المشهد اليمني الأول/
أعلنت قوات الجيش واللجان الشعبية عقب سيطرتهم على 12 مديرية في محافظة مأرب، أن الأيام القادمة ستشهد حدوث مفاجأة كبيرة في هذه المحافظة الغنية بالموارد النفطية.
يذكر أن أبطال الجيش واللجان الشعبية، وبمساعدة بعض العشائر والقبائل اليمنية، شنوا خلال الايام القليلة الماضية جولة جديدة من الهجمات ضد قوات تحالف العدوان السعودي في المحور الجنوبي والغربي لمحافظة مأرب وبالتحديد في مديريتي “ماهلية ومدغل” لتطهير باقي المناطق التي كانت قابعة تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته.
وحول هذا السياق، أشار مصدر ميداني يتابع التطورات في محافظة مأرب عن كثب إلى تفاصيل هذه العملية العسكرية الناجحة وقال: “نفذ أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية قبل عدة أيام هجمات عسكرية مفاجئة من المحور الغربي لجبال هيلان والمخدرة والجدعان والدرم والعلق وتمكنوا من الوصول إلى المناطق المحتلة الواقعة بالقرب من مفرق الجوف – مأرب”.
أسباب تأخير دخول “أنصار الله” إلى مدينة مأرب
لقد تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحقيق انتصارات كبيرة خلال الفترة الماضية وتمكنوا من التقدم على جبهات مختلفة كان اخرها في مناطق “ماهلية والعبدية والحجرة وخلفان” في الجبهة الجنوبية لمحافظة مأرب. كما سيطر أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية على مديريات “الجدعان ومدغل ومجزر ورغوان” الواقعة في الجبهة الشمالية الغربية لمحافظة مأرب.
وحول أسباب تأخر دخول أبطال الجيش واللجان الشعبية إلى المدينة، هناك عدة أسباب، أبرزها: وجود مصالح ومنشآت كبيرة مدنية ومهمة في مدينة مأرب، مثل منشأة “صافر”، وهذا الأمر منع أبطال الجيش واللجان الشعبية من إعطاء أي عذر للعدو للقيام بعمليات إجرامية ضد هذه المنشآت والمصالح اليمنية؛ وذلك لأن اليمنيين يقاتلون الآن عدوًا لا يعرف الأخلاق ولا المسؤولية، فقد يستهدف هذه المنشآت الحساسة بالطائرات الحربية أو قد يفجرها مرتزقته دون أن يولي أي اهتمام.
وفي الوقت الحاضر، استراتيجية أبطال الجيش واللجان الشعبية للتقدم ودخول مدينة مأرب هي حماية أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة في المقام الأول وعلى وجه الخصوص، أن مدينة مأرب تعتبر مدينة كبيرة بها عدد كبير من الجواسيس الذين قد يضحون بالمدنيين في أي وقت.
وعلى مدى السنوات الست الماضية، وخاصة في الفترة الأخيرة، كلما تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية في مدينة مأرب، لجأ مرتزقة العدو إلى سلسلة من الوسطاء للتأثير على المجلس السياسي اليمني وحكومة الإنقاذ الوطنية. وكانت سلطنة عمان آخر دولة حاول المرتزقة استخدامها كوسيط لكسب ود المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطنية اليمنية.
وذلك لأنهم دائما يقولون إن هناك علاقة بين “أنصار الله” وسلطنة عمان ولكن أبطال الجيش واللجان الشعبية يعتبران هذا شأنًا وطنيًا ولا يقبلان أي وساطة في هذا الصدد. وكان “أنصار الله” قد طالبوا في وقت سابق من مرتزقة العدو تنفيذ مبادرة المصالحة الوطنية التي تصب في مصلحة الشعب اليمني ولكن الطرف الآخر رفضوا هذه المبادرة وذلك لأنم ليسوا صانعي القرار السياسي.
مأرب تنتظر وصول الأبطال الوطنيين
لقد بذل أبطال الجيش واللجان الشعبية جهودًا كبيرة للتواصل مع قبائل مأرب القاطنة في مناطق سيطرة العدو، والتي عاشت خلال السنوات الست الماضية تحت حكم مرتزقة تحالف العدوان وإرهابيي “داعش”.
يذكر أن مرتزقة تحالف العدوان السعودي كانوا خلال السنوات الماضية يتهمون عدداً من قبائل محافظة مأرب التي كانت لا تريد أن تظل تحت وصايتهم بأنهم موالون لأنصار الله”، وكانوا يقومون بمهاجمتهم والتنكيل بهم وخلال السنوات الماضية مارس مرتزقة تحالف العدوان الكثير من الضغوط على قبائل محافظة مأرب لإجبارهم على الوقوف إلى جانبهم.
وفي وقتنا الحالي لم يتبقى سوا مديريتان من أصل أربعة عشر مديرية في محافظة مأرب لا تزال قابعة في أيدي مرتزقة تحالف العدوان، في حين أن قوات “أنصار الله” تمكنت خلال الفترة الماضية من بناء علاقات جيدة مع شخصيات عشائرية بارزة في هذه المحافظة، ويمكن القول إن عشائر وقبائل مأرب تنتظر دخول أبطال الجيش واللجان الشعبية إلى مدينتهم بفارغ الصبر.
وإضافة إلى ذلك، فإن قوات “أنصار الله” على اتصال بعدد من القادة العسكريين الذين ما زالوا في صفوف العدو، حيث يقول هؤلاء الضباط إنه لولا الخوف من قصف تحالف العدوان السعودي لأسرهم، لكانوا أول من وقف إلى جانب جيشهم واللجان الشعبية. بالطبع، لقد قيل إنهم وجهوا رسائل مطمئنة لقوات الجيش واللجان الشعبية حول التعاون معهم عند دخولهم إلى مدينة مأرب.
الأمم المتحدة تواصل خيانتها لليمنيين
بالنسبة لمبادرة الأمم المتحدة لحل الصراع اليمني، فإن “مارتن غريفيث”، المبعوث الأممي إلى اليمن، كان في الواقع يملي أهداف العدو على اليمنيين، وبدلاً من أن يكون حلاً للمشكلة، أصبح هو نفسه جزءًا من المشكلة وحتى عندما بدأ الجيش واللجان الشعبية بالتقدم في مدينة مأرب، غضب هذا المسؤول الأممي لدرجة أنه بدا وكأنه أحد عناصر “داعش” وليس مبعوثًا للأمم المتحدة!
إن تحالف العدوان السعودي يركز بشكل كبير على مدينة مأرب ويخشى بشدة سقوطها وسيطرة الجيش واللجان الشعبية على هذه المحافظة الغنية بالنفط، إلا أنه رغم الترسانة العسكرية الكبيرة التي نشرها العدو في هذه المدينة والعدد الكبير من القوات التي يمتلكها، فقد تعرض لهزائم وخسائر كبيرة خاصتاً في الفترة الأخيرة.
يذكر أن تلك الترسانة والمعدات العسكرية الكبيرة قدمتها السعودية والإمارات لمرتزقتها في هذه المحافظة، وهناك أيضًا دعم تركي خاص لبعض الجماعات بالإضافة إلى ثروة مأرب النفطية. في الواقع، يتم دعم المرتزقة في هذه المنطقة بشكل جيد لدرجة أنهم لا يريدون المغادرة.
لمن تذهب أموال دماء اليمنيين؟
كشفت العديد من التقارير أن قادة تحالف العدوان السعودي قاموا خلال السنوات الماضية بإيداع مبالغ كبيرة في الحسابات الشخصية للقادة المحليين الذين قادوا الحرب في مدينة مأرب، وباقي الأموال أنفقوها على المرتزقة الاخرين.
لكن أهل مأرب أدركوا الحقيقة واعترفوا بأخطائهم خلال 6 سنوات ولم يعودوا يغريهم المال؛ خاصة بعد القتال في خط العدو ضد مواطنيهم، وذلك لأنهم أولاً، عانوا من إعاقات لا يمكن علاجها، وثانيًا، لأنهم تعرضوا دائمًا للإذلال والإهانة لبيعهم وطنهم.
وفي وقتنا الحالي تقول قبائل مأرب إن قوات الجيش واللجان الشعبية تقاتل للدفاع عن سيادتها ووطنها وليس في جيوبها ألف ريال يمني، بينما باع المرتزقة أنفسهم بجيوب مليئة بآلاف الريالات السعودية وخدموا العدو المحتل.
وخلال هذه السنوات كانت ثروات مأرب النفطية تحت سيطرة العدو ومرتزقته، وبحسب عدد من التقارير فقد تم تحويل الكثير من أموال هذه الثروات النفطية إلى عدد من الحسابات الشخصية لمسؤولي حزب الإصلاح “الاخوان المسلمين” في مدينة مأرب.
نهب أثار اليمنيين الرائعة ونقلها إلى دول العدو
تُعد مدينة مأرب موقعًا أثريًا به الكثير من القطع الأثرية الثمينة، ولكن تحالف العدوان السعودي دمر بعضها وبعضها نُهِب وأُخرج من اليمن وتشير بعض المعلومات إلى أن المرتزقة نقلوا هذه الآثار إلى الإمارات. ولكن فيما يتعلق بإنجازات العدو الغازي في مدينة مأرب على مر السنوات الماضية، لا بد من القول إن القتل ونشر الخيانة بين اليمنيين هو الشيء الوحيد الذي حققه العدو بجرائمه.
علاقة الجماعات الإرهابية بتحالف العدوان السعودي في مدينة مأرب
قبل غزو قوات تحالف العدوان السعودي لليمن، عملت جماعة القاعدة الإرهابية في مدينة مأرب، وقبل عامين، جاء إرهابيو “داعش” إلى تلك المدينة. وترتبط عمليات هاتين المجموعتين الإرهابيتين ببعضهما البعض، والجميع يعرف أنهما من صنع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من أجل تحقيق أهدافهما في المنطقة.
كما أن تحالف العدوان السعودي يحظى أيضاً بدعم مباشر من الولايات المتحدة والصهاينة. لذلك، من الطبيعي تمامًا أن تتسلل عناصر “داعش” إلى اليمن ، وخاصة في محافظة مأرب، التي تخضع لإدارة جماعة الأخوان المسلمين التي تعتبر المحرك الرئيسي لتلك الجماعات الإرهابية.
لكن في النهاية، ما يمكن أن يحدد الانتصار النهائي لقوات الجيش واللجان الشعبية وكل اليمنيين الأحرار في مدينة مأرب، هو يقظة اليمنيين الذين وقعوا ضحايا لإغراءات العدو ويجب أن يعلموا جيداً أن الجيش واللجان الشعبية ليسوا أعداءهم، وعليهم الخروج من تحت مظلة الإمارات والسعودية لإخراج بلادهم من سيطرة الأعداء.
_________
* المصدر : الوقت التحليلي
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع