المشهد اليمني الأول/
في أواخر شهر مارس تم نشر أنباء الانقلاب على محمد بن سـلمـان على نطاق واسع في وسائل الإعلام، ومنذ ذلك الحين، طغت وسائل الإعلام على المملكة العربية السعودية.
قبل بضعة أشهر اقتصرت هذه الأخبار على مخرجات المواقع والتفاصيل المنشورة الوحيدة هي أن بن سـلمـان كان هارباً ولم يكن هناك المزيد من الأخبار عن المملكة العربية السعودية.
ومنذ ذلك الحين، فقط أخبار الهجمات الناجحة والمدمرة لليمن على المراكز العسكرية والأمنية المهمة في المملكة العربية السعودية جعلت السعودية تظهر في وسائل الإعلام كما تمت مواجهتهم دون رد قاطع من سلطات الرياض.
بغض النظر عما إذا كانت أخبار الانقلاب على بن سلمان صحيحة أم لا، يمكن استنتاج أن المملكة العربية السعودية في وضع ضعيف للغاية وتصاعدت الانقسامات على ما يبدو داخل الأسرة المالكة السعودية والنتيجة ليست سوى ضعف.
أن بن سـلمـان منذ البداية لم يكن لديه موطئ قدم قوي للحكم، لكن سياساته التوسعية والطموحة تسببت في أن السعودية كانت في عناوين الأخبار لفترة طويلة واعتبر العديد من المحللين الغربيين أن محمد بن سلمان هو الملك القادم للمملكة العربية السعودية، ولكن الآن يواجه هؤلاء المحللون سؤالاً بلا إجابة حول مكان بن سلمان الآن وماذا يفعل ؟؟؟
أقنع وصول بن سـلمـان المفاجئ والقسري إلى السلطة الكثيرين في البداية، وأنه سيتولى بالتأكيد رئاسة المملكة العربية السعودية في المستقبل، ولكن الآن بعد أن سماع أخبار فتوحات اليمنيين والسلبية الشديدة للسعوديين، يبدو أن أشياء أخرى حدثت.
بالتأكيد أمراء الجيل الأول من الملك عبد العزيز الذين حكموا المملكة العربية السعودية لأكثر من خمسة عقود هم ببساطة غير مستعدين لتسليم السلطة لشباب الجيل القادم، وأدت تصرفات ابن سـلمـان القاسية ضد الجيل الأول من الأمراء إلى موقف سلبي قوي ضده وستتزعزع أسس سلطته أكثر.
الضربات اليمنية بالعمق السعودي
ومع ذلك، فإن اضطرابات الحكومة السعودية جعلت الحكومة ضعيفة للغاية من ناحية أخرى، أدى تغيير موقف القوة السعودية في الحرب إلى تفاقم هذا الضعف.
والآن الجيش اليمني واللجان الشعبية هي التي لها اليد العليا في الحرب ومن المرجح أن تخرج السعودية من حرب الاستنزاف المكلفة هذه بهزيمة مهينة لوضع بقعة أخرى على حافة الحكومة السعودية الوحشية والتكفيرية.