المشهد اليمني الأول/
الجميع يعرف قصة يوم الولاية كاملة من بدايتها إلى نقطة حساسة قيل فيها للرسول صلوات الله عليه وآله وقت احتضاره بأنه يهجر !! في الوقت الذي أراد فيه تثبيت وصيته وتذكير الموجودين بها علها تنقذهم من اتباع اهواء أنفسهم الأمارة بالسوء ..
وليس من الضروري الخوض في نقاش لايخدم إلا المشروع الصهيوني ويزيد من تمزق نسيج المجتمع المسلم الذي هو في حقيقة الأمر ممزق وبحاجة ماسة إلى من يرتقه بحكمة حتى يعود إلى رشده، وفي خضم الأحداث ضاع الحق وتبجح الباطل سلطانا ولم يعد هناك إسلام إلا شكلا !! وجاء موسم الحج ليكتمل كل هذا القهر والأسى ؛ فلا حج مبرور ولا سعي مشكور ولم يسلم الدين ولا شعائره !
ليست الأحداث وليدة يومها، ولكنها تراكمات بدأت متذ اليوم الذي تخلفت فيها الأمة المسلمة عن وصية القرآن الكريم والتحقت بركاب الاهواء غير مبالية بأليم عواقب الأمور والتي امتدت وتجذرت ظلما وإجراما وضلالا وظلاما وطغيانا حتى اللحظة، بل أن الدين الذي ولد غريب أصبح غريبا بكل المقاييس وأصبح المسلمون مجرد مظهر، وفي غالبية المواقف ذليلون ليس لهم كلمة ولا قيمة ولا تشريعات يتمسكون بها .. فلنقل إنه الإنحراف بحد ذاته .
جهلت الأمة سابقا وحاضرا عظمة الإمام علي – عليه السلام – والولاية له وقدره النفيس وعظيم مواقفه الجهادية ومكانته من الله ورسوله والمؤمنين ومعنى قول النبي صلوات الله عليه واله (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) وغيرها من الأحاديث المتواترة.
وهذا ما أوصل المسلمين إلى التخلف عن ركبه واتباع أعلام وهميون ليسوا إلا سببا رئيسيا ومسببا لضياع مجد الأمة وكرامتها وتهدم صرح دولة الإسلام التي بناها الرسول صلوات الله عليه وآله بمال خديجة وسيف علي ودماء الصادقين .. فجاء من يقول بأنها سياسة والهدف منها هو السيطرة على الأوضاع وأستقرار بيت مال المسلمين !! فهل يجدر بالسياسة أن تضيع محتوى القرآن الكريم !! ولماذا ؟!
عندما استكبر إبليس عن تنفيذ أوامر ربه أصبح مذموما مدحورا شيطانا رجيما، ومازالت لعنة الله عليه تلاحقه حتى قيام الساعة، ولنفقه خطورة عصيان أوامر الله تعالي وعدم الإمتثال لتوجيهاته ولنربط الاحداث ببعضها حتى يتسنى لنا فهم حقيقة الأمور وإن كانت صعبة.
فما حدث في غدير خم بعد حجة الوداع من توجيه الله تعالى لعباده المؤمنين على لسان رسوله محمد صلوات الله عليه وآله هو شبيه لما حدث في يوم أمر الله فيه إبليس بالسجود لادم عليه السلام .. ذاك رفض وأولئك منهم من قال “بخ بخ يا علي” ثم سقط في فخ “الفلتة” التي اوصلت شخص كمعاوية أميرا للمؤمنين ! وحققت أمنية تمناها إبليس وأقصت القرآن الكريم من حياة المؤمنين بشكل عام ..
علي مع القرآن والقرآن مع علي .. أينما دار علي دار الحق معه .. فما بال الأمة اليوم أصبحت تدور في فلك أمريكا وإسرائيل وداعش والقاعدة والاحزاب المتعددة والطوائف المتفرقة والتجاهل لآيات الجهاد والانفاق والثبات والولاء والبراء ؟!!
هل يجدر بنا أن نرجع إلى لحظة مدت فيها يد للمبايعة على خلافة المؤمنين ومدت فيما بعد لتهدر كرامة الأمة في الأرض ، ومتناسيين يد رفعها رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله قائلا : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، فهل مازالنا نوالي رسول الله ؟! وأين هو الإمام علي عليه السلام منا اليوم ؟! بل أين رسول الله ؟!!
ختاما
أصبح واقع المسلمون اليوم هو الواقع المخزي والغير مقبول ، وعليهم البحث عن طريقة تعيد لهم كرامتهم وأنفتهم كعرب ومسلمين .. فليبحثوا في سطور التاريخ عن واقعة غدير خم وما قاله المسلمون يومها للرسول صلوات الله عليه وآله : “بلغت يا رسول الله”
ولنبحث عن ولاية الإمام علي في صفحات القرآن الكريم ولندرك أن كرامة الإسلام كدين ودولة ومجتمع متعلقة بمن قال عنه الرسول صلوات الله عليه وآلهه : وانصر من نصره واخذل من خذله .. فهل واقعنا اليوم هو واقع الخذلان أم واقع النصر والتمكين ؟!!
_____
إكرام المحاقري