العدوان على اليمن.. إنتهاج إستراتيجية التجويع مقابل عدم الخضوع والإستسلام

1084
العدوان على اليمن.. إنتهاج إستراتيجة التجويع مقابل عدم الخضوع والإستسلام
العدوان على اليمن.. إنتهاج إستراتيجة التجويع مقابل عدم الخضوع والإستسلام
المشهد اليمني الأول/

يستمر تحالف العدوان السعودي الأمريكي بالحرب الإقتصادية والحصار على اليمن لإحداث مجاعة كارثية للشعب اليمني ،مقابل رفضه الخضوع له، ومن الخطأ القول ان المجاعة التي تضرب الشعب اليمني اليوم وتهدد حياة الملايين منهم وبشكل جدي، هي عارض جانبي للعدوان الذي تشنه السعودية والامارات بدعم امريكي غربي اسرائيلي واضح على الشعب اليمني.

فالمجاعة التي تضرب اليمن تعتبر من اهم اهداف العدوان، وقد سعت السعودية والامارات بكل ما تملكان من امكانيات، الى تحقيقه من اجل اركاع الشعب اليمني ودفعه للاستسلام.

القصف الذي تعرضت له المزارع والبساتين وشبكات ومخازن المياه والمصانع والمعامل وطرق المواصلات والموانئ و..، لم يكن قصفا عن طريق الخطأ او قصفا غير مقصود، بل كان قصفا مقصودا ومباشرا، فهذه الاهداف كانت من اهم اهدف العدوان منذ اليوم الاول، لمنع الطعام والماء عن اليمنيين لتجويعهم وكسر ارادتهم.

مشروع بيانات اليمن، الذي يتتبع الغارات الجوية التي يشنها تحالف العدوان السعودي الاماراتي على اليمن، كشف عن استهداف السعودية والامارات للاراضي الزراعية في جميع انحاء اليمن بأكثر من 680 غارة جوية، مما أسفر عن مقتل وإصابة ما يقرب من 400 مدني، وتعطيل الإنتاج الزراعي.

العدوان على اليمن.. إنتهاج إستراتيجة التجويع مقابل عدم الخضوع والإستسلام

تجويع الشعب اليمني

تجويع الشعب اليمني عن سبق اصرار وترصد، كشفت عنها مؤخرا صحيفة “اندبندنت” البريطانية في تقرير لها، عن استهداف تحالف العدوان السعودي الاماراتي للقطاع الزراعي الذي يوظف نصف القوى العاملة في اليمن، وهو مسؤول عن 15% من الناتج المحلي الإجمالي بهدف الضغط على اليمنيين.

تقرير اندبندنت اشار الى ان المحاصيل الأكثر تضررا جراء القصف السعودي الاماراتي هي أشجار النخيل، فقد قُضي على أكثر من نصف عدد أشجار النخيل الذي تبلغ جملته 4 ملايين نخلة في اليمن منذ بداية العدوان، ويقول ويم زفينجنبرغ، الذي أعد تقريرا عن المنتجات الزراعية.

إن تدمير بساتين النخيل هو جانب واحد فقط من المأساة، فهناك خسارة في الغلة الزراعية في جميع أنحاء اليمن على مدى السنوات الخمس الماضية. وتوقعت منظمة الأغذية والزراعة الأسبوع الماضي أن يصل إنتاج الحبوب هذا العام الى 365 ألف طن متري فقط، أي أقل من نصف مستويات ما قبل الحرب.

تقرير الصحيفة البريطانية الذي كتبه بيل تراو، ذكر ان أكثر من نصف سكان اليمن، وقبل وصول وباء كورونا، كانوا يعتمدون على المساعدات الغذائية التي تأتي من الخارج، والآن سيبلغ عدد هؤلاء رقما قياسيا جديدا، وهو ما دفع الامم المتحدة للاعراب عن خشيتها من أن ما يقدر بنحو 2.4 مليون طفل في اليمن سيُدفعون إلى حافة المجاعة بحلول نهاية العام، بسبب الحرب والنقص غير المسبوق في العون الإنساني خلال الوباء.

العدوان على اليمن.. إنتهاج إستراتيجة التجويع مقابل عدم الخضوع والإستسلام

المجاعة الأسوأ

ونقل التقرير عن فانيسا روي، من شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة، قولها إن عام 2020 سيكون هو الأسوأ من حيث إجمالي عدد السكان المتوقع أنهم بحاجة إلى مساعدات غذائية.

الأمم المتحدة كانت قد دقت ناقوس الخطر هذا الأسبوع بشأن مجاعة أخرى محتملة؛ ففي حديثه أمام مجلس الأمن قبل ايام قال مدير الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة “مارك لوكوك” إنه من دون المزيد من التمويل ووقف فوري لإطلاق النار، سيكون هناك زيادة في الجوع وسوء التغذية والكوليرا والفيروسات التاجية.

اللافت، كما كشف لوكوك، أنه رغم حقيقة أن البلاد على “حافة الانهيار”، فإن الأمم المتحدة كانت قادرة فقط على جمع 18% من الأموال اللازمة لتشغيل برامجها هذا العام بعد فشل حملة التمويل!!

وهو ما يكشف عن تجاهل اجرامي لامريكا والدول الغربية التي ترفع زورا لواء الدفاع عن الانسان والانسانية، خوفا من انكشاف حجم الجريمة التي تحدث في اليمن جراء دعمهم الواضح والفاضح لثنائي العدوان السعودية والامارات.

هذه التقارير المروعة وبدلا من ان توقظ ضمير الغرب النائم، ليضغط على السعودية والامارات لوقف عدوانهما، او عدم بيع الاسلحة لهما، او على الاقل السماح بوصول المساعدات الانسانية للشعب اليمني، نرى الامم المتحدة تضطر إلى إغلاق البرامج الحيوية.

بما في ذلك التي تعالج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن، بسبب نقص التمويل ومخاطر الحرب!!، وقد اعترفت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة أنابيل سيمينغتون، بأنها تشهد تدهورا مزعجا للغاية، وليس بمقدورها ان توقف هذا التدهور.

تقارير الامم المتحدة الخاصة باليمن تصف اليمن بانه في عين “عاصفة كاملة” من الصدمات الاقتصادية، والصراعات، والفيضانات، ووباء الجراد الصحراوي، والآن وباء كورونا، وتقول منظمة أوكسفام إن عدد الأشخاص في اليمن الذين قد يموتون هذا العام بسبب الجوع سيكون أكثر ممن يموتون بسبب كورونا.

تقرير اندبندنت الذي يؤكد بالارقام إن عام 2020 سيكون أسوأ أعوام الجوع في اليمن، أكد ما هو مؤكد من ان اموال السعودية والامارات فعلت فعلها في جعل العالم يغض طرفه ويصم اذنه ويبتلع لسانه ازاء ما يجرى من ويلات ضد الشعب اليمني، الذي يموت وحيدا بسبب القصف السعودي الاماراتي والحصار والمجاعة والامراض وكورونا والفيضانات والجراد.

فالهدف الاول والاخير لهذا التحالف الاجرامي، هو تجويع الشعب اليمني بعد ان عجزوا عن تركيعه، وكل ما يقال خلاف ذلك هو كذب ونفاق.

العدوان على اليمن.. إنتهاج إستراتيجة التجويع مقابل عدم الخضوع والإستسلام