المشهد اليمني الأول/
في حين تشتد شراسة القتال حول مدينة مأرب، اندلعت فجأة المعارك في مناطق تواجد تنظيمي داعش والقاعدة بمحافظة البيضاء، المعقل الرئيسي للتنظيمين منذ حكم النظام السابق.
ثمة أسئلة عريضة ومشروعة، حول أسباب اندلاع المعارك مع تنظيم داعش والقاعدة في البيضاء، في هذا التوقيت، الذي كانت خلاله الجيش واللجان الشعبية يركزان جهودهما؛ لاستعادة مأرب من قبضة تحالف العدوان وحزب الإصلاح الخائن.
مصدر سياسي مطلع، كشف أن التزام القيادة السياسية بتأمين مواطنيها، من خطر داعش والقاعدة اللتين زادتا في السنوات الأخيرة في ظل العدوان والحصار من حجم جرائمهما بحق المدنيين في محافظة البيضاء وإرهابهم، بغرض إخضاع المواطنين، أو اجبار الأهالي على دفع الأموال فديات وإتاوات.
وأشار المصدر إلى أن أحداث ردمان وانخراط عناصر داعش والقاعدة بشكل كبير في مساندة الخائن ياسر العواضي، وتمركزهما في مناطق عسكرية حساسة قد يكون سبباً أيضاً في عدم تأجيل المواجهة مع تنظيمي داعش والقاعدة، حيث تشير معلومات استخبارية إلى أن التنظيمين قاما بدفع عناصرهما تحت غطاء النكف القبلي، وتلقيا في المقابل دعماً من قوات تحالف العدوان.
اتخذ تنظيم القاعدة في بادئ الأمر من مناطق قيفة الشديدة الوعورة عاصمة وحصناً منيعاً، وخلال السنوات السابقة بسط سيطرته على مناطق عدة مجاورة أخضع سكانها لسطوته وسيطرته بالترهيب والقتل، وغدت ثقباً أسوداً في جسد اليمن.. وبإدارة من أجهزة الاستخبارات الخارجية.
كما اتخذ تنظيم داعش من مناطق محاذية بذات المنطقة معقلاً وحصناً منيعاً لتحركاته ومارس نفس الممارسات الإجرامية بحق أهالي البيضاء وغدت ثقباً أسوداً آخر في جسد اليمن.
وباستثناء المواجهة التي شهدتها مناطق قيفة في نهاية 2014م عقب ثورة الحادي وعشرين من سبتبمر، والتي لم يكتب لها أن تنجز هدفها كاملاً في تطهير هذه المناطق بالرغم من وصول المواجهات إلى أبرز معاقل التنظيمين بسبب وقوع العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، فلم يواجه تنظيمي داعش والقاعدة هناك أي تحديات أو تهديدات جدية.
بل على العكس تحولا إلى غدة استفاد منها أركان النظام السابق في تصفية المعارضين، وفي عام 2011م كان جزءاً من أدوات النظام المنقسم على نفسه في إدارة الصراع الداخلي.
إرشيف الأجهزة الأمنية يشير إلى تنامي عمليات داعش والقاعدة انطلاقاً من هذه المنطقة خلال سنوات العدوان، تحتفظ صنعاء بأدلة دامغة حولها ووثقتها قنوات ووكالات إعلامية دولية حول انخراط عناصر القاعدة في تحالف العدوان على اليمن في أكثر من منطقة.
في محافظة البيضاء لوحدها تشير معلومات الأجهزة الأمنية إلى أن القاعدة نفذت خلال الفترة من يناير 2015م وحتى مايو 2020م أكثر من 327 عملية إجرامية تنوعت بين كمائن مسلحة واغتيالات وتفجير عبوات ناسفة.
حيث نفذ التنظيمين 194 عملية تفجير عبوة ناسفة في الطرقات وأمام المنازل، وارتكب عناصر التنظيمين 27 عملية اغتيال منها 11 عملية فشلت في قتل الاشخاص المستهدفين، وبنتيجتها لقى أبرياء حتفهم، وشملت عمليات داعش والقاعدة في البيضاء 59 عملية استهداف لأطقم الجيش والأمن.
أبشع جرائم القاعدة وداعش بحق المواطنين في البيضاء
في البيضاء لا يكاد يندمل جرح حتى يفتح آخر ولا ينتهي الناس هناك من تشييع قتيل اغتالته داعش أو القاعدة حتى تتناقل الأنباء عن جريمة أخرى نفذها عناصر تنظيمي داعش والقاعدة تفوق الأولى ببشاعتها. وفي عام 2020م الذي لم يكتمل بعد نستعرض أبشع هذه الجرائم:
– مارس 2020م ارتكبت العناصر الإجرامية جريمة بشعة بالتقطع لسيارة أسرة وقتل رب الأسرة وزوجته وطفلتهما الوحيدة في منطقة الظهرة بمديرية القريشية.
– إبريل 2020م قتل تنظيم القاعدة 6 مجاهدين من آل العبدلي أثناء توجههم إلى جبهات القتال لمشاركة إخوانهم مجاهدي الجيش واللجان شرف الدفاع عن اليمن ضد قوى العدوان على اليمن، بانفجار عبوة ناسفة زرعتها هذه العناصر في قرية المسمق مديرية الطفة وأدى تفجير العبوة إلى استشهاد المجاهدين الستة، في جريمة وصلت ارتداداتها إلى هرم الدولة وقيادة الجيش والأحزاب السياسية التي عزت آل العبدلي بشهادة هذه الكوكبة من المجاهدين.
– مايو 2020م استهدف عناصر القاعدة بعبوة ناسفة سيارة مهندسي وزارة الاتصالات، أسفر التفجير عن مقتل المهندسين واصابة أخر، وقالت وزارة الاتصالات إن مهندسيها استهدفوا بشكل مباشر عبر تفجير عبوة عن بعد بسيارتهم أثناء عودتهم من عملهم في صيانة شبكة الهاتف والانترنت في منطقة الرباط.