أالمشهد اليمني الأول/
قال موقع “أويل برايس” الأمريكي إن خطط تنويع الاقتصاد السعودي المعروفة بـ”رؤية 2030″، باتت مهددة بالغرق هي مشاريعها الضخمة وعلى رأسها مدينة المستقبل “نيوم” المفترض أن تبنى على البحر الأحمر.
وأضافت الكاتبة “إيرينا سلاف” في مقال نشرته بالموقع أن حجم المشاريع التي طرحت والأموال المخصصة لها تجعل رؤية 2030، أكبر خطة تنويع في العالم، فهي تشمل بناء مدينة ذكية بـ500 مليار دولار (نيوم)، و200 مليار لمشروع للطاقة الشمسية، ومليارات الدولارات في مجال صناعة البتروكيماويات.
وتساءلت الكاتبة عما إذا كانت السعودية قادرة على تجميع القطع المتناثرة للخطة وتحقيق عملية التحول من اقتصاد يعتمد على النفط إلى اقتصاد متنوع، أم أن الخطط غرقت بالمياه وستظل الموارد السعودية مرتبطة وللأبد بالنفط؟، لا سيما مع أزمتي كورونا وانهيار سعر الخام.
وأشارت “سلاف” إلى ما أعلنته شركة “أرامكو” عملاق النفط، عن وقف استثمارات بعدة مليارات في مشروع “سيمبرا إنيرجي بورت آرثر”، لإنشاء خط للغاز المسال.
وقالت إنها ستؤجل استثمار 20 مليار في مشروع للتكرير والبتروكيماويات في ميناء ينبع، والسبب وراء كل هذه القرارات هو توفير المال.
ولفتت الكاتبة إلى أن الشكوك حول قدرة السعودية على إكمال هذه المشاريع كانت قائمة لأنها مكلفة جدا حتى للصندوق السيادي أو هيئة الاستثمار العام، وبالطبع لم يفترض أحد أن السعودية ستمول كل هذه المبادرات الكبرى بنفسها، ولكنها تعتمد على الموارد النفطية من أرامكو وعلى الطرح العام لجزء من أسهم الشركة العملاقة.
وتم بالفعل طرح الشركة للاكتتاب العام في 2019، وكانت جيدة في البداية حيث أصبحت أعلى شركة قيمة في العالم، إلا أن انهيار أسعار النفط أدى لانهيار حصة أرامكو من الأسعار، ولم يكن هذا مقتصرا عليها؛ لأن معظم أسهم النفط انهارت في الربيع، ولكن ما هو استثنائي اعتماد كل عملية التنويع على أرامكو بشكل تام وكامل، وفق الموقع.
وقالت الكاتبة إن “على الشركة توزيع أرباح ضخمة لكن السيولة النقدية ضيقة، وتم تأجيل مشاريع أخرى لا علاقة لها بخطط التنويع السعودية، وهي مشاريع تتعلق بالتوسع العالمي لأرامكو، وتقوم الشركة بمراجعة خطة بقيمة 6.6 مليار دولار لإنتاج البتروكيماويات لمحطة التكرير موتيفا في الولايات المتحدة.
ومع كل هذه الضغوط، تساءلت “سلاف”: هل لا تزال رؤية 2030 في الأفق؟، قبل أن تجيب: “الجواب هي باقية ولكنها قد تظل كالسراب، فمع أن مناخ الأسعار المنخفضة هو الأنسب للتنويع، إلا أن هذه الجهود السعودية مكلفة بشكل لا يصدق بسبب الحجم والمشروع، وربما بحثت الحكومة السعودية عن مرونة واستبدلت هذه المشاريع الكبيرة بصغيرة كما فعلت مع مشروع الطاقة الشمسية”.