المشهد اليمني الأول/
على ما يبدو أن إسرائيل لم تكن معنية بتصعيد الأوضاع مع حزب الله بعينه، حيث إن المقاتلات الإسرائيلية أستهدفت مراكز ونقاط للحرس الثوري الإيراني في سوريا بعد نقل شحنة أسلحة من ضمنها مضادات للطيران متطورة من إيران إلى تلك المراكز الإيرانية التي استهدفت في دمشق يوم الخميس الماضي.
غير أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ستة أشخاص كان من بينهم أحد كوادر حزب الله.
بعد تأكيد الحزب مقتل أحد كوادره بدأت الأوضاع الأمنية تتوتر على الحدود الشمالية، ورفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب.
والدليل على أن إسرائيل لم تكن معنية بالتصعيد مع حزب الله هو أنها بعثت عبر روسيا رسالة إلى حزب الله، فهي تعرف أن سياسة الأمين العام لحزب حسن نصر الله تقضي بالرد على أي اغتيال لأحد كوادره أينما كان.
لكن من الواضح أن نصرالله لم يستجب للرسالة والأمور خرجت عن السيطرة ولذلك رأينا كيف بدأ يتدهور الوضع الأمني على الحدود الشمالية وبدأت المخاوف الإسرائيلية تزداد حول نية الحزب تنفيذ عمل انتقامي ضد إسرائيل لربما يصل إلى حد تنفيذه داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة شمالًا ولذلك قرر الجيش الإسرائيلي تعزيز قوات المشاة هناك.
في الحقيقة .. وكما يظهر من العنوان .. أن التصعيد مع حزب الله ليس هو موضوع المقال الرئيس، ولكنا أردنا وضع الأمور في نصابها الصحيح وتسلسلها المنطقي.
ما أردنا التنويه له أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على ما يظهر أن لديهما نية جادة لإشعال المنطقة مرة أخرى، حيث إن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الأمريكي مارك ميلي زار الكيان الإسرائيلي أمس (صباح يوم الجمعة بتاريخ24-7-2020 واجتمع مع كل من وزير الجيش بيني غانتس ورئيس هيئة الأركان العامة أفيف كوخافي وكذلك مع رئيس الموساد يوسي كوهين في قاعدة نفاتيم الجوية شمالي النقب، حسب ما كشفت عنه قناة كان العبرية.
من الجدير ذكره أن زيارة مارك ميلي لإسرائيل هي الزيارة الثانية منذ تولية المنصب، وهي زيارة خطيرة وليست عابرة خصوصًا في ظل الانفجارات المتواصلة التي تحدث في المنشآت النووية الإيرانية والعقوبات الاقتصادية القاسية المفروضة على لبنان وسوريا في إطار “قانون قيصر” الذي أقره مجلس الشيوخ الامريكي وصادق عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أواخر عام 2019 وقد بدأ العمل به والإحساس بتأثيره وتداعياته قبل فترة وجيزة.
بالتأكيد أن مثل هذه الزيارات يتمخض عنها قرارات ليست سهلة، ففي الزيارة الأولى التي قام بها رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الأمريكي مارك ميلي لإسرائيل في شهر نوفمبر عام ٢٠١٩ رأينا كيف تم اغتيال قائد قوة القدس الإيرانية قاسم سليماني والذي كان يعد الرجل الثاني في إيران بعد خامنئي، إلى جانب نفوذه الكبير الذي كان يتمتع به في منطقة الشرق الأوسط.
حتى أن مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، قال يوم الخميس الماضي إن على إسرائيل التحرك في غضون أشهر من أجل مصالحها الأمنية بتنفيذ عملياتها ضد إيران، معتبراً أنّ على الإسرائيليين الاستفادة من الوقت المتبقي من الولاية الحالية للرئيس الأميركي دونالد ترامب لضمان مصالحهم.
السؤال المطروح هنا: هل سنرى اغتيال شخصية أو شخصيات كبيرة أو حدث كبير أمني وعسكري بعد هذه الزيارة المشؤومة لمارك ميلي؟
وبالطبع ليس بالضرورة أن يكون القرار الذي سيتمخض عن تلك الزيارة بخصوص إيران وحدها لربما كان في مناطق أخرى من بينها قطاع غزة!