المشهد اليمني الأول/
يسيطر “محمد بن زايد” على خزينة قارونية تقدر بـ 1.3 تريليون دولار، وهذا هو الأهم في جدلية التطبيع الإنبطاحية، فالكيان الصهيوني لا يهتم بأحلام صبيانية لرجلٍ كـ “محمد بن زايد” يعتقد أنه “ميكيافيلي” عصره، بينما عمله “موسوليني” بإمتياز، بشهادة رجل الاستخبارات المركزية الأميركية السابق “روس ريدل”، ويحاولُ جاهداً من خلال بوابة “نتنياهو” الحصول على اعتراف دولي بزعامته على المشرق العربي، وهو الغِر بن الأمس، والعُهدة على الكاتب الصهيوني “تسيفي برئيل”.
ما يهم إسرائيل، وهي تنفخ في خُوار جسد “بن زايد” الفارغ “أوهام” الزعامة السرابية، امتصاص ما في الخزائن الإماراتية فوق الرمال وتحتها، فإمارات صبيان “الشيخ زايد” تسيطر على 6% من احتياطي النفط في العالم، وأسواقها زاخرة بكل ما لذّ وطاب من الاستثمارات، وصناديقها عامرة بفائض سيولة يرى “نتن – ياهو” أنه أحق به، من أعراب لا هم لهم سوى اللهث وراء مشاريع البطن والفرج.
فأموال الإماراتيين التي ستُمطِرها سحابة معاهدة السلام، هي “طوق نجاة” أرسله الله لإنقاذ مستقبل “نتن – ياهو” السياسي، الذي كاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قبيل توقيع هذا المعاهدة، هكذا يعتقد، وهكذا قالت أهم بنودها المعلنة في 13 أغسطس 2020 :
1 – استثمارات إماراتية سوف تتدفق على إسرائيل.
2 – تسهيل دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى.
3 – السماح بالطيران المباشر بين الإمارات وإسرائيل.
وكلٌ منها يحمل للصهاينة من الخيرات، ما لم يكونوا يحلمون به منذ وعد “بلفور” المشؤوم، راعي البقر والمعاهدة “ترامب”، المُسابق رياح السلام الإبراهيمي للفوز بولاية ثانية، هو الأخر ستمنحه معاهدة العار الإماراتية الصهيونية تِرياقاً ناجعاً لتحسين مزاج الداخل الأميركي، المنزعج من جنون سياسات نمرود الحزب الجمهوري في ولايته الأولى، وتبقى البقر صالحة للحليب فقط، ولا شيئ غير ذلك.
التطبيع التجاري:
ذكر تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية مؤخراً، أن اتفاق التطبيع بين الإمارات والكيان الصهيوني، جلب التجارة التي ظلت تحت الأرض لمدة طويلة إلى العلن، مؤكداً وجود حراك غير مسبوق بين المستثمرين الصهاينة والإماراتيين لعقد الصفقات التجارية والاستثمارية.
وكانت العلاقات التجارية بينهما قبل اتفاق التطبيع، عادة ما تتم بطرق غير رسمية بين شخصيات تجارية ذات نفوذ “حكومي – عسكري” سابق في إسرائيل، وشركات إماراتية أو شركات مقرها الإمارات، وبدرجة معينة من التخفي، وكانت الصفقات تُبرم من خلال شركات فرعية في دول ثالثة مثل سنغافورة أو قبرص أو سويسرا، واليوم ستكون كل التعاملات مباشرة، وعلى عينك يا تاجر.
وتعود بداية التطبيع التجاري بينهما الى العام 2004 ، وتحديداً منذ تأسيس إمارة بورصة دبي للماس، وإعلانها اقتحام نشاط تجاري يخضع لهيمنة التُجار اليهود، وتم قبول عضويتها في الاتحاد العالمي لبورصات الماس في نفس العام، بموافقة 22 دولة من أعضاء الاتحاد منها إسرائيل.
وارتفع حجم تجارة الماس في دبي من 5 مليارات دولار، قبل تأسيس البورصة، إلى 40 ملياراً عام 2012، لتصبح دبي ثاني أكبر بورصات الماس عالمياً، مع حجم تداول للماس الإسرائيلي لا يقل عن 300 مليون دولار سنوياً.
وقامت دبي بتسهيل حركة رجال الأعمال الإسرائيليين داخلها، وانتقال رجال الأعمال الإماراتيين لحضور معارض وأسواق المال في إسرائيل، وعلى رأسهم رئيس البورصة “سلطان أحمد بن سليم”، وذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، أن رجال الأعمال الصهاينة الذين يحملون جوازات سفر أجنبية يسافرون بانتظام إلى الإمارات، على رحلات تجارية تمر بمدينة عمَّان في أغلب الأحوال.
وقال مؤرخ صناعة الماس الإسرائيلي”حاييم إيفن زوهر”: “من خلال بورصة دبي، تستطيع إسرائيل بيع الألماس إلى العالم العربي ودول الخليج”.
وفي العام 2018 تم التوقيع في أبوظبي على اتفاقية مشروع الأنبوب البحري، لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوربا، بتمويل إماراتي ودعم أوربي، وخصصت الإمارات للمشروع 100 مليون دولار كمرحلة أولى، وتبلغ كلفته الإجمالية نحو 7 مليارات دولار، ويربط إسرائيل بأربع دول في منطقتي البلقان ووسط أوربا.
وكشفت الباحثة الإسرائيلية “كيتي فاكسبيرغر”، عن زيارة رئيس بورصة دبي “سلطان أحمد بن سليم” لتل أبيب في سبتمبر 2018 من أجل بحث تطوير عمل موانئ دبي، التي لها علاقات قوية مع العديد من الشركات الإسرائيلية الكبيرة.
وأكدت أن إسرائيل والإمارات تخوضان أعمالاً تجارية مشتركة، وصفقات تجارية وشراكات اقتصادية.
وهناك قائمة من الشركات الإماراتية الموردة منتجات حيوية إلى الكيان العبري، منها: شركة “مستقبل الإمارات” – يملك “منصور بن زايد” نحو 40% من أسهمها – وتختص باستيراد الماشية من أستراليا وأميركا، وتصديرها الى الكيان الصهيوني عبر ميناء إيلات،
وكانت المورد الوحيد للأبقار الى الكيان الصهيوني حتى العام 2012، ومن أكبر موردي اللحوم للسوق الإسرائيلية ما بعد 2012، وفقاً لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني في 9 نوفمبر 2017، والناقل الحصري للشركة أسطول “غوشة” الصهيوني للشحن.
وأكد موقع “ميدل إيست آي”، في تقرير نشره بتاريخ ديسمبر 2014 أن حركة التجارة بين إسرائيل والإمارات موافقٌ عليها من قبل القيادات السياسية على الجانبين.
ويُقَدِّر أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة تل أبيب “إسحق غال” حجم الصفقات التجارية بين الإمارات واسرائيل بنحو مليار دولار في السنة، وربما أكثر، مع وقوع ما بين ثلث ونصف هذه الأعمال في قطاع الأمن.
وتحدثت إحدى دراسات منظمة “مديري الاقتناء” اللوجستية الصهيونية عن أرقام الصادرات الصناعية بين الدول العربية و”تل أبيب” في 2008، حيث احتلت الإمارات الترتيب الثالث بعد مصر والأردن بواقع 25.5 مليون دولار، يليها المغرب بـ 17.2 مليون دولار، مضيفة أن هذه الأرقام لم تتضمن صادرات المجوهرات الإسرائيلية، التي بلغت لسوق دبي فقط 200 مليون دولار.
وفي 10 ديسمبر2019، اتفق الكيان الصهيوني مع أبوظبي على المشاركة في معرض “إكسبو دبي 2020” بجناح خاص، وكان من المتوقع افتتاحه في أكتوبر 2020 ويستمر لمدة ستة أشهر، إلا أنه تم تأجيله الى العام 2021.
بعد اتفاق التطبيع الرسمي الأخير، أعلن رجل الأعمال الصهيوني “آفي إيال”، والشريك الإداري لشركة “إنتري كابيتال” Entree Capital الصهيونية، عن تلقي العشرات من الرسائل والمكالمات الهاتفية من إسرائيليين وإماراتيين مهتمين بدخول السوق الأخرى، موضحاً أنه يعمل مع شُركاء إماراتيين لتأسيس نوع من الغرف التجارية أو المنظمات المهنية، لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات التجارية الثنائية.
وكشفت شركة “بي أو أند بي أو” Bo&Bo الصهيونية، المختصة في بيع آلات العلاج الطبيعي، عن التعاقد مع شركة إماراتية لتكون الموزع الحصري لمنتجاتها في الخليج العبري، مقابل دفع الشركة الإماراتية مليون دولار سنوياً، وهو مبلغ مذهل بالنسبة لشركة صغيرة في إسرائيل بحسب وصف مالكها “جادي نير”، بعد أن كانت تضطر لنقل بعض عملياتها إلى الصين، ومنها الى الإمارات والخليج.
التطبيع التكنولوجي والأمني:
يعتبر التطبيع في مجال المراقبة والتجسس السيبراني، من أبرز المجالات منذ بدأ مسيرة التشبيكات التطبيعية الإنبطاحية، وأصبحت أبوظبي مركزاً مهماً لأمن إسرائيل واستخباراتها، كما تلعب اسرائيل دوراً أساسياً في تمكين الإمارات من البروز كقوة إقليمية في المجال السيبراني والمعلوماتي، ومن أهم محطات التطبيع التكنولوجي:
1 – التوقيع في العام 2006 على عقد بقيمة20 مليون دولار، للحصول على صور فائقة الدقة من مشروع الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية “إيمدج سات” image sat.
2 – توقيع الإمارات عام 2007 عقداً مع “شركة آسيا جلوبال تكنولوجي” AGT الصهيونية، بقيمة 800 مليون دولار، لتوفير نظام المراقبة للبُنى التحتية الأساسية وحقول النفط والغاز، تشمل كاميرات المراقبة، وأسوار إلكترونية وأجهزة استشعار .. ألخ.
وتعود ملكيتها لرجل الأعمال الصهيوني الأكثر نشاطاً في الإمارات “مآتي كوخافي”، وتتخذ من “زيورخ” بسويسرا مقراً لها، وقد تمكنت بين عامي 2007 و2015 من تأسيس أحد أنظمة المراقبة الأكثر تكاملاً في العالم، يعرف باسم “عين الصقر” Falcon Eye ، وهو نظام يحوي آلاف الكاميرات وأجهزة الاستشعار الممتدة على طول 620 ميلاً على كامل الحدود الإماراتية، بينما تصب المعلومات التي يقوم بجمعها في قاعدة بيانات تُدار من خلال إحدى أكبر شركاته في قلب إسرائيل، يرأس مجلس إدارتها رئيس سابق لجهاز الاستخبارات العسكرية “أمان”، ويفرض هذا النظام رقابة صارمة على جميع أشكال الاتصالات في الإمارات.
ووثّق موقع “ميدل إيست آي” البريطاني في فبراير 2012 تفاصيل هذه الصفقة، ووصف موقع “إنتليجنس أونلاين” الاستخباراتي الفرنسي رجل الأعمال والمسؤول الأمني الإسرائيلي السابق “كوخافي” بالأكثر نشاطاً في أبوظبي.
وهو أول رجل أعمال إسرائيلي ينجح في تثبيت أقدامه في السوق الأمني الإماراتي، وفاز بسلسلة عقود مع حكومة أبوظبي بدءاً من العام 2005.
وتحدث تقرير للكاتب الإسرائيلي “يوسي ميلمان” نشرته “هآرتس” في 18 سبتمبر 2008عن تجنيد هذه الشركة العشرات من الجنود ورجال الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للعمل في الإمارات، من “الموساد” و”الشاباك” والجيش، بينهم قائد سلاح الجو الإسرائيلي الأسبق “إيتان بن إلياهو” ورئيس مجلس الأمن القومي الأسبق “غيورا أيلاند”.
3 – توقيع شركة “فيرينت سيستمز” Verint Systems الإسرائيلية، المتخصصة في الأمن الإلكتروني، ومقررها في “هرتسليا”، في العام 2014، عقداً مع الإمارات بقيمة 100 مليون دولار.
4 – بيع شركة “إن إس أو” المحدودة للتكنولوجيا NSO Technologies Ltd الإسرائيلية، في العام 2014 برنامجها الخاص بالمراقبة إلى أبوظبي، وهي متخصصة في صناعة البرمجيات التي تُستخدم للاختراقات الإلكترونية، والمعروفة باسم “الثغرات عن بُعد”، وتصل تكلفة البرنامج الواحد إلى مليون دولار، ويديرها رجل الأعمال الصهيوني “شاليف حوليو”.
ويعمل في شركة “إن إس أو” خبراء في المجال السيبراني، بما في ذلك متقاعدون من الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي، ويتلقون أجوراً مرتفعة جداً للقيام بالتجسس على الهواتف وجمع المعلومات ورصد الإسلاميين والمعارضين العرب والزعماء الخليجيين.
وكشف “شاليف حوليو” أن وكالة مراقبة صادرات الدفاع الإسرائيلية DECA أجازت 3 صفقات مع الإمارات لبيع برمجيات NSO، رغم أنه من المفترض أن تُعطي الوكالة الإذن لهدف “مكافحة الإرهاب والجريمة” فقط.
5 – تبنت أبوظبي في العام 2017 مشروع متكامل لنقل تكنولوجيا المراقبة والتجسس الإسرائيلية، كشف عنه وزير الطاقة الإسرائيلي “يوفال شتاينيتز” في زيارة له الى أبو ظبي: “إسرائيل طورت تكنولوجيا متطورة تسمح باكتشاف المؤامرات الإرهابية مُسبقاً، بما يُمَكِّن من مساعدة الحكومات العربية المعتدلة على حماية نفسها”.
ويُقَدّر ما اشترته الإمارات من خدمات أمنية صهيونية خلال الفترة 2014 – 2017 بنحو 6 مليارات دولار، وفقاً لما أوردته مجلة “بزنس ويك” الأميركية في 7 فبراير 2017، شملت التزود بآلاف الكاميرات ومجسات إلكترونية وأدوات إلكترونية متخصصة في قراءة لوحات تراخيص السيارات ..الخ.
6 – توقيع الإمارات عقداً مع الكيان الصهيوني للحصول على طائرات تجسس متطورة، بحسب تقرير لـ “مكتب المحاماة” Appleby، نشرته صحيفة “هآرتس” في نهاية 2019، وذكر موقع الإمارات 71، أن الإمارات سيكون لديها قدرات استخباراتية متقدمة للغاية، فتلك الطائرات قادرة على اعتراض الاتصالات وتحديد الأنظمة الإلكترونية التي تديرها إيران والسعودية.
كما تعمل شركة “ديڤيد ميدان پروجكتس”، في المجال الأمني بالإمارات منذ سنوات، ويديرها المستشار السابق “لنتنياهو” “ديفيد ميدان”.
وكانت الإمارات قد وقعت في 20 يونيو 2020 اتفاقاً للتعاون مع الكيان الصهيوني في مجال الأمن السيبراني، لم تُكشف مضامينه بعد.
التطبيع العسكري:
اشترت الإمارات أسلحة وأنظمة عسكرية من إسرائيل، بينها منظومات للدفاع الصاروخي، وأجهزة للحرب الإلكترونية.
وتحدثت تسريبات “ويكيليكس” للسفير الإماراتي بواشنطن “يوسف العتيبة”، عن جهود إماراتية حثيثة منذ العام 2012 لشراء نظام القبة الحديدية الصهيوني؛ تمثلت بتبادل الرسائل بين “العتيبة” والجنرال الإسرائيلي “عوزي روبين” بعد شهر واحد من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، مُبدياً قناعة كبيرة بأن “دول الخليج باستطاعتها الاستفادة من المنظومة لتأمين نفسها في مواجهة الهجمات الإيرانية المحتملة”.
وفي العام 2015 كشفت الصحف الصهيونية أن الإمارات من بين الدول التي اشترت منظومات صواريخ القبة الحديدية.
وكشفت صحيفة “هآرتس” عن صفقة عسكرية بقيمة 3 مليار دولار، بدأت بالتبلور في العام2010 ، تحت رعاية رجل الأعمال الإسرائيلي “مآتي كوخافي”، ودفعت الامارات جزء من قيمتها نقداً، وتضمنت تزويدها بقدرات استخباراتية صهيونية متقدمة، تشمل طائرتي تجسس حديثتين، تسلمت إحداها في 2019 وتسليم الثانية في العام 2021.
وفي العام 2012 تمكن رجل الأعمال “آڤي لؤمي” وهو مدير سابق لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي ADS ، من تأمين عقد لبيع طائرات بدون طيار، وتستخدم الإمارات هذه الطائرات للقيام بعمليات خارج مناطقها مثل ليبيا واليمن والتجسس على مواطنيها.
وفي 14 أغسطس 2018 نقلت صحيفة “هآرتس” الصهيونية عن مكتب “الأعمال والابتكارات والمهارات” البريطاني، المعني بمراقبة الصادرات الأمنية، طلب تل أبيب الحصول على أذون لتوريد مكونات لطائرات بدون طيار للإمارات، وخوذات طيارين، وأنظمة التزود بالوقود جواً، ورادارات أرضية، ومكونات لطائرات مقاتلة، وأنظمة لعرقلة إطلاق صواريخ، وأنظمة رادار محمولة جواً، وأنظمة للتصوير الحراري، ومعدات حرب إلكترونية.
وفي بداية يونيو 2020، زار وفد عسكري إماراتي، إسرائيل، تحت غطاء نقل مساعدات للفلسطينيين، لبحث دفع صفقات جارٍ التفاوض عليها بين الجانبين، تتعلق بمعدات وتقنيات عسكرية، ستشتريها الإمارات من إسرائيل، تفاصيلها لا تزال طي الكتمان، باستثناء كشف الإعلام العبري في مايو 2020، عن صفقة عسكرية سرية لدعم حليف أبوظبي في ليبيا “خليفة حفتر”، والتفاوض من أجل دعم الميليشيات الموالية لأبو ظبي في اليمن وليبيا.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن سلاحي الجو الإماراتي والإسرائيلي يتعاونان في تقديم الدعم لنظام السيسي في مواجهة تنظيم “ولاية سيناء”، بما فيها تنفيذ غارات جوية هناك.
وأكدت دراسة لـ “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”، أن الإمارات لجأت إلى شركة “4D Security Solutions” الإسرائيلية، ومقرّها أميركا، من أجل تحديث دفاعاتها حول منشآت الطاقة الحساسة، وإنشاء نظام مراقبة “ذكي” على مستوى المدينة في أبوظبي، وتوظيف خبراء عسكريين وأمنيين صهاينة لفترات، كمعارين أو ما بعد التقاعد للعمل في شركات عسكرية وأمنية إماراتية خاصة.
ويرى الكاتب البريطاني “أندرياس كريغ” أن الضباط السابقون في القوات الخاصة الإسرائيلية، تحوّلوا إلى “بنادق مُستَأجَرة” تُستخدم لاصطياد الإسلاميين في اليمن ومساعدة “خليفة حفتر” في ليبيا.
كما كشف الجيش الإسرائيلي عن مدرعة عسكرية جديدة يستخدمها في الضفة الغربية إسمها “النمر”، إماراتية الصنع.
وأكدت مجلة “يسرائيل ديفينس” شراء الإمارات 300 صاروخ من نوع “AIM-9X Block II”، ونوع “ה+”، والأول هو الأكثر تطوراً في مجال الأشعة تحت الحمراء في العالم، وتوقيع اتفاقيات مع شركتي “إلبيت” و”الصناعات الجوية” الإسرائيليتين لتطوير طائرات “إف 16” في سلاح الجو الإماراتي.
على صعيد التدريبات والمناورات العسكرية: شارك سلاح الجوية الإماراتية الى جانب الجوية الإسرائيلية في عدة مناورات عسكرية متعددة الجنسية، منها تدريبات “العلم الأحمر” RED FLAG في “نيفادا” بالولايات المتحدة، في أغسطس – سبتمبر 2016 ، و 2020، ومناورات “إينيوهوس” في اليونان في مارس 2017 وأبريل 2019.
التطبيع الجوي:
تنتظم رحلات اسبوعية ويومية غير مباشرة بينهما، وكان موقع ميدل إيست آي” قد تحدث في ديسمبر 2014 لأول مرة عن وجود طائرة تحلق بين إسرائيل والإمارات بشكل يومي، وتُدارُ الرحلة بين مطار “بن غوريون” في تل أبيب ومطار أبوظبي الدولي من قبل شركة الطيران الصهيونية الخاصة “برايفتآير” ومقرها جنيف، على طائرة إيرباص A319.
وتحدثت وسائل إعلام غربية عن طائرة ترفع علماً سويسرياً، تتجه كل أسبوع إلى الأردن، ومنها إلى أبوظبي، ولا يتم تسجيل الرحلة في مطار الملكة “علياء”، ولا في مطار أبوظبي.
وفي مايو 2020، تم تدشين أول رحلة طيران معلنة بين الإمارات وإسرائيل، وفتح اتفاق السلام الأخير الباب على مصراعيه لإنشاء رحلات جوية مباشرة، وهناك مباحثات بين الملياردير الإماراتي “خلف الحبتور”، مالك أحد أكبر التكتلات الإماراتية “مجموعة الحبتور”، وشركة طيران “إسرإير المحدودة” Israir Airlines، وهي شركة طيران صهيونية محلية، لبدء رحلات تجارية مباشرة، وفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
وعلى صعيد التطبيع الفضائي، شهد شهر سبتمبر 2019 مشاركة رائد فضاء إماراتي في رحلة فضائية مع رائدة فضاء إسرائيلية تدعى “جيسيكا مائير”، وفي 15 يوليو 2020، تقدم الكيان الصهيوني صفوف المباركين للكيان الإماراتي لإطلاق أول مسبار فضائي عربي لاستكشاف المريخ.
المراجع:
1 – هاشم حمدان، إسرائيل والإمارات: علاقات سرية واسعة وأمنية أساسا، عرب ٤٨ ، 8 يونيو 2019 .
2 – إمارات ليكس، الرحلات الجوية المباشرة تكرس التطبيع العلني بين الإمارات وإسرائيل، 24 يوليو 2020.
3 – الموسوعة الدولية “ويكيبيديا”، العلاقات الإسرائيلية الإماراتية.
4 – الإمارات 71 ، “العسكرة لا السلام أولا” وفضائح التجسس وجرائم الاختراق بلا توقف، 9 يناير 2020 .
5 – موقع قناة TRT عربي التركية، الإمارات وإسرائيل .. تطبيع ينذر بولادة معاهدات جديدة، 5 فبراير 2020 .
6 – إذاعة مونت كارلو الدولية، تل أبيب تهنئ أبوظبي على إطلاق أول مسبار فضائي عربي لاستكشاف المريخ، 9 يونيو 2020 .
7 – اللواء القطرية، صفقة استخبارية بين الإمارات وإسرائيل بطلها رجل “موساد”، 11 أغسطس 2020 .
8 – نون بوست، أول حصاد اتفاق العار .. هكذا تنقذ أموال الإماراتيين حكومة نتنياهو، 16 أغسطس 2020 .
9 – مركز الإمارات للدراسات والإعلام “إيماسك”، محمد بن زايد يتطلع للزعامة في المنطقة عبر بوابة التطبيع، 23 أغسطس 2020.
10 – الخليج الجديد، من تحت الأرض للعلن .. وتيرة الصفقات التجارية تتصاعد بين الإمارات وإسرائيل، 25 أغسطس 2020
المصدر: سبأ