المشهد اليمني الأول/
جريمة منع الحج.. لاشك أن الغصة ستصيبك، وأن المرارة ستلهبك، وأن الحرقة ستشعل قلبك، حينما تشاهد مكة يتيمة باكية، يتلوى حولها مجموعة من المخبرين والعسس، لا يتجاوز عددهم الألف، وستتألم أكثر حينما تجد إسرائيل الصهيونية؛ تفرح بهذه المناسبة، وتقول على حسابها الرسمي وهي تصور مكة:
” …مشهد تاريخي غير مسبوق.. حجاج بيت الله الحرام يباشرون أولى مناسك الحج بالطواف حول الكعبة محافظين على التباعد الاجتماعي…”
وسيلتهب ضميرك وأنت تقرأ ما كتبه الضابط الصهيوني أفيخاي أدرعي وهو يقول” الحمد لله الذي أتم فريضة الحج هذا العام بهذا المنظر، وبكل سهولة ويسر…”
وستلتهب أمعاءك حين تعلم أن البارات والمراقص تتنافس حول مكة على تقديم العروض، وآخرها بار (توايلايت ) وهو أحدث بار في جدة في حي النعيم وقد قدم خصم 50%على المأكولات، و20%على البار.
وستصاب بالصدمة حين تعلم أن الأسواق تطفح بالمتسوقين، والمولات تعج بالمتسكعين، والمراقص تمتلئ بالمراهقين، والموسيقى تُخرس أصوات الأذان، والتعري أصبح موضة لا يجرؤ مسلم على إنكارها.
وستُدهش إن أخبرتك بأن الحرية الغربية الصهيونية تطبق بأوامر عليا وبقرارات من النيابةوالقضاء ، وأن البنت في السعودية أصبح بإمكانها أن تخرج مع الشاب وتنام معه في شقته، ولا يستطيع الأب أو الأخ إزعاجها أو الشكوى بها، وإن فعل فجزاؤه السجن والتعذيب.
قضايا في المملكة ستدمي قلبك، ودعنا نركز على جريمة منع الحج، فهل تدري بأن مؤسس المسيرة سلام الله عليه قال في إحدى الملازم وهو يتحدث عن الصهاينة ما نصه (ولهم نصوص نحن نقرأها من وزرائهم، ومفكرين منهم، يتحدثون عن خطورة الحج، وأنه يجب أن يهيمنوا على هذه البقعة…)!!
ويقول في موضع آخر:
(فيما يتعلق بالكعبة يقولون : قد حصل وباء، أو حصل كذا من كثرة الازدحام، إذًا: قللوا العدد، حتى يصبح الحج قضية لا تعد محط اهتمام عند المسلمين، أو في الأخير يوقفوه…)!!
ماذا نقول لسيدي الحسين؟ هل نخبره عن الزيارات الصهيونية للحرمين! أم عن الأساور المصممة للحجاج! أم عن حصون خيبر اليهودية التي لم يجرِ عليها طوفان هدم الآثار! أم نحدثه عن مكة التي أغلقت أبوابها أمام الحجاج بحجة واهية! وفتحت ذراعيها لراقصات الأرض وشواذ المشارق والمغارب، ومشروبات أمريكا وفرنسا!
أم عن تنبؤاته التي تحققت بحذافيرها!!
لقد حذرنا سلام الله عليه منذ وقت مبكر، وكأنه يقرأ المستقبل بنور الله، ويستشرف آفاق الحوادث ببصيرة ربانية!!
ليس كورونا إلا عُذر أرسلته المعامل المخبرية، لكي تكتمل المؤامرة على إبطال فريضة الحج، لأول مرة في التاريخ، مع أن إمكانيات بني سعود قادرة، على تسيير الحج ولو بتخفيض العدد، وأخذ احتياطات وقائية، كما تتخذها في مراقصها ونواديها المفتوحة.
ويتبادر سؤال عند كل جريمة لهذه السلالة الملعونة؛ هل كان الأمر مدبرًا؟
والجواب لا يخفى على بصير، أو مستبصر، وقد استوقفتني صورة جديدة للعملة السعودية التي طُبعت قبل موسم الحج، وتظهر فيها مكة يتيمة بلا زوار، ووحيدة بلا طائفين، ولا ركع ولا سجود، بعكس الصورة في الطبعة القديمة!
ولهذا يجب ألا نغالط أنفسنا، ولنعترف بالحقيقة المُرة، والتي تشي بوضوح؛ أن بني سعود يعطلون الحج ويصدون عن المسجد الحرام، والله يقول:
“وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون” لارتكابهم جريمة منع الحج.
فلينتظروا عذاب الله وبأسه، وقد شرفنا الله بحربهم ومواجهتهم، وبإذن الله يتحقق وعد الله ونكون عذاب الله النازل بهم؛ حتى يستبدل الخير مكان الشر، ويورث الأخيار بلاد الأشرار، وتتطهر مكة من رجس المؤامرات، ويخرج منها الصهاينة مخذولين مهزومين، وتصبح مؤامراتهم وتدبيرهم دمارا عليهم، وحسرة في قلوبهم…
” ودت طائفة من أهل الكتاب، لو يضلونكم، وما يضلون إلا أنفسهم، وما يشعرون”
جريمة منع الحج.. جريمة منع الحج.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصباح الهمداني