المشهد اليمني الأول/
تعد الحرب الامنية والاستخباراتية جزءً من الحرب العسكرية، وبالتزامن مع العدوان والحرب العسكرية التي تشنها قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني الغاشم على اليمن ثمة هناك حرب أمنية تدور من خلف الستار تمكنت الأجهزة الأمنية -بفضل الله- فيها من افشال معظم مخططات العدوان الاجرامية.
جهاز أمني استخباراتي ضعيف وفاشل:
من اليقين القول انه لم يكن للجمهورية اليمينة جهاز أمني استخباراتي قوي وفعّال خلال فترات الحكم الماضية، ذلك في ظل غياب النوايا والمشاريع الجادة لبناء جهاز أمني استخباراتي قوي وفعّال لليمن وشعبة يحفظ الأمن وينشر الأمان والطمأنينة بين أبناء الشعب، ويضبط الجناة والمجرمين.
ولا غرابة أو تهويل في ذلك فلقد شاهدنا جميعاً ضعف وفشل المنظومة الأمنية السابقة لاسيّما عندما استطاعت مجموعة قليلة من التكفيريين من السيطرة على مبنى مستشفى العرضي بوزارة الدفاع وقتل معظم من فيها، بل إن الغرابة والدهشة هنا عندما تجد أن الجرائم ارُتكبت في مبنى وزارة الدفاع التي تعد الجهة المسؤولة الأولى عن الدفاع عن البلاد وشعبه، ناهيك عن انتشار جرائم الاغتيالات والتفجيرات المفخخة، والانفلات الأمني في معظم المناطق.
وفي هذا الصدد، فإن بناء جهاز أمني واستخباراتي يحتاج إلى توجهات ومشاريع جادة تعكس النوايا الصادقة من قبل القيادة؛ لبناء جهاز أمني استخباراتي لليمن وأيضاً توفر قدرات وكوادر مؤهلة ومخلصة لوطنها وامكانيات مناسبة وتكنولوجيا وتقنيات حديثة.
بعد ثورة 21 سبتمبر، حرصت قيادة الثورة كل الحرص على بناء منظومة أمنية واستخباراتية فعَّالة وقوية وبعون الله وفضله استطاعت تلك المنظومة من أن تصمد في وجه الحرب الأمنية والاستخباراتية لقوى العدوان الى درجة الوصول الى التفوق عليها.
وفي مقارنة بسيطة بين الامكانيات المتواضعة جداً التي تمتلكها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية اليمنية في ظل استمرار العدوان والحصار أمام تلك الاجهزة الأمنية والاستخباراتية الامريكية والاسرائيلية والأوروبية فإننا نجد أنه لا يوجد مجال للمقارنة بينهما.
فوضى أمنية في مقابل انجازات أمنيه غير مسبوقة:
تشهد المناطق والمحافظات الجنوبية الخاضعة للاحتلال فوضى أمنية عارمة، وانتشار جرائم الاغتيالات والاغتصابات والخطف والسطو المسلح، والتي يشاهدها ويسمعها المواطنين كل يوم، وأصبحت واقعاً، وروتين يومي يعيشه أبناء تلك المحافظات.
ويقابل ذلك انجازات أمنيه غير مسبوقة، وانتشار الأمن والأمان والطمأنينة في المحافظات المحررة حقيقة في ظل المجلس السياسي الأعلى، في ظل الانجازات الأمنية التي تحققها الأجهزة الأمنية بالرغم من المساعي الحثيثة لقوى العدوان في اختراق الجبهة الداخلية، والعمل على نشر الفوضى والجرائم من خلال الخلايا النائمة.
وبالتأمل جيداً في المناطق والمحافظات الجنوبية المحتلة التي تحررت وفقاً للطريقة الأمريكية الاماراتية والسعودية، نجد أن ذلك التحرير قد تجلى بوضوح في اغتيالات شبه يومية، وجثث مجهولة، وانتحاريين وسيارات مفخخة حصدت ارواح المئات من أبناء الجنوب، واغتصابات للأطفال والنساء، وانتشار عصابات لنهب البيوت والمحلات التجارية والمواطنين.
وفوق كل هذا قتل واخفاء قسري، وسجون سرية للاحتلال يعذب فيها أبناء الجنوب بأبشع وسائل التعذيب الأمريكية، وما تم مشاهدته من أساليب وممارسات أمريكية في سجون أبو غريب بالعراق لا يقارن بما يقوم به المحتل اليوم في الجنوب بإشراف ذلك الأمريكي نفسه.
ولكي لا نذهب بالتهويل بعيداً، فقد أصبح ذلك واقعاً مؤلماً أمام الجميع بلا استثناء، في كل المناطق في الجنوبية المحتلة التي تحررت على الطريقة الأمريكية الاماراتية والسعودية!.
رسائل تبعثها الأجهزة الأمنية:
بعد انتصار ثورة 21 سبتمبر2014م، فرضت الأجهزة الأمنية معادلتها على الأرض لتعيش اليمن حالة من الأمن الاستقرار، وانهت بذلك عقوداً من الوصاية الأجنبية والفوضى الأمنية العارمة، ليصبح كل مواطن يمني مطمئناً على حياته وممتلكاته وليس عليه من خطر سوى العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي.
إن الرسائل التي تبعثها الأجهزة الأمنية تؤكد أن الوصاية على اليمن رحلت ورحل معها أدواتها وعملاؤها ورحلت أيضاً جرائمهم المتعددة من عمليات القتل، والاغتيالات والتفجيرات المفخخة، والاختطافات، والسرقات والاعتداءات على أموال وممتلكات المواطنين، والتي للأسف الشديد مازالت منتشرة في المناطق والمحافظات التي تقع تحت سيطرة تسلط الغزاة وأدواتهم الإجرامية.
وبعون من الله وتوفيقه تتواصل الانجازات الامنية التي يحققها رجال الامن بالتعاون مع المواطنين الشرفاء في حفظ الامن والاستقرار، وسيطل الإعلام الأمني بشكلٍ مستمر ينشر للمواطنين أخبار وتقارير مصورة تتضمن العديد من الإنجازات الأمنية غير المسبوقة والمتنوعة ما بين القبض على خلايا تابعة لقوى العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي، وكذا ضبط جرائم قتل وسرقة والقبض على مرتكبيها.
مسروقات تُعاد لأصحابها:
في ظل الإنجازات الأمنية المتتاليةلـ الأجهزة الأمنية، وبالتزامن مع قرب الذكرى السنوية لثورة 21 سبتمبر 2014هـ، تمكنت الأجهزة الأمنية بعون من الله عز وجل من ضبط عصابة تمارس جرائم السرقة بحق المواطنين، حيث كشف متحدث وزارة الداخلية العميد عبد الخالق العجري عن ضبط عصابة سرقة مكونة من 50 شخصاً معظمهم من أصحاب السوابق، وتمارس جرائم السرقة، حيث أشار إلى أن تلك العصابة كانت منظمة، وليست كالعصابات البسيطة المبتدئة.
ومؤكداً أن المناطق المحررة لن تقبل أي اختلال أمني، وحاول العدوان أن يضخم بعض الاختلالات لكنهم فشلوا… مضيفاً أن من يفكر بالمساس بأمن بلادنا فسينال العقاب الرادع القوي الصارم، وأشار العميد العجري إلى أن وفود من المواطنين تتوافد باستمرار لاستلام ممتلكاتهم المسروقة، مؤكداً أن المسروقات يتم إعادتها لأصحابها بشكل سريع فور التأكد من ملكيتهم لها.
وفي هذا الصدد، أشاد وزير الإعلام الأستاذ ضيف الله الشامي بالإنجازات والنجاحات الأمنية التي تحققت وآخرها ضبط خلية السرقة المنظمة المكونة من خمسين عنصراً والبدء بإرجاع المسروقات إلى أصحابها، وأشار إلى أن هذا الإنجاز الأمني كبير جدا.
وأن هذه الانجازات تُعد سابقة لم تحصل في تاريخ اليمن ولا على مستوى دول متقدمة تملك أجهزة حديثة ومتطورة، وأضاف الشامي أن هذه الإنجازات الكبيرة تعكس صورة حقيقية عن الإنسان اليمني والمسئول والجندي اليمني الذي يختلف اليوم عما كان عليه خلال الفترات السابقة عندما كانت الوصاية والارتهان هي المتحكمة قبل ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر التي أخرجت البلد من واقع الوصاية والارتهان إلى الحرية والاستقلال بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي “حفظه الله”.
سعادة وارتياح كبير من المواطنين:
أعرب المواطنين الذين حضروا لاستلام ممتلكاتهم عن سعادتهم الغامرة، وارتياحهم الكبير بإعادة ممتلكاتهم، موجهين الشكر لوزارة الداخلية ورجال الأمن على ما يحققونه من إنجازات، ومُعتبرين أن هذا الإنجاز نصر كبير من الله، لاسيما وأنه لم يعهد خلال الأنظمة السابقة، أن يتم إرجاع المسروقات إلى أصحابها كما يحدث الآن، حيث تستمر إدارة البحث الجنائي في عملية تسليم المسروقات المضبوطة لأصحابها، وكانت بدأت عملية التسليم.
انجازات متواصلة:
ليست هذه المرة الأولى التي تتمكن الأجهزة الأمنية من ضبط خلايا تتبع العدوان، وتقوم بأعمال إجرامية متنوعة، إذ سبق وان تمكنت الأجهزة الأمنية بفضل من الله من ضبط خلايا ومنافقين يعملون لصالح قوى العدوان، وأحيل بعضهم الى الأجهزة القضائية وصدر بحقهم الأحكام القانونية.
وهذا ما يؤكد أن قيادة الثورة باتت تمتلك زمام المعركة الأمنية، وتفرض فيها معادلتها التي لا تقبل بغير الأمن والاستقرار بفضل الله عز وجل، وتلك الجهود الأمنية العظيمة التي يبذلها رجال الأمن في سبيل القاء القبض على تلك الخلايا الاجرامية، وهذا ما يؤكد جلياً أن قيادة الثورة عازمة كل العزم على تحقيق الأمن والاستقرار ولعل ما يرتجم ذلك العزم تلك الإحصائيات المتتالية للإنجازات الأمنية التي يعلنها الإعلام الأمني بوزارة الداخلية.