوعي العراقي وعبد الناصر له حساسية تجاة الاحزاب حيث اشترط حل حزب البعث العربي الاشتراكي كشرط لقيام الوحدة مع سوريا فتم حل الحزب لإتمام الوحدة.

وبعدها اصدر الزعيم جمال عبد الناصر قوانين الاشتراكية الناصرية بالإصلاح الزراعي ومصادرة اراضي الاقطاع والاغنياء والتوزيع على الفقراء وفق ملكية محددة للأرض وكذلك تاميم البنوك والامام /احمد بن حميد الدين لايوافق على مصادرة الاراضي والاموال بالاستناد الى الشرع الاسلامي الحنيف.

وينظم قصيدة شعر مكونه من ستة اجزاء ومؤلفة من 64 بيت شعر يعرض فيها الامام احمد لواقع الامة الاسلامية والوطن العربي ورؤيته للحل ويهجوا قوانين التأميم في الجزء الخامس من القصيدة وبستة ابيات من الشعر كانت كافية لكي يطرد الزعيم ناصر اليمن من الاتحاد الثلاثي وليبدأ بعدها الحديث عن ضرورة تغيير النظام الأمامي الى جمهوري.

قصيدة الإمام كانت سببا في تغيير النظام الملكي إلىٰ جمهوري

في كتاب الثورة والثقافة في اليمن صفحة 194 للفقيد/ عبد الله البردوني ورد مايلي:
( فتسببت هذه القصيدة وماحولها من مؤمرات وتراجع في نشؤ الحس الثوري وفي الأعتزام على أستبدال المملكة المتوكلية بنظام جمهوري …فكان الجدل حول أنهاء الملكية وقيام الجمهورية مادة جدل لايشغل الأذهان)
ويذكر البردوني بيت الشعر التالي:
ولايجوز أخذ مال الغير
إلّا بإن يرضىٰ دون ضير

والزعيم /جمال عبد الناصر يغضب ويطرد اليمن من الاتحاد العربي الثلاثي الكونفدرالي والملك السعودي سعود بن عبد العزيز يقضي على ماتبقى من الاتحاد الثلاثي العربي في سبتمبر 1961م بتمويل انقلاب عسكري في سوريا بقيادة عبد الحميد السراج والضباط عبد الكريم النحلاوي وحيدر الكزبري يطيح بماتبقى من الاتحاد الثلاثي العربي وربما هو ماكان يرمي اليه البردوني بقوله مؤمرات وتراجع في نشؤ الحس الثوري.

وكان ما لم يستمر بالاتحاد الثلاثي وخنق التطور إلىٰ رباعي بقاسم العراق ومابعده بالأنظمة الوطنية الجمهورية المُستقلة من الشرق والمغرب العربي فكان ما كان بتمزق النسيج الوطني الداخلي والأعداء من الخارج بتوالي الضربات المؤلمة والقاتلة حتىٰ وصلنا الىٰ القرن الواحد والعشرين والعكس ظاهر للعيان فالأنظمة الملكية الرجعية تقود وتمول ثورات ملونة صفراء لتدمير الانظمة الجمهورية من الداخل والخارج.

وذلك بتقسيم الجغرافيا الجمهورية بعد تمزيق الأنسان الشعوب وهو تكرار لماحدث في مطلع القرن العشرين تختلف الوجوه والوسائل والهدف الأستراتيجي هو نفسه زرع غدة سرطانية في جسد الوطن العربي وروح الاسلام هاهو اليوم يتمدد بالرجعية والصهيونية والاستعمار الحديث.

نص القصيدة

قصيدة الامام / أحمد بن حميد الدين – ستة اجزاء و64 بيت شعر المصدر والعرض للدكتور المصري/ محمد الجوادي مع بعض التصرف:
كتب هذه القصيدة الإمام أحمد/ بن يحيى حميد الدين ١٨٩١- ١٩٦٢ ملك المملكة المتوكلية اليمنية موجها كلماتها إلى العرب عامة و الرئيس جمال عبد الناصر خاصة عقب الاتحاد الثلاثي بين مصر وسوريا واليمن.

وقوانين التأميم الاشتراكية الناصرية موضحا واقع حال الأمة و رؤيته للحل بالشعر فالشعر هو ديوان العرب مع العلم أن الاتحاد الثلاثي العربي لايزال التاريخ المصري والعربي الرسمي وحتى الشعبي يتجاهلها عن قصد مقصود.

الجزء الأول ” 10 ابيات “

يبدأ الإمام/ أحمد بن يحيى حميد الدين ملك اليمن قصيدته بمديح العرب وذكر أمجادهم التاريخية مذكرا بما دعا إليه القرآن الكريم من وحدة الصف من أجل الحق:

١– نصيحة تهدى إلى كل العرب / ذوي البطولات العظام والحسب
٢– نصيحة تحرك الضمائر[ا] / وتوقظ القلوب والمشاعر[ا]
٣– وتستثير نخوة الأجداد / وشيم الأكارم الأمجاد
٤– من شرفوا ألسنهم عن الخنا / وللحمى والعرض كانوا أصونا

٥– نصيحة أزفها إليهم / عسى أرى قبولها لديهم
٦– أن يذكروا ما جاء في (القران) / من حكم معجزة البيان
٧– تدعوهم لألفة القلوب / ووحدة الصفوف في الخطوب
٨– أن يكونوا كالبنا المرصوص / فيسلموا مذمة النكوص

٩– ويرفعوا في قمة المجد علم / وينصروا الحق إذا الخطب أدلَهم
١٠– وينشروا مبادئ الإسلام / والعدل والسلام في الأنام

الجزء الثاني ” 9 أبيات”

يحرص الإمام /أحمد بن يحيى حميد الدين في الجزء الثاني إلى أن الوحدة ضرورية في مواجهة العدو، وانه لابد من الاعتصام بحبل الله على نحو ما أوصانا نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام:
١١– فقد أتى في محكم التنزيل / ما لا مجال فيه للتأويل
١٢–كونوا على عدوكم أعوانا / ورحماء بينكم إخوانا
١٣– أعزة عند اشتداد البأس / لا يستلين عزمكم لليأس
١٤– واتبعوا ما انزل الله لكم / وأخلصوا لوجهه أعمالكم

١٥– واعتصموا بحبله جميعا / واجتنبوا الفرقة والتشيع[ا]
١٦– وكم أتى على لسان أحمد / من الهدى إلى السبيل الأرشد
١٧– كم حثنا لوحدة الصفوف / ونبذ كل مبدأٍ سخيف
١٨– وكم دعانا للاخا والحب / والبعد عن قول الخنا والعجب
١٩– هذي التعاليم التي علمنا / خير رسول جاء رحمة لنا.

الجزء الثالث ” 7 ابيات”

يستنكر الإمام/ أحمد بن يحيى حميد الدين، في الجزء الثالث، على العرب وقوعهم في الخصام والفرقة والتشتت والعبث والبعد عن طريق المودة ورحماء فيما بينهم والإكثار من الحديث الجالب للبغضاء والكراهية:

٢٠– فما دعاكم يا بني العرب إلى / هذا النزاع والخصام والقلى
٢١– ومالكم حدتم عن الطريق؟ / وعبثت فيكم يد التمزيق
٢٢–وأصبحت قلوبكم أشتاتا / ليست تعير رشدها التفاتا
٢٣–فأدرك العدو منكم أمله / وفتّ زندكم وحز مفصله
٢٤–مالي أراكم تملئون الأرض[ا] / قولاً يفيض حسداً وبغضا
٢٥–وتفعمون الجو بالشتائم / وتصفعون جبهة المكارم
٢٦–وتصرخون من فم المذياع / بكل صوت ناشز الإيقاع

الجزء الرابع “18 بيت”

في الجزء الرابع من القصيدة الإمام /أحمد بن يحيى حميد الدين، يستنكر ويستكثر، ماوقع فيه العرب المعاصرين له من الانشغال بالخلاف فيما بينهم عن مواجهة العدو، مخالفين بهذا دينهم القويم، وهو هنا يجد الشجاعة في نفسه لكي يصف ما وصل إليه حال العرب بهذه الممارسات بأنهم أصبحوا عارا على آبائهم بل يصفهم بأنهم أصبحوا لعنة في جبهة السماء”.

٢٧– كم تشتمون بعضكم بعضا وكم / هتكتمُ يا قوم جانب الحرم
٢٨–أقلقتم مضاجع الآباء / ولم تصونوا ذمة الوفاء
٢٩– واستحيت الامجاد منكم والشرف / وسخرت منكم عناوين الصحف
٣٠– وابتسم العدو بسمة الظفر / كأنما احتل حماكم وانتصر

٣١– نسيتم عدونا المشترك[ا] / وصرتم بعضا لبعض شركا
٣٢– شننتم الحروب فيما بينكم / وخنتم العهد الذي يصونكم
٣٣– ولم تراعوا حرمة الإسلام / ولا شعار القادة العظام
٣٤– فصرتم عارا على الإباء / ولعنة في جبهة السماء

٣٥– وصيرتكم شهوة الأطماع / سفينة تاهت بلا شراع
٣٦– فهل تعودون إلى الرشاد / وتغسلون درن الأحقاد
٣٧– وتقطعون ألسن السباب / وتغلقون عنه كل باب
٣٨– وتنبذون الكيد والخداع [ا] / والعجب والغرور والأطماع [ا]

٣٩– متى تكفرون عن أخطائكم / وتأخذون الدرس عن آبائكم
٤٠–وتجمعون صفكم كي تضربوا / أعداءكم وتعمروا ما خربوا
٤١– هيا فقد آن الأوان وانتهت / عصور ذل سيطرت واستحكمت
٤٢– خضعتم فيها لأمر الأجنبي / وذاب فيكم كل عرق عربي
٤٣– هيا بنا نبني صروح الأمة / ونرتقي للمجد أعلى قمة
٤٤– فينتشي تاريخنا افتخارا / وتركع الدنيا لنا إكبارا.

الجزء الخامس ” 11بيت”

هجاء قوانين التأميم الاشتراكية الناصرية في ستة ابيات من البيت رقم ٤٨ الى البيت رقم ٥٣في الجزء الخامس يدعو الامام /أحمد بن يحيى حميد الدين إلى المناداة والقبول بوحدة عربية تعتمد على شريعة الإسلام وتخلو من عيوب الاتجاه الاشتراكي والتأميم وسلب أموال الناس بدون مبرر.. وهو يجاهر بالقول بأن هذه التصرفات تفتقر إلى الدليل الشرعي أو العقلي، مشيدا في الوقت نفسه بما في الشريعة من مبادئ العدل الاجتماعي:

٤٥–هيا بنا لوحدة مبنيّهْ / على أصول بيننا مرضيّهْ
46– قانونها شريعة الإسلام / قدسية الأوصاف والأحكام
٤٧– ليس بها شائبة من البدع / تجيز ما الإسلام عنه قد منع
٤٨–من اخذ مال للناس من أموال / وما تكسبوا من الحلال

٤٩– بحجة التأميم والمعادلة / بين ذوي المال ومن لا مال له
٥٠– لأن هذا مال له دليل / في الدين أو تجيزه العقول
٥١– فاخذ مال الناس بالإرغام / جريمة في شرعة الإسلام
٥٢–ولا يجوز أخذ مال الغير / إلا بان يرضى بدون ضير

٥٣– والدين قد سن الزكاة فينا / طهارة لما حوت أيدينا
٥٤– يعيش منها العاجز المحروم / ويسعد الحاكم والمحكوم
٥٥– وليس في مقدارها إجحاف / ولا خلا من أمرها الإنصاف.

الجزء السادس” 9 ابيات “

في الجزء السادس يتحدث الإمام/ أحمد بن يحيى حميد الدين عن إصلاح الأخطاء مذكرا الزعماء بأن الأخلاق الكريمة تحقق الاستقرار وتمحو الآثام:

٥٦– وممكن إصلاح ما قد كانا / ومحو ما قد غيّر الأذهان[ا]
٥٧– وعودة الماء إلى مجراه / فينعم الشعب بما يهواه
٥٨– ويستتب الأمر في البلاد / وينزل الخصب بكل وادي
٥٩– وليس في العود إلى الصواب / مذمة لدى أولي الألباب

٦٠ — فالحسنات تقتل الآثام[ا] / وتذهب الأحقاد والأوهام[ا]
٦١– والبغض قد يغدو إلى وئام / إذا محوت الذنب بالإكرام
٦٢– فان وعيتم يا ولاة الأمر / نصحي أمنتم غائلات الدهر
٦٣– وسدتم الدنيا بكل فخر / وجئتم الأخرى بكل اجر
٦٤– والله يهديكم إلى الرشاد / ويبسط الخير على العباد.

عبد الناصر يدعم ثورة اليمن 1962م وبخطاب جماهيري يذكر القصيدة وتأمر ملك الحريم على الوحدة السورية المصرية

بعد القصيدة وانتهاء الاتحاد الثلاثي والاجهاز على الوحدة المصرية السورية في1961م وقيام ثورة 26 سبتمبر 1962م في اليمن ألقى الزعيم / جمال عبد الناصر خطاب ورد فيه مايلي:

( الذي قال باينقل المعركة الى قلب القاهرة لقاها جياله من تحت اليمن ).. “يقصد الملك السعودي سعود بن عبد العزيز”
ويضيف ناصر: ( الذي دفع 7 مليون علشان يسيطر على سوريا ).. ” يقصد ناصر تمويل الملك السعودي للانقلاب العسكري في سوريا بقيادة عبد الحميد السراج والضباط حيدر الكزبري وعبد الكريم النحلاوي 7مليون لتمويل انقلاب يطيح بالوحدة السورية المصرية 1961م”
وقال ناصر: ( اللي شتمنا شعراً راح الى رحمة الله وعرشه راح ).. ” يقصد قصيدة الامام احمد”
وقال ناصر: ( ان ثورة اليمن ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية ولازم من دعمها.

وهنا لابد من القول ان المملكة اليمنية المتوكلية التي اعلن عن قيامها بعد طرد الاحتلال العثماني من اليمن لم تكن تابعه للاستعمار والرجعية والصهيونية بل ان الامام / يحيى بن حميد الدين لم يعترف بمعاهدة تقسيم اليمن الى شطرين والتي وقعها الاستعمار البريطاني والاحتلال العثماني قبل اندلاع الحرب العالمية الاولى باشهر في عام 1914م وكانت لجان مشتركة تابعة للاحتلال العثماني والبريطاني قد باشرت ترسيم الحدود لتقسيم اليمن الى شطرين في عام 1907م.

وهي الحدود الشطرية المعروفة حيث خاض الأمام يحيىٰ حربا ضروس ضد بريطانيا والسعودية وحلفائهم في الداخل اصحاب المشاريع الانفصالية الصغيرة في حاشد ” بيت الأحمر “وشمال عسير” آل عايض ” ونجران وجيزان وجنوب عسير “الادريسي ” والساحل الغربي تهامة ” الزرانيق ” من عام1918 م الى عام 1934م.

فأنتهى العدوان بمعاهدة الصداقة مع بريطانيا جنوبا لمدة اربعين عاما ومعاهدة الأخوة الاسلامية الطائف مع السعودية شمالا ولمدة عشرين عاما وترحيل وضع جيزان ونجران وعسير الى الجيل القادم وكذالك ترحيل الحدود جنوبا للجيل القادم مع عدم التنازل عن واحدية اليمن جنوبا والاقليم السليماني مع السعودية شمالاً..

كما إن الأمير / احمد بن حميد الدين هو قاهر السعودية في عام 1934م بتحرير نجران حتى خميس مشيط فكان الانسحاب المتبادل ومعاهدة الطائف والأمير/ أحمد هو من افشل انقلاب الاخوان المسلمين بدستور الاخواني الجزائري الفضيل الورتلاني في فبراير 1948م وهو من افشل انقلاب المخابرات الامريكية في عام 1955م وباعتراف اذاعة صوت العرب من القاهرة في حينه.. “المرجع كتاب البردوني الثورة والثقافة في اليمن “.

المفكر ” هيكل ” يعارض والسادات يؤيد وبشدة.. ارسال الجيش المصري لليمن سبتمبر 1962م

بعد العدوان على اليمن مارس 2015 م قال المفكر ” محمد حسنين هيكل ” انه عارض ارسال الجيش المصري لليمن.. لكن في الماضي السادات هو من اصر على عبد الناصر للتدخل العسكري وتم فرض صهير السادات عبدالرحمن البيضاني نائبا للمشير السلال من رابع يوم لثورة 26 سبتمبر حيث قال القاضي عبد الرحمن الأرياني في مذكراته مايلي:

( في اليوم الرابع للثورة وصل عبد الرحمن البيضاني الى صنعاء وعين نفسه نائب للقائد العام ووزير للخارجية تحت ضغط اما الموافقة على التعيين او عدم حضور طائرات الدعم العسكري المصري فوافق السلال على ذلك بمبرر فشل الثورة بدون الدعم المصري واصبح البيضاني صهير السادات هو الرجل الاول في اليمن ) والسادات هو المسئول عن الملف اليمني لدى الزعيم جمال عبد الناصر

الحرب الأهلية اليمنية تندلع والخارج يزيد الاشتعال والصف الجمهوري للانشقاق

في شهر نوفمبر 1962م وصلت طلائع الجيش المصري الى ميناء الحديدة ووصل تعداده الى سبعين الف جندي وصف ضابط وضابط وانقسم اهل اليمن الى قسمين قسم يرى في الجيش المصري ثورة وتحرير وقسم يراه احتلال والحرب الاهلية تندلع والخارج بالتسلل للداخل والاشتعال يزداد والانقسام يتعمق أكثر وأكثر.

فانقسم الصف الجمهوري وانشق جزء منهم وهم المشايخ وعلىٰ رأسهم الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر ورحلوا الى السعودية واعلنوا انضمامهم الى مؤتمر جدة الذي اعلن عن قيام الدولة الاسلامية كبديل للنظام الملكي الوطني والنظام الجمهوري الثوري في مطلع اغسطس 1965م وهم من اطلق عليهم الطرف الثالث او الجمهورية المعتدلة التابعة للسعودية.. وكلنا يتذكر التصريح الشهير لمسؤول سعودي بإن هدف عدوان مارس 2015م هو إعادة اليمن إلى بيت الطاعة الزوجية.

اتفاقية اغسطس 15 اغسطس 1965م بين مصر والسعودية لتصفية النظام الملكي والجمهوري ولمصلحة الطرف الثالث شمالا

بعد انشقاق المشائخ عن جمهورية 26 سبتمبر واعلان ماسمي بالدولة الاسلامية من مؤتمر جدة بالسعودية وامام استنزاف الجيش المصري باليمن وتهديد الكيان العبري بتحويل مجرى نهر الاردن وبعد اسبوعين فقط من الأنشقاق وصل الزعيم/ جمال عبد الناصر الى السعودية وفي 15 اغسطس تم الاعلان عن اتفاق انهاء الحرب الاهلية في اليمن.

الدكتور الشعيبي وفي كتابه بعنوان مؤتمر حرض ومحاولات السلام في اليمن قال: ( البنود المُعلنة للاتفاق هي سحب الجيش المصري من اليمن مقابل وقف السعودية دعمها للملكيين واليمنيين يحددون نوع النظام السياسي في مؤتمر الحوار الذي سيعقد في حرض لاحقا…

وليتضح لاحقاً ان هناك بنود سريه للاتفاق بالغاء النظام الجمهوري والنظام الملكي معاً بالدولة الاسلامية فقال رئيس الوفد الجمهوري القاضي / عبد الرحمن الأرياني في مؤتمر حرض لقد تفاجئنا بالغاء النظام الجمهوري ومؤتمر الحوار يفشل ).

ايضا في نفس المصدر السابق للشعيبي ورد مايلي:

( بعد اتفاق اغسطس تم حجز المشير / عبدالله السلال رئيس الجمهورية في مصر لمدة ثمانية اشهر والقيادة المصرية تكلف العمري بالقيام بمهام رئيس الجمهورية وخلال اجتماع مشترك مع مجلس الوزراء قال القائم بإعمال رئيس الجمهورية لابد من القيام بإجرٰءات مؤلمه لأرضاء القيادة المصرية )

والاجراءت المؤلمة تجلت باقصاء وتهميش وتصفية ثوار 26 سبتمبر بتهم التطرف الجمهوري والتطرف الثوري وروافض اتفاق أغسطس والحزبية فالزعيم ناصر له حساسية من الاحزاب وكذالك الأخوان والسعودية يعتبرون الحزبية حرام وخيانة وبنفس الوقت الزعيم ناصر له حزب الاتحاد الأشتراكي والاخوان لهم حزب التنظيم العالمي للاخوان فالحزبية حلال لهم فهم أولي الأمر وحرام لغيرهم ..انها العلاقة الأزلية بين الراعي والرعوي .

تحالف سعودي ايراني اسلامي لمواجهة ناصر العلماني ديسمبر 1966م

الجانب المصري ينفذ اتفاق اغسطس بحذافيره بالاقصاء والتهميش والإعتقال الإداري والسجن وحتى التصفية للثوار وبالمقابل السعودي غدار بطبعه ومن طهران عاصمة ايران الشيعية بالنظام الملكي الموالي للغرب والمُطبع مع كيان بني قينقاع ومن طهران يعلن الملك السعودي فيصل بن سعود عن قيام التحالف الاسلامي بين السعودية وايران الفارسية لمواجهة المد الثوري الناصري العلماني الذي يهدد الاسلام.

والزعيم ناصر يلقي خطاب ناري ويطلق سراح المشير السلال ليعود إلى صنعاء والملك فيصل يبعث برسالة للبيت الأبيض يحث امريكا الى دعم اسرائيل لتشن حربا على سوريا ومصر لوقف المد الثوري القومي الذي يهدد كيان بن سعود فكانت هزيمة العرب في يونيو 1967م اسموها العرب نكسة بعد نكبة 1948..والسلال يسافر في جولة خارجية للحصول على سلاح لدعم الجيش اليمني بعد انسحاب الجيش المصري ويصل الى بغداد وهناك يعلم بقيام انقلاب 5 نوفمبر 1967م.

حصار السبعين يوما لصنعاء ومكافئة الثوار بالقتل والسحل والاعتقال

السعودية وحلفائها وبقيادة المرتزق الامريكي الجنرال ” بوب دينار ” والمرتزق ” كوندي ” بالزحف نحو صنعاء والاطباق على صنعاء بحصار السبعين يوما والصحفي الفرنسي” سيغولين ” يقول صنعاء شعلة تحترق وكبار الضباط والمسئولين والوزراء بالهروب من صنعاء مع اسرهم الى تعز والخارج ومنهم رئيس الجمهورية الرئيس القاضي/ عبد الرحمن الأرياني بالهروب الى الحديدة .

الفقيد عمر الجاوي في مذكراته يقول: ( تداعى الثوار للاجتماع عن كيفية الدفاع عن صنعاء ومنهم الشهيد جار الله عمر واثناء الاجتماع تقدم ضابط صغير اسمه عبد الرقيب عبد الوهاب وتكفل بقيادة الدفاع عن صنعاء )

وتم فك الحصار وقائد جيش الملكيين / قاسم منصر يعلن الولاء للجمهورية وكبار المسئولين والضباط ورئيس الجمهورية بالعودة الى صنعاء والخلاف يعود مجددا بين الثوار الجمهوريين مع شيخ الاعتدال والضباط الموالين للشيخ حيث وصفهم البردوني بواحدية المصالح والمنطقة والصراع يأخذ عناوين متعددة تارة بعنوان معتدل ومتطرف وتارة بين حزبي ومعتدل وتارة يأخذ طابع عنصري مناطقي طائفي وتارة كُفر وإسلام سعودي اخواني

وهو نفس مانشهده اليوم فالمطبخ هو نفسة ” تل ابيب” الحرب الباردة لشق الداخل اليمني والصراع يتوج باحداث اغسطس 1968م عندما تم اتهام قوات المظلات والصاعقة والمدفعية وبشخص رئيس هيئة الأركان بطل السبعين يوماً النقبيب/ عبد الرقيب عبد الوهاب بالاستيلاء على شحنة سلاح في ميناء الحديدة.

وتدبير محاولة انقلاب انتهت بتصفية الثوار والأقصاء والنفي للخارج ثم قتل وسحل بطل السبعين يوما في شوارع صنعاء الشهيد/ عبد الرقيب عبد الوهاب يناير 1969م بعد عودتة من المنفىٰ الجزائر

ثم المصالحة 1970م بين الملكيين والجمهوريين المعتدلين وحصر ثورة 26 سبتمبر ضد عائلة حميد الدين فقط لاغير واشراك الملكيين بالحكومة بشخص احمد محمدالشامي الملكي كوزير للخارجية الذي ظل في منصبه لفترة قصيرة وغادر للمنفئٰ..

وبعد افراغ ثورة 26سبتمبر من مضمونها الثوري التحرري المعادي للسعودية والاستعمار وحتى اهدافها الستة اعترفت السعودية بالنظام الجمهوري المعتدل في عام 1970م ثم امريكا تعترف بالنظام الجمهوري المعتدل في عام 1970 م…

وبذالك تم تسليم اليمن لأعدائها التاريخيين بمسمى الاعتدال بعد حرب اهلية دامية دامت 8 سنوات تم فيها تصفية النظام الملكي الوطني والنظام الجمهوري الثوري حيث كانت تموج افكار اليسار الثوري في صفوف الثوار القادمين من الجنوب وتعز والحجرية واب الى صنعاء بعد قيام ثورة 26 سبتمبر والقتل والسحل والاقصاء والتهميش وخطاب العنصرية والكراهية مصيرهم ومن غرف العمليات السوداء الرياض وتل ابيت ولندن وواشنطن

شاء من شاء وعَلمْ من عَلمْ وأبىٰ من أبّىٰ .. في الماضي العدو سلط الشمال المعتدل على الوسط والجنوب الوطني واليوم نفس العدو يسلط الجنوب والوسط الفيدرالي على الشمال الأنقلابي كما يقولون ..والمعنىٰ ليس في بطن الشاعر بل في عواصم العدوان الظاهر بالرياض وابوظبي والمستتر في تل ابيب.

مابين نظام جمهوري معتدل عميل ونظام ملكي امامي وطني تطل حقيقة الأمر الواقع

فراشون عند السعودي وحكام في صنعاء بالبردوني وفي صفحة 853 من كتاب تاريخ آل سعود للشهيد الحجازي / ناصر السعيد ورد مايلي :

( ما من احد من العملاء في اليمن كان في عهد الأئمة يتجرأ علانية وبكل قلة حياء على الاتصال بالسعودية كما هو الآن في عهد الانحلال بتفاخر العملاء بالاتصال بالسعودية من امام المسجد والمؤذن والقاضي والجاسوس والشرطي ورئيس القبيلة ورئيس الوزراء والوزراء اجمعين وقائد الجيش ورئيس الجمهورية الملكية اليمنية الذي عينته السعودية وهو من اكثر عبيدها خضوعاً ومن يخالف السعودية تقتله كما فعلت مع الحمدي الذي قتله عميلها المنصوب ” علي عبد الله فاسد” في بيت حمار سعودي أخر اسمه ” الغشمي”)…

يضيف الشهيد ناصر السعيد في نفس الصفحة ويقول:

(سقطت ثورة اليمن التي أكلتها ديدان وخنافس السعودية الذين يحتفلون كل عام بيوم الثورة 26 سبتمبر ومازالوا يحتفلون حتى صدور الكتاب).

والجدير ذكره إن كتاب ناصر السعيد صدر في مطلع ثمانينات القرن العشرين.. وبعد كل ذلك نقول للشهيد ناصر السعيد إن ديدان وخنافس السعودية تطورت اليوم واصبحت فيروسات وطفليات وكائنات دقيقة عفنة وشرعية متعفنة في فنادق بن سعود وعيال زايد ولندن واسطنبول وواشنطن عواصم الاستعمار والرجعية سماسرة التطبيع مع الصهيونية.

ناصر مات بالسم وثورة مصر تلتحق بابنتها ثورة اليمن الى الكنيست الصهيوني بالسادات

في صفحة 736 من كتاب تاريخ ال سعود لناصر السعيد ورد مايلي: ( في تمام الساعة الرابعة إلّا ربع من بعد ظهر يوم 28 سبتمبر 1970م وبعد ختام مؤتمر القمة العربي بخصوص مجازر ايلول الاسود ضد المقاومة الفلسطينية بالاردن ووداع اخر حاكم عربي “صباح سالم الصباح الكويتي” في مطار القاهرة تم اعطاء جمال عبد الناصر عصير الجوافة ممزوج بسّم الاكونتين وفي تمام الساعة السادسة استشهد الزعيم جمال ).. وخلال ساعتين فقط يأتي السّم مفعوله وتزول اثارة من الجسم ماعدا الاظافر.

مجلة الصياد اللبنانية في عددها 1612 تاريخ 14 اغسطس 1975 م تجري تحقيق صحفي وتقول: (ناصر مات مسموما والمتهم عضو مجلس قيادة الثورة حسن التهامي والسادات غير بعيد عن الجريمة والتفاصيل في العدد القادم) وحتى اليوم لم نرى عدد قادم ولا تفاصيل، أو تم إسكاتهم واخفاء الكثير.

وهكذا من الخارج المعادي بالسعودي واليهودي والامريكي والإنجليزي الذي يتسلل للداخل بالقوازي الخونة وباستثمار للأخطاء القاتلة للزعيم ناصر سواء بإبعاد المخلصين ببعبع الحزبية اوعدم مراعاة خصوصية الحلفاء الوطنيين في اليمن وسوريا والعراق.

ومحاولة فرض الاشتراكية الناصرية ومفهوم الحزب القائد والزعيم الواحد والبطانة المُتنفذه القادمة من القاهرة الى دمشق وصنعاء والرافضة للعراق والنتيجة محاصرة ودفن مشروع عبد الناصر بالتحرر القومي العربي ومن داخل قيادة الثورة المصرية وخارج السعودي والامريكي والصهيوني ..والمشهد يكاد يتكرر اليوم مع المشروع الاسلامي الثوري..

وبالتالي بالإمكان القول: إن ثورة 23يوليو 1952 المصرية لم تعد ثورة ضد الاستعمار والرجعية والصهيونية، وثورة 26سبتمبر 1962م كذلك، وثورة 14 اكتوبر 1963م كذلك، وثورة قاسم العراق 1958م كذلك، لم تعد ثورات ضد الرجعية والصهيونية بل امست بالرماد والهباب في احضان الأعداء.

استبعاد المخلصين وتقريب الجبناء عاقبته وخيمة

محمد انور السادات قال: “في ليلة ثورة 23 يوليو 1952م كنت في السينما” حيث كانت الساعة الواحدة ساعة الصفر لقيام الثورة المصرية ولكن احد الضباط الأحرار واسمه يوسف صديق قدم الموعد الى الثانية عشر وطوق الثكنات العسكرية في المنشية ونجحت الثورة ومع ذالك بقىٰ هذا الضابط يوسف صديق في اقصىٰ المبعدين ولم يسمع احد عنه بينما السادات الجبان والخائن القوزي اصبح من المقربين.

وهو من اصر على ناصر لأرسال الجيش المصري لليمن وفرض صهيره عبدالرحمن البيضاني كنائب للمشير السلال ويشغل عدة مناصب وزارية في نفس الوقت وهو ليس من الثوار والبيضاني لاحقا بالخطاب العنصري والطائفي والمناطقي والارتماء في احضان السعودية ولاحقا يتضح أنه عميل للمخابرات الألمانية..

يقول القاضي عبد الرحمن الارياني في مذكراته: ( قبل قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م عُرض عليه وعبر وسيط يمني مقرب من المانيا ان يكون اول رئيس لليمن الجمهوري ولكنه رفض ذلك)

في الصفحة العاشرة من مجلة اكتوبر الصادرة بتاريخ 15 مايو 1977م يقول السادات: ( مات عبد الناصر يوم الأثنين 28 سبتمبر 1970م وقد اعطيت خمس حقن في قيادة مجلس الثورة ولم أستطع المشاركة في الجنازة لأنني سقطت من الأعياء ولما فقت “استيقظ ” سألت أن كان جثمان عبد الناصر دُفن !. فقيل انه دفن …فحمدت الله).. من كتاب ناصر السعيد

بالفعل والواقع الثورة يقوم بها الأبطال ويستثمرها ويستغلها الجبناء والقوازي الخونة

لاوجود لهم في الثورة والجبهات والخنادق ولكنهم موجودين بالاستثمار والغنائم ومناصب الكراسي الدوارة والفساد والنخر كالسوس من الداخل وبإسناد من خارج السعودي والقطري والاماراتي وللأسف الشديد من بعض الداخل بعناوين ملونه مصالحة وتسامح و عفو ووحدة وطنية واعادة صياغة وبناء وواحدية المنطقة والمصلحة حسب تعبير البردوني..

وفي لحظة غدر يقفزون الى الكرسي الأول ثم الانتقام وبكل قوة وجبروت وظلم وتوحش وجحود ونكران حتى لمن احتنضهم وغسل غسيل صفحاتهم السوداء وبقميص شرعية السعودي واليهودي والامريكي والانجليزي مارتن غريفيث الصهيوني.

أبجديات الثورة

لاثورة لاتعادي وتقاوم اليهود وبن سعود والانجليز والامريكان والاستعمار القديم والحديث، لاثورة بدون البيان رقم واحد وقائد للثورة، لاثورة بدون البند رقم واحد فلسطين عربية لاعبرية فلسطين اسلامية لا لطائفة اليهود من بني اسرائيل المغضوب عليهم فالدين عند الله الإسلام فالأنبياء والمرسلين من يعقوب ويوسف وموسى وعيسى عليهم السلام مُسلمين لله الواحد الأحد الصمد.. لاثورة بدون محاكم ثورية لكبار المفسدين..

لاثورة بدون استعادة اموال الشعب المنهوبة من عائلات الخيانة والانبطاح، وكل عام والشعب اليمني بخير مع شهر واشهر الثورات اليمنية الخالدة ضد الاستعمار واليهود وبن سعود.. ثورة 21 سبتمبر 2014م ستستعيد كل ثورات العرب واليمن ضد الرجعية والاستعمار والصهيونية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير – أبو جميل أنعم العبسي