المشهد اليمني الأول/
نشر موقع إنتليجينس أونلاين الفرنسي (Intelligence Online) أن الإمارات تحث تدريجيا الحركات التي تدعمها على قيادة وتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وأن المصالح الاقتصادية والأمنية وراء هذا التقارب.
وأشار الموقع إلى أن الإمارات كانت تسير في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل منذ عدة سنوات، وأن حلفاء أبو ظبي يحذون الآن حذو راعيتهم.
صحيفة إسرائيل اليوم تكشف تطبيع الإنتقالي وتصفه “بالصديق السري”
نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” وهي وكالة أنباء صهيونية مقرها القدس الشرقية، الاحد، تقرير جديد عن الوضع جنوب اليمن، ومستقبله في ضوء سيطرة المجلس الانتقالي الموالي للإمارات وعلاقته بتل أبيب.
ونقلت الصحيفة ومقرها القدس المحتلة، التي يسعى الكيان الإسرائيلي الغاصب تسميتها عاصمة للدولة العبرية، تأكيدهم عقد مسؤولين إسرائيليين لقاءات سرية مع من وصفتها بـ”الحكومة الجديدة” جنوب اليمن في اعتراف ضمني بالانتقالي.
ووصف كاتب التقرير الانتقالي بـ”الصديق السري لإسرائيل” جنوب اليمن، مستشهدا بتصريحات لنائبه هاني بن بريك والتي امتدح فيها الكيان الصهيوني، ورحب بعودة اليهود إلى جنوب اليمن.
واعتبرت الصحيفة الصهيونية أن موقف مرتزقة الإنتقالي الجنوبي “إيجابي” من إسرائيل.
وتحدثت الصحيفة عن إهتمام بن بيك بإسرائيل، قائلاً أنه أشار في تغريدة له إلى زيارة شيمون بيريز التاريخية إلى الدوحة وأشاد بزيارة بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى عمان. وأشار الى اتفاق العرب والإسرائيليون على حل الدولتين وتطبيع الدول العربية بعلاقتها مع إسرائيل.
وقالت أن العديد من الإسرائيليين ردوا بشكل إيجابي على هذه المشاعر وأرسلوا تحياتهم إلى هذه الدولة الجديدة في اليمن.
وكشفت صحيفة إسرائيل اليوم عن مصادر مؤكدة أن “إسرائيل تجري اجتماعات سرية مع الحكومة الجديدة في جنوب اليمن”.
واثارت هذه الخطوة استياء واسع جنوب اليمن، حيث وصف ناشطون التقرير يعكس سمسرة الإمارات بيع الإنتقالي للكيان الإسرائيلي الغاصب في إطار خطوات التطبيع المتسارعة من أنظمة العمالة والخيانة.
يشار إلى أن الناشط الجنوبي “فادي المرشدي” كان قد كشف قبل عامين خلال زيارته للكيان عن وجود مكتب لمرتزقة الإنتقالي في تل أبيب.
ويطمح كيان العدو الإسرائيلي للحضور المعلن في باب المندب كما تمتلك قاعدة عسكرية في اريتريا وتقدم حاليا دعم لوجستي لتحالف العدوان الأمريكي السعودي في باب المندب والساحل الغربي.
وكان قد دافع وزير دفاعها السابق، أفيغادور ليبرمان، خلال مسألته في البرلمان حول اخضاع جيش الكيان الاسرائيلي لتنفيذ أجندة السعودية والامارات في اليمن بالحديث عن المخاوف الإسرائيلية من سيطرة من وصفهم بـ”الحوثيون”.. وقبيل إعلان تحالف العدوان من واشنطن، شن الكيان حملات إعلامية كبرى ضد إنتشار الجيش واللجان الشعبية في مناطق واسعة في اليمن، تزامناً مع فرار المرتزقة والمارينز الأمريكي وتمكين القاعدة وداعش من معسكرات الدولة.
تطبيع حفتر الليبي
والشيء نفسه ينطبق على اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، الذي يسعى للحصول على دعم جديد بعد الانتكاسات المتتالية أمام حكومة الوفاق الوطني، التي يرأسها فايز السراج والمدعومة من تركيا.
وكان الموقع ذكر في وقت سابق أن الاتصال بين حفتر وتل أبيب كان مستمرا طوال عامين، كما ذكر أن الفلسطينيين المقربين من محمد دحلان -المستشار الأمني الرئيسي لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد- ملتزمون أيضا بتطبيع علاقاتهم مع إسرائيل.
التطبيع العلني الإماراتي
ويأتي هذا التقارب مع قيام أبو ظبي بإعلان علاقاتها مع إسرائيل في أعقاب أزمة فيروس كورونا، حيث حطت طائرات من أسطول طيران الاتحاد الإماراتي بشكل غير عادي على مدرج مطار بن غوريون في 20 مايو/أيار و9 يونيو/حزيران الماضيين، محملة بالمساعدات الإنسانية للضفة الغربية، لكن السلطة الفلسطينية رفضت المساعدات الطبية باعتبار أنها لم تكن طرفا في التنسيق بشأن التسليم الذي تم حصريا مع إسرائيل.
وأشار الموقع إلى أن أبو ظبي تتطلع من وراء هذه التحركات إلى الاستفادة من الاعتراف الضمني بإسرائيل لتأمين عقود جديدة للأمن السيبراني، تماما كما كان يهدف الاتفاق في 20 يونيو/حزيران الماضي إلى تسهيل البحث المشترك في إطار الوباء الحالي.
وأضاف أن للتطبيع دوافع أمنية تقليدية أكثر، حيث تأمل إسرائيل والإمارات تشكيل جبهة مشتركة ضد إيران ونفوذها في الشرق الأوسط.
وتابع إنتليجينس أونلاين أن العلاقات بين إسرائيل وأبو ظبي بدأت عام 2007 من قبل رجال الأعمال الإسرائيليين في الإمارة، لكنها ظلت طي الكتمان، وكان رجل الأعمال الإسرائيلي ماتي كوتشافي -الذي يعمل من الولايات المتحدة وسويسرا- رائدا في هذا المجال منذ عام 2009.
حيث قام بتزويد الإمارة بتكنولوجيا الأمان لحماية حدودها، لا سيما من الشركة السويسرية “أيه جي تي” (AGT)، وفي عام 2013 عمل تاجر الألماس الجنوب أفريقي ديفيد هيرشويتز لصالح شركة رافائيل في أبو ظبي.
ومنذ عام 2015 تولى ديفد ميدان -عميل الموساد طوال 30 عاما- تقديم خدمات شركته الاستشارية ديفيد ميدان بروجكتس (David Meidan Projects)، إلى شركات مثل مجموعة إن إس أو غروب (NSO Group) المتخصصة في الاستخبارات الإلكترونية بشراكة مع محمد دحلان.