جاستا ليس صفقة اليمامة يا جُبير !! – بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي
قبل عدة أسابيع هدّد عادل الجبير من أن حكومته ستسحب كل الأرصدة و الودئع السعودية في أمريكا إذا ما تم إقرار قانون (جاستا) !! ليرينا معالي الوزير اليوم كيف ستسحب حكومته ودائعهم و أرصدتهم هناك بعد أن تم تمرير هذا القانون و إقراره !!
و هل يجرؤن أصلاً ؟!! في الواقع لقد كان يظن عادل الجبير و حكومته أن الأمريكيين سيرضخون لتهديداته خاصةً بعد أن ضمنوا (فيتو) أوباما على غرار ما حصل مع البريطانيين في صفقة اليمامة عندما رضخت الحكومة البريطانية للتهديد السعودي بقطع العلاقات معهم و أوقفوا التحقيق في صفقة الأسلحة التي عرفت بصفقة (اليمامة) و التي ثبت تورط امراء سعوديين من العيار الثقيل بقضايا فساد فيها .
شجع السعوديين في ذلك نوعية العلاقة الخاصة التي تربطهم بالأمريكان و حجم الأوراق الضاغطة التي يمتلكونها و التي تفوق ما يمتلكونه من أوراق ضاغطة مع الجانب البريطاني بكثير .
القانون أُقِّر و لم يعد هنالك مجالٌ للتملص منه لا للإدارة السعودية و لا الأمريكية و الكرة الآن أصبحت في ملعب المحاكم الأمريكية و أهالي ضحايا الحادي عشر من سبتمبر الذين سيحددون مصير العلاقة الأمريكية السعودية و سقفها، فما بعد (جاستا) لن يكون كما قبله، فما أنتم فاعلون يا جبير ؟!!
في الواقع قد يضطر النظام السعودي يائساً إلى إلقاء آخر ورقتين لديه معاً لعله يفلت من عقال (جاستا) و المتمثلتين في الإرتماء كُلّيةً في أحضان إسرائيل عن طريق الإعتراف و التطبيع الكامل للعلاقات بينهما من أجل كسب تعاطف اللوبي الصهيوني في أمريكا في أي محاولةٍ قادمةٍ منهم لإعاقة إجراءت التقاضي و في نفس الوقت إفتعال عمليات إرهابية كبرى على منشأت حيوية سعودية داخل الأراضي السعودية لغرض إيهام الرأي العام الأمريكي و العالمي بأن السعودية نفسها هي ضحيةً من ضحايا الإرهاب و ذلك كمن يداري الفضيحة بفضيحةٍ أخرى، إلا أن هذا لن يكون إلا مسماراً أخيراً في نعش النظام السعودي، لأن أمريكا ببساطة شديدة قد قررت التخلص من هذا الكيان السعودي و إستبداله بكيانات صغيرة متعددة في نفس المكان .
فهل عرفت ياجبير لماذا و كيف أن (جاستا) و تبعاته و تداعياته لم و لن يكون كصفقة اليمامة أم أنكم قومٌ لا تفقهون !! #معركة_القواصم