مع تدهور صحة الملك سلمان، رمـــال متحركة في بيوت آل سعود

995
سلمان
سلمان
المشهد اليمني الاول/

هل أن العاهل السعودي المريض الملك سلمان على فراش الموت؟ وهل يوشك ابنه المثير للجدل، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على استلام العرش؟ الملك موجودٌ حالياً في أحد مستشفيات الرياض بسبب التهاب في المرارة.

وعلى الرغم من أن هذه الحالة الصحية لا تهدد الحياة عادةً، إلا أن عالم الطاقة مليء بالشائعات. فالمملكة هي أكبر مصدّر للنفط في العالم، وأي اختلال في تدفقات النفط السعودي أمر مهم.

لماذا يجب أن يكون هناك أي تغيير في صادرات النفط السعودية؟ لأن آلية انتقال السلطة قد تُجابَه بمعارضة من داخل العائلة المالكة السعودية، أي بيت آل سعود. فمنذ وصول الملك سلمان، البالغ من العمر حالياً 84 عاماً، إلى العرش في عام 2015، عمل على نقل السلطة باستمرار إلى ابنه المفضّل الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 34 عاماً، والذي يشغل منصب وزير الدفاع ويعتبر الوريث الشرعي منذ عام 2017. (تم “إقناع” ولي العهد السابق، ابن عمه الأكبر محمد بن نايف بالتنحي لصالح محمد بن سلمان).

والأمير محمد بن سلمان ثائرٌ وفخورٌ بذلك. ولعل الكثير من أفراد العائلة الملكية يخشونه، لا سيما وأن البعض منهم احتُجز في فندق “ريتز كارلتون” الرياض قبل ثلاث سنوات إلى أن وافقوا على التنازل عن أصول بمئات ملايين الدولارات، زُعم أنهم استحوذوا عليها عن طريق الفساد. ومنذ ذلك الحين برز أسلوبه القاسي بسبب قيامه بسجن كل من يعتبره ناقداً له.

ويُشار إلى أن الأمير محمد بن سلمان يملك يختاً مخصصاً للمحيط بقيمة 550 مليون دولار وقصراً في فرنسا بقيمة 300 مليون دولار. (وكان بعض الكتاب ليكتبوا “السجن أو ما هو أسوأ”، على الرغم من أن محمد بن سلمان ينفي أصلاً بأنه أمر بقتل الناقد المنفي وكاتب افتتاحية في صحيفة “واشنطن بوست” جمال خاشقجي في اسطنبول قبل عامين تقريباً).

لكن الغريب هو أن الأمير محمد بن سلمان، بالرغم من قوته البديهية، يكاد يبدو مرتاباً من المعارضة له. ففي وقت سابق من هذا العام، تم نقل ابن عمه الأكبر سناً الأمير محمد بن نايف من الاعتقال المنزلي في القصر إلى السجن، مع أن ولي العهد السابق -الذي عانى على الأقل من نوبة قلبية واحدة هو في أحسن الأحوال مجرد قائد صوري للأمراء السعوديين الآخرين الذين قد يميلون إلى التمرد.

وقد تركز الكثير من اهتمام وسائل الإعلام على ضابط الأمن السابق ومستشار الأمير محمد بن نايف، سعد الجبري، الذي حصل على لجوء سياسي في كندا. ويوم السبت، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالاً طويلاً يستند إلى مصادر رسمية سعودية وصفت فيها أعمال الفساد السابقة المزعومة للجبري؛ وقبل بضعة أسابيع، استخدم كاتب صجيفة “واشنطن بوست” ديفيد إغناتيوس عموده لسرد نسخة الجبري للقصة، مؤكداً على دوره الحاسم في العمل مع الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم «القاعدة»؛ ويوم الاثنين نقلت وكالة “رويترز” عن عاصفة اجتاحت موقع تويتر في السعودية تنتقد الجبري.

قد لا يكون الملك سلمان على فراش موته، لكن محمد بن سلمان مشهور بعدم رغبته في إضاعة [أي] فرصة. وبصرف النظر عن لقبه الملكي، فإن الملك سلمان هو أيضاً “خادم الحرمين الشريفين”، في مكة والمدينة، وكذلك رئيس الوزراء. ومحمد بن سلمان هو بالفعل الزعيم الفعلي للمملكة -وتشير وزارة الخارجية السعودية إلى الرجلين بـ “القيادة”- لذلك ربما يصبح الآن لقب رئيس الوزراء لقب الأمير محمد بن سلمان.

إن شروط الخلافة السعودية واضحة من الناحية النظرية، ولكنها قابلة للتعديل. فهل يصبح الأمير محمد بن سلمان الوصي على العرش خلال فترة مرض والده؟ الجواب هو نعم، شرط أن يتولى الوالد إعلان ذلك. وهل يمكن أن يتنازل الملك عن العرش؟ الجواب هو أيضاً نعم من الناحية النظرية، على الرغم من أن ذلك سيكون سابقة جديدة.

ومن المرجح أن لا يريد الأمير محمد بن سلمان أن يجد نفسه في موقف يلتمس فيه موافقة كبار الأمراء الذين يشكلون ما يسمى بـ “هيئة البيعة السعودية”، لأن بعضهم لن يمنح موافقته.

وتمهّد هذه الأمور كلها لإمكانية حصول حدث مثير كبير، حتى في هذه الحقبة من فيروس كورونا. وبالمقارنة، فإن مسألة الخلافة في دولة الكويت المجاورة، حيث أُدخل الأمير الحاكم البالغ من العمر 90 عاماً إلى المستشفى أيضاً، مملة. ومن حيث الطاقة والجغرافيا السياسية الإقليمية، فإن المملكة العربية السعودية هي المكان الجدير بالمراقبة.

سايمون هندرسون هو زميل “بيكر” ومدير “برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة” في معهد واشنطن، نشر المقال في صحيفة ذي هيل