المشهد اليمني الأول/
هنأ السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الأمة العربية والإسلامية بمناسبة عيد الولاية الذي يوافق الثامن عشر من ذي الحجة كل عام.
جاء ذلك في كلمة له عصر اليوم السبت، بمناسبة يوم الغدير، مشيرا إلى أن الشعب اليمني احتفل اليوم بالمناسبة كما في كل عام ضمن موروثه الإيماني والديني الذي حافظ ويحافظ عليه.
وأكد السيد عبدالملك أن مبدأ الولاية هو الذي يضمن استمرارية المسيرة الإلهية ويسد الثغرة أمام أعداء الأمة.
وأوضح أن كمال الدين وتمام النعمة كان هو الذي يضمن استمرارية المنهج الإلهي ليس من موضع النبوة بل من موضع الولاية، ولا يمكن للأمة أن تستمر على ذلك المنهج إذا ما دخلها النقص والتحريف، كون ذلك يترك أثره السلبي في واقع الحياة.
ولفت إلى أن حالة النقص والتحريف أدت ببعض أبناء الأمة إلى الاتجاه لليهود والنصارى لحل مشاكلها، وجعلوا لأمريكا ولاية الأمر عليهم، وأصبحوا مهووسين ومعجبين بما عليه أولئك وما يأتي منهم، مضيفا إلى أنهم يرون رؤاهم ومفاهيمهم على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي أنها رؤى عظيمة ومهمة وتمثل حلا لمشاكل هذه الحياة، وذلك بسبب غياب ذلك المبدأ الإلهي المهم، مؤكدا أنه لن يأتينا من جانب أعدائنا إلا ما هو شر لنا وخطر علينا.
وحول قوله تعالى: (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)، تساءل السيد عبدالملك، أليس فيها هداية واضحة، لافتا إلى أن الله يعلم أن البعض سيكون لهم موقف الرفض، حيث قال الله تعالى في آخر الآية (والله لا يهدي القوم الكافرين).
وأضاف أن “النبي بعد أن نزلت عليه هذه الآية المهمة تحرك لتنفيذ ما ورد فيها وحرص على أن يكون تنفيذ ذلك البلاغ بحجمه ومستوى أهميته وقدمه كما ينبغي واتخذ إجراءات تساعد على ذلك وتقدم هذا البلاغ بهذه الكيفية التي تعبر عن أهميته القصوى، حيث عقد اجتماع طارئ وأوقف كل الحجاج الذين كانوا برفقته، وأدرك الكل أن المسألة مهمة واجتمعوا بكلهم ورُصت أقتاب الإبل ليصعد النبي فوقها ويوجه الخطاب للأمة، حيث حضر ذلك الخطاب جمع كبير”.
وتابع السيد عبدالملك “رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صعد فوق أقتاب الإبل بعد أن بنيت كمنصة مرتفعة وأصعد معه عليا عليه السلام والكل منصت ومستمع بتركيز لما سيقدم في هذا البلاغ، فخطب رسول الله خطابا مهما وأشار فيه أنه موشك على الرحيل، وعندما وصل إلى الموضوع الرئيسي قال: “يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاده وانصر من نصره واخذل من خذله”، فكان هذا هو البلاغ الرئيسي والمقصود في الآية الكريمة.
وبعد آية البلاغ أشار إلى أنه نزل نص قرآني مهم جدا وهو قول الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
وأكد أن ما يقدمه الله لنا هو يقدمه من منطلق رحمته بنا، وما يأتينا من جهته فيه الرحمة لنا وحل مشاكلنا وتستقيم فيه حياتنا على أرقى ما يمكن، فالله يتولانا بهدايته الشاملة ويرعانا وينعم علينا بهدايته وتعليماته باعتبارها حق.
وأضاف السيد عبدالملك إلى أن استجابتنا لتعليمات الله وتوجيهاته تترافق معها وعود، متسائلا: ألم يعدنا بالنصر والهداية والرعاية، هذه الأشياء تتحقق لنا من جانب الله في هذه الدنيا بناء على استجابتنا له، ثم في الآخرة السلامة من عذابه ونيل رضوانه.
وأردف أنه يجب أن نتحرك كأمة لديها منهج رسمه الله لها يتناول كل شؤون حياتنا، المجالات الاقتصادية، المجالات السياسية، مشيرا إلى أن دين الله الذي هو تعليماته وتوجيهاته الرحيمة تتناول كل ذلك، إضافة الى ما يضمن استمرارية هذه الرسالة بشكل صحيح.
وتابع “نلاحظ في قوله تعالى: (وأتممت عليكم نعمتي) أن هذه التعليمات والتوجيهات فيما تمثله من حلول هي نعمة بأثرها العظيم في حياتنا”.
وبيّن أن الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم تحرك لتقديم أمر الولاية على أرقى مستوى استجابة لله تعالى الذي يعلم حجم الفراغ الذي سيمثله رحيل رسول الله من بين أوساط الأمة، فولاية الإمام علي هي امتداد لولاية رسول الله الذي كان له دور محوري في التحرك بهذه الأمة وفق المنهج الإلهي.
لتحميل نص الكلمة