الأنصاريون ينتصرون.. إرادة معجزة أسطورة والقول مباح
أنصاريون ولا فخر، قالها قائد الثورة مُشيداً بهم (اليوم هناك الكثير من القبائل في هذا البلد تذكرنا بالأوس والخزرج تذكرنا بالأنصار) .. وبدون أي مزايدات وبعيداً عن العواطف، أصالة أبناء الأوس والخزرج تظهر لنا اليوم وبأبهى التجليات
المشهد اليمني الأول| تقرير – جميل أنعم
حاولت جاهداً أن أجد نظيراً لهذا الشعب من الشعوب المكافحة فلم أجد له شبيهاً أو معادلاً، كم أنت عظيم يا شعب اليمن الأصيل، عظيم التاريخ والعراقة، أصيل الجينات الوراثية، من التاريخ القديم حتى حاضر الزمن، زمن القرن الواحد والعشرين، شعباً أقام أمام الممطرات سدوداً فكانت الحضارات، وأينما حل هذا الشعب الأصيل وكيفما كان، كان يُشيّد الحضارات، فكانت حضارات الشام والرافدين.
وعلى مدى ثلاثة عشر عام منها ثلاثة أعوام حصار تَنكرَ وجَحدَ أهل مكة للصادق الأمين، وخذل أهل الطائف رسول الرحمة للعالمين، وبحجارة أهل الطائف سالت الدماء من جبهة الرسول الكريم، وحدهم فقط وفقط أهل اليمن الميامين وبدون حرب وسيف وجهاد وطوعاً وبالسلم والسلام، حضرت قبائل اليمن من الأوس والخزرج لمبايعة الصادق الامين على السمع والطاعة والنصرة .
وفي الليلة الظلماء يفتقد فيها البدر خرجَ سيدنا محمد، صلَّ الله عليه وسلم، ليلاً من مكة ناجياً بنفسه ودينه الى الشعب اليمني العظيم، إلى يثرب الأوس والخزرج الذي تحدوا أهل مكة والطائف ويهود يثرب وخرجوا رجالاً ونساءاً وشيوخاً وأطفال وفي رابعة النهار لاستقبال النبي الصادق الأمين وبزامل يمني أصيل أدخل الرعب والخوف لقلوب الأعداء فكان زامل “طلع البدر علينا .. من ثنيات الوداع .. وجب الشكر علينا .. ما دعى لله داع .. أيها المبعوث فينا .. جئت بالأمر المطاع ..” وعلى وقع هذا الزامل اليمني الأصيل العريق، رَفـدَ قبائل الأوس والخزرج دولة عصر النبوة بالنفس والمال والغذاء والبيوت، فتبخرت أحلام يهود يثرب بقيام مملكة اليهود في يثرب، وتهاوت أراجيف جبابرة قريش وانهزم الشيخ النجدي إبليس اللعين .
وحوافر خيول القائد اليمني الشهيد “الغافقي عبدالرحمن” كادت أن تنير جغرافيا فرنسا الأوروبية فأستشهد الغافقي على تخوم فرنسا في معركة “بلاط الشهداء” .. آه يا شعب اليمن العريق كم أنت أصيل.
اليوم وفي مؤامرة القرن الواحد والعشرين يراد تمرير المشروع الصهيوني الإستعماري للوطن العربي والأمة الإسلامية وبواجهة الثورات الملونة وديمقراطية الطوائف والمناطق وبأحصنة ثورة القبور ومحاربة البدع والشرك للمتعهد بني سعود ولإخراج إسرائيل الكبرى من النيل للفرات وبمحيط عربي هزيل وضعيف وبـ 66 دويلة وإمارة وسلطنة ومشيخة وأقاليم مشبوهة، وامريكا الراعي للمشروع والمقابل برميل النفط بعشرين دولار، وليختفي اسم اليمن من الخارطة الجغرافية والسياسية والتداول العام وبأقاليم مشبوهة تماماً كما أختفى اسم “المغرب العربي” في المشروع الإستعماري الأول منتصف القرن الثامن عشر والتاسع عشر وبثورة القبور لمحمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب، وتماماً كما اختفى اسم “الحجاز ونجد والشام” في المشروع الإستعماري الثاني بالقرن العشرين ايضاً بثورة القبور لبن سعود عبدالعزيز والإنجليز .
يا شعب اليمن العظيم وكما كان أسلافك في يثرب كنت أنت في صنعاء الثورة 2014م، نفس الأعداء وأكثر، كنت في الميدان تقارع وتقاتل وتصول وتجول لترسم خارطة مناقضة لخريطة موالاة أمريكا واسرائيل وثوار نبش القبور وشرعية الفنادق وقوى التحرير المناطقي والقروي .
كم أنت نبيل يا شعب اليمن الأصيل ..
ألم تكن يوماُ عفيفاً عن مفاتن السلطة !؟
ألم تكن يوماُ محروماً من مشاريع السلطة !؟
ألم تكن يوماُ بعيداً عن ولائم السلطة !؟
هل شكلتَ يوماُ خطراً على أمن السلطة !؟
ألم تكن يوماُ مقهوراً من سيوف السلطة !؟
ألم تسفك السلطة دمك يوماً قرباناً لبني سعود وأمريكا واسرائيل !؟
سُفك دمك بالمركز والوسط والجنوب والشرق حتى الشمال وما ارتوت وشبعت من الدم والخيرات
سُلطة قُذفت بها ثورة 21 سبتمبر إلى المكان الذي تستحقه عواصم العدوان ولتمارس كافة فنون القتل والدمار وبمشاركة كل العصابة أفراداً وزعماء واحزاباً وملوكاً ورؤساء ودول ومنظمات وحقوق و و و و …
وتساميت يا شعب الأصالة عن كل الجروح والآلام وتقدمت الميدان وبالقائد الشاب “السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي” حفظه الله، ولإفشال مؤامرة القرن ومن صنعاء اليمن وبدعم واسناد شعب الأصالة وكان ما كان وما يزال .
وبعد أن تخلت السلطة عن الأرض والشعب بالدستور المشبوه
وبعد أن تخلت السلطة عن المهام الوطنية والوظيفية بالاستقالة الجماعية
وبعد تسليم السلطة لبعض الجغرافيا والمدن اليمنية لثوار نبش القبور والتحرير المناطقي بالأجنبي وبالبلاك ووتر
وبعد تخلي السلطة عن الجيش والأمن بالاغتيال المعنوي والهيكلة والاغتيال الجسدي بالدراجات النارية والحصار وبالمظاهرات الملونة المشبوهة حتى التصفية شبه الكاملة لكل مقرات الجيش والأمن بالعدوان الصهيوني الأمريكي الشامل
وبعد تجفيف موارد الدولة السيادية المالية والمادية ليس ذلك فحسب وبتحالف عشر دول معلن وأكثر غير معلن وبقيادة أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات كان ما لم يخطر ببال الشياطين والأباليس، فكان نقل الصفة والشخص من نظام جمهوري إلى جغرافيا عاصمة العدوان نظام ملكي سعودي، فتم نقل رئاسة الجمهورية، والقصر الجمهوري، ورئاسة الحكومة ووزراء العدوان، والقناة الفضائية اليمنية، ووكالة الأنباء اليمنية سبأ، بالصفة والاسم أو بالاستنساخ وبصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقات الدولية لا من قبل ولا حتى من بعد .
ومن عاصمة العدوان ومن فنادق الرياض تم حل الجيش اليمني والأمن الداخلي المركزي، وهجرت السفارات صنعاء لإرضاء حلف العدوان .
تساميت يا شعب العراقة عن كل ذلك فكنت شعب الشجاعة والإقدام، وفقط فقط شعب الأوس والخزرج الشعب اليمني ومن مخزونة الخاص يرفد الجبهات بالإمداد والتموين بالرجال والمال والغذاء، إنه الدعم اللوجستي اليمني الشعبي الفقير بالموارد الغني بالعزة والكرامة والشرف، وبالكلاشنكوف إعتلى الحافي اليمني قمم ثالث أكثر الدول استيرادا للأسلحة في العالم لينادي أفراد جيشها “سلم نفسك يا سعودي .. سلم نفسك والله ما نعسك” فهل بعد ذلك شعب كهذا يقهر !؟
وانهمر مسلسل أباليس اليهود والأمريكان بنقل البنك المركزي اليمني من صنعاء الثورة إلى عدن المحتلة بالجيوش الأجنبية وثوار نبش القبور والمناطقية لتحرير العاصمة الوطنية اليمنية من رموز السيادة الوطنية والدولية لإظهارها بمظهر العاصمة الطائفية الزيدية الشيعية للعبور إلى الفصل ما قبل الأخير من المؤامرة، والقول بالإرهاب الطائفي الشيعي، وحتى ظهور هذا المصطلح الصهيوني لكل حادث حديث .
وقائد الثورة حفظه الله، يُطلق نداء دعم البنك شعبياً والشعب العظيم يلبي النداء ومن مدخراته الخاصة تبرعاً وايداعاً كسابقة في تاريخ اليمن والعالم لمواجهة التجويع والاخضاع والحرب العسكرية القاهرة الشاملة معاً .
وسجل يا تاريخ وبكل لغات أهل الأرض شعب الأوس والخزرج وأحفاد الغافقي وببركة الله سبحانه وتعالى سيتجاوز البنك المركزي هذا الفصل من فصول مؤامرة موالاة اليهود والأمريكان بتوفير السيولة النقدية ليس بالعملة الوطنية فقط بل وبالعملة الأجنبية بالريال السعودي والقطري والدرهم الإماراتي والدولار الأمريكي واليورو الأوروبي، والمفاجئة ستكون مزدوجة من الداخل والخارج، من الداخل برفد البنك بمليون جرام ذهب من شقائق الرجال الأخوات والأمهات وحتى الجدات إيداعاً لتقوية المركز المالي للبنك ان شاء الله، ومن الخارج خارج الحدود من المغتربين اليمنيين الوطنيين الأحرار من أحفاد سبأ وحميَّر ومعين حيث بدأت الإيداعات تتدفق من الخارج متخطية حواجز وحصار العدو الصهيوني، وقد لا تصدقون وباليوان الصيني، العملة الدولية القادمة، ودقوا على الخشب من الحُسَّاد والحاسدين ..
وكم أنت قاهر للأعداء يا شعبي المتفاني الكادح الصبور وبالوسائل المتاحة والإمكانيات المتوفرة تمكنت من تدمير دبابة ومدرعة البرادلي بزجاجة المولوتوف وأنت حافي القدمين، وقمت بإحراق دبابة ومدرعة الإبرامز بالولاعة، القداحة، الشعلة، الكبريت، عود الثقاب، أنا الذي نظر الأعمى إلى نيراني .. وأَطرَبَتْ قداحاتي من به صمم … أنا يمني زَعيمهم على فقري .. أنا بأسٌ أذابت كراتيني فخر مدرعات الأممِ ..
مع الاعتذار للشاعر، إنها الإرادة يا هؤلاء الإرادة اليمنية .
وكم أنت قاهر وقهار يا شعب اليمن المغوار ..
وبظل قصف متواصل جواً وبحراً وجواً وبظل جواسيس السماء الأقمار الاصطناعية وآلاف جواسيس الأرض من عملاء ومرتزقة وخونة مدنيين ومسلحين ومع جيوش مستعربة وصنعاء فوق النخل يا با، صنعاء بعيدة.. بعيدة، والمقاتل اليمني المغوار يحطم ويدمر الخطوط الدفاعية في نجران وجيزان وعسير للعدو الصهيوني ويسيطر نارياً على الإقليم السليماني اليمني المحتل، وبأقل عدة وعتاد وافراد، يا هذا إنها المعجزة اليمنية، المعجزة اليمنية تتجلى على جبال عسير ونجران وجيزان، وما بعدهما إن شاء الله تعالى .
وكم أنت قاهر للأعداء كل الأعداء يا شعبي الفقير ..
كان المطلوب خمسون ريال يمني إيداعاً في البنك، فكانت مئات وآلاف وملايين ومليارات وذهب ودولار ويوان صيني تبرعاً وايداعاً من أجل كرامة 27 مليون يمني عربي أصيل لعزة الأمة العربية والإسلامية، أُمّة المليار والنصف مليار، يا كُل هؤلاء وأولئك إنها الاسطورة اليمنية.. الأسطورة اليمنية .
وعندما يعجز ويفشل تحالف العدوان والموالاة من تحقيق أهدافه بتمرير المشروع الإستعماري الصهيوني للقرن الواحد والعشرين، وعندما ينكسر ويندحر وينهزم بني سعود على أرض شعب الأوس والخزرج، ينتحر العدو السعودي في عقر داره ومن الداخل، والمؤشرات الإقتصادية بدأت ومطرقة كونجرس رعاة الإرهاب وسندان مجلس النواب يجهض فيتو أوباما وبإهمال العامل العسكري اليمني، وقريباً جداً جداً نحن على موعد مشاهدة مسرحية تراجيدية دراماتيكية ومن على خشبة المسارح في الرياض وعدن ومأرب وتعز واسطنبول والقاهرة والدوحة وأبوظبي، عرض مسرحي حقيقي وبنفس الزمن، وبعنوان (الانتحار الجماعي لعقارب العدوان) بني سعود أولاً وشرعية هادي ثانياً وموالاة بني سعود وهادي ثالثاً، تماماً مثل العقارب التي تلدغ نفسها لتموت حين تشعر بالخطر، والأقارب عقارب ومن لا يلدغ نفسه ليموت، يدخل في باطن الأرض ومصيره للنسيان بعد الذل والخسران والهوان، وذلك هو مصير المرتزقة والعملاء والخونة طال الزمن أم قصر في كل زمان ومكان .
وكم أنت يا شعب اليمن العظيم.. عظيم
بالإرادة اليمنية والمعجزة اليمنية والأسطورة اليمنية، نصر من الله وفتح قريب، نحن على موعد إعلان “وانتصر اليمن” إن شاء الله تعالى، وبعد كل ذلك وما بعده، من حق كل يمني ويمنية شارك بالصمود والتصدي ثم الانتصار على العدوان الصهيوني الإستعماري بكل أشكاله وألوانه المتوحشة والقبيحة سواء بالفعل العسكري الميداني، أو بالعمل السياسي المبدع أو بالقول بالكلمة الصادقة الحقة، أو بالتظاهر السلمي الخلاق، أو بالكتابة بالقلم الرُّصاص، أو بالصورة الميدانية، أو بالدعاء للمجاهدين، أو بالإمداد والتموين المتعدد حتى التبرع والإيداع بخمسين ريال يمني .. من حق كل يمني ويمنية شريك بالانتصار أن يهتف عالياً ومدوياً: (نحن الشعب اليمني الأصيل نحن أحفاد الأوس والخزرج والأنصار، بالإرادة اليمنية صمدنا صمود الرجال الشجعان، وبالمعجزة اليمنية تصدينا تصدي الأبطال الميامين، وبالأسطورة اليمنية سطَّرنا العزة والكرامة والمجد للشعب اليمني العظيم، وبنصر من الله عز وجل انتصرنا على موالاة اليهود والأمريكان).. وقادر يا كريم، والحمد لله رب العالمين .