المشهد اليمني الأول/
حمالة الحطب بريطانيا وعبر مندوبها في جلسة مجلس الأمن الأخيرة بشأن سفينة صافر قالت أن “تسرب النفط من الخزان العائم يهدد الأسماك وسبل العيش ل 4 مليون صياد ستنعدم والميناء سيتعطل لمدة 6 ستة أشهر والتنظيف سيكلف 16 مليار جنيه استرليني”، وأمريكا عبر خارجيتها تقول أن “الموانئ ستصبح غير صالحة للعمل وستدمر مصائد الأسماك وسيصبح الشعب اليمني دون مساعدة وستقطع الواردات”، ضجيج مشبوه بعد صراخ عواصم العدوان ومصر وسلوفينيا مما أسموه كارثة صافر، وبريطانيا تنقل الموضوع إلى مجلس الأمن للتدويل فاليمن تحت الفصل السابع، وما لم يحققه العدوان العسكري واتفاق ستوكهولم بالتمزيق بدستور هادي والفنادق “إقليم تهامة” بقوى خائنة على أرض الحديدة حتى ميدى على غرار “الإدارة الذاتية” في عدن بالمجلس الانتقالي، يراد تمريره من بوابة الصراع بين السالب والموجب محور قطر وتركيا الإخوان ومحور السعودية والإمارات طارق عفاش، ومن بين ركام الصراع ستنبثق قوى مناطقية عنصرية تسيطر على الميدان وتنادي بالحكم الذاتي لتهامة كنتيجة حتمية لاشتباكات السالب والموجب على أرض الساحل الغربي تهامة اليمن.
أهداف العدوان
ولخزان صافر سلبيات على العدو بالاشتعال بنيران العدو سواء بهجوم غادر لتحالف العدوان على الحديدة، على غرار هجوم الإمارات على عدن لتمكين قوى الحكم الذاتي الواعدة في الساحل الغربي وما لذلك من عواقب دولية ومحلية وإقليمية تندد بقوى العدوان، وكيدهم سيرتد إلى نحرهم، والسماح لخبراء الأمم المتحدة بالوصول إلى خزان صافر دون الخضوع للتفتيش الدقيق سيحقق عدة أهداف في آن واحد، إزاحة القنبلة البيئية من أمام العدوان المُحتمل وحرمان الشعب من إيرادات نفط صافر والأهم تحويل المنطقة القريبة للجيش واللجان الشعبية إلى قاعدة عسكرية للعدو بالتجسس عن قرب على الجيش واللجان الشعبية وبأجهزة تجسس إلكترونية تغطي سلبيات الأقمار الصناعية وعدم توفر طابور خامس على الأرض لتسهيل إحتلال الحديدة ونشر هذه الأجهزة سيقوم بها جواسيس يرتدون قمصان الأمم المتحدة فلديهم حصانة مطلقة من التفتيش فهم يسرحون ويمرحون جواً وبراً وبحراً وبدون تفتيش، لذلك تصر الأيادي الخفية التي تدير الأمم المتحدة عبر البوق الأمريكي والبريطاني على عدم خضوع الفريق الأممي للتفتيش، الذي سيصل إلى السفينة للتقييم والترميم وربما البيع.
ودولة السيادة والقرار المستقل والأمن القومي اليمني والعربي والإسلامي دولة المجلس السياسي لا تتنازل عن حقها السيادي بتفتيش خبراء الأمم المتحدة بل جواسيس ضمان مفاعيل وقوع الكارثة البيئية من عدمها لمصلحة العدوان في كافة الحالات، والأهم تجييش العنصر البشري الإفريقي بمبررات حماية البحر الأحمر من الكارثة القادمة، ذات المفردات التي بشر بها نتنياهو من كينيا عندما أعلن قيام تحالف افريقي لمحاربة الارهاب في البحر الأحمر في منتصف عام 2018م، وذات مفردات بن سعود عندما أعلن تحالف الدول المطلة على البحر مطلع العام الحالي، جواسيس يرفضون الخضوع للتفتيش وقصة الجاسوس “ريتشارد بيل” لم تنساها بعد الذاكرة العربية، كان عضواً في فريق الأمم المتحدة وجاسوساً على العراق، ناهيك عن أفعال منظمات الأمم المتحدة وفضائح الغذاء والسلاح وقتل المواشي والتربة الزراعية.. إلخ.
مبادرات رفضها العدوان
صنعاء السيادة ومن أول يوم وسنة عدوان 2015م تعرض المبادرة تلو الأخرى، بما فيها مبادرة السـ_ـيـ_ـد القائد بخصوص إيرادات الميناء وتحييد الإقتصاد، مبادرة تلو الأخرى بالسماح بالكشف والبيع وبإشراف أممي والإيرادات تخصص لترميم الخزان وشراء وقود لمحطات الكهرباء وأدوية ورواتب للموظفين، والمراوغة والمناورة للعدوان أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات، بينما الأذناب قفازات قذرة تماماً مثل أسطوانية طبعة العملة الورقية في روسيا ونتائجها المدمرة على الإقتصاد والمواطن.
وكذلك يراد لخزان صافر تحويل النعمة إلى نقمة بتجاهل المشكلة من عام 2015م حتى استواء الطبخة والظروف في شهر يوليو من عام 2020م على ميدان الساحل الغربي حتى جبال الحجرية تعز والصبيحة لحج حصون وقلاع باب المندب واليمن والوطن العربي والأمة الإسلامية التي تحولت إلى متارس وخنادق لزواريب العنصرية والمناطقية المتوحشة، وكل عصابة مسلحة تتحدث بلغة العنصرية والمناطقية، حق تعز في المخأ، أحقية ألوية تهامة بالخوخة، وطارق عفاش على خطى عمه عسكري وحارس ومُهرب على ضفتي البحر الأحمر الشرقي والغربي، والصبيحة تتحدث عن حقها في باب المندب، يتناحرون فيما بينهم للغنائم بالمناطقية، ويتفقون على اليمن والشعب وقواه الصامدة.
إمارة ذاتية لتهامية
يتزامن ذلك مع ظهور مخطط الصهيونية العالمية على هيئة مراكز بحوث ودراسات غربية تعمل على توجيه أصحاب القرار السياسي في عواصم العالم والعدوان، ومن هذه المراكز “مؤسسة جيمس تاون الأمريكية” المؤسسة عام 1984م وكان لها دور في تفكيك الإتحاد السوفييتي السابق، واليوم تقول هذه المؤسسة أن دورها هو تثقيف صانعي القرار السياسي حول الأحداث في العالم، وبالتأكيد لمصلحة أمريكا وإسرائيل.
والجديد إصدار هذه المؤسسة ومقرها واشنطن دراسة عن الساحل الغربي أوردت فيها “أن السيطرة على تهامة اليمن هو مقدمة للسيطرة على الشمال الغربي لليمن، وأن سكان تهامة أصولهم إفريقية وتعرضوا للتهميش، وأن تهامة كانت في القرن العشرين مرتبطة بمنطقة جيزان حيث دعمت بريطانيا “محمد الإدريسي” للسيطرة على تهامة، وتقول المؤسسة الأمريكية إن من يقاتلون الحوثيون يمكن تذكيرهم بإمارة الإدريسي والحكم الخارجي الذاتي، وأن هناك مكون في تهامة يدعى “مجلس مقاومة تهامة” ووصفه بالذراع السياسي لقوى تهامة الطامح لإصلاح الوضع التهامي الذي تعرض للتهميش.
ويلفت التقرير إلى طبيعية وضع الميليشيات المسلحة المناوئة للحوثي بأنها مشتتة ومنقسمة بالولاء للمجلس الإنتقالي أو هادي أو الإمارات الداعمة بالمال والسلاح، مرجحاً زيادة التوترات بين قوات طارق عفاش وبين المقاتلين المنتمين إلى تهامة للتنافس على الأموال والسلاح والنفوذ، ويلفت التقرير إلى أن تقليص السعودية للنفقات المالية وانخفاض دور الإمارات في الساحل الغربي يخلق فرصاً لقوى خارجية أخرى لزيادة مشاركتها في الساحل وأماكن أخرى، إذ يكشف التقرير بأن تركيا قد تكرر تجربتها في تهامة اليمن بعدما نشرت قواتها في الصومال، للحصول على موطئ قدم مشتركة مع روسيا في هذا الموقع الإستراتيجي الهام والحساس عالمياً.
صراعات أقطاب العدوان
أما موقع “ميدل إيست آي” البريطاني نشر تقرير كشف فيه تجنيد طارق عفاش للعديد من اللاجئين الأفارقة في الشمايتين تعز والساحل الغربي، فيما كشفت مصادر محلية إنشاء حزب الإصلاح معسكر للمرتزقة في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج بدعم قطري وتركي في إطار عسكرة المديريات المتاخمة للساحل الغربي، ولذلك يزداد سعار الصراع بين المرتزقة هناك، إذ يسعى تحالف العدوان إلى ضم العمالقة إلى طارق عفاش بينما الجنوبيين يرفضون، صراعات بعناوين مناطقية عنصرية بين قوى الخيانة والإرتزاق وبرعاية أمريكا وإسرائيل وبالوكيل السعودي والقطري والتركي والإماراتي تنتهي إلى التطبيع مع العدو الصهيوني.
لذلك يتسابق المرتزقة لإعلان الانبطاح والاعتراف بالكيان، فالمرتزق طارق عفاش يستقبل ضباط من الموساد الإسرائيلي في المخأ والهدف قاعدة طارق الجوية في تعز وباب المندب وجزيرة ميون، ليصبح طارق عفاش الحصان الصهيوني الرابح في هذه المساحة الجغرافية الممتدة من جبال الحجرية ولحج حتى المخأ، والمرتزق هاني بن بريك يقدم طقوس الولاء والطاعة للكيان رسمياً وجهرة ليحجز له مساحة على تخوم لحج وقرب باب المندب، ومن الخوخة إلى ميدي يراد لها أن تكون “حكم ذاتي تهامي” برمز خائن من تهامة منبطح للضابط الإسرائيلي قد يتطور إلى إمارة تهامة الساحل الغربي في القرن الواحد والعشرين، على غرار إمارة الإدريسي في القرن العشرين.
بين الحاضر والماضي
ما فشلت به بريطانيا في الماضي يراد تحقيقه بالحاضر بأمريكا وإسرائيل وتركيا ومعهم بن سعود وأصحاب المشاريع المناطقية والمرتزقة، فبعد إتفاق دعان بين ممثل اليمن الإمام يحيى بن حميد الدين وبين ممثل الحكومة العثمانية على استقلال اليمن في 9 أكتوبر 1911م وصدر به فرمان عثماني عام 1913م وأصبحت اليمن مستقلة ومع سقوط السلطنة العثمانية وبعد خديعة سايكس – بيكو وبعد تقسيم الوطن العربي واحتلاله، حاولت بريطانيا تقسيم اليمن بتقطيع أطراف اليمن شمالاً والساحل الغربي بإحضار “محمد الإدريسي” من المغرب العربي إلى جنوب عسير وجيزان ونجران، بكيان منفصل عن اليمن.
ودعمت بريطانيا حاكم شمال عسير أيام العثمانيين “حسن آل عايض” بكيان منفصل عن اليمن وبن سعود يعترف بالكيانات الجديدة، والإمام يحيى بن حميد الدين يتجه إلى تحريرها هي والجنوب المُحتل وضمها لليمن الوطن التاريخي، فوصلت قوات الإمام يحيى إلى الضالع والعوالق والعواذل جنوباً، وبريطانيا تحتل الساحل الغربي ثم تنسحب وتسلم الحديدة للإدريسي عام 1926م وتضم جزيرة كمران لمستعمراتها بالجنوب.
وقوات اليمن تواصل التقدم جنوباً وشمالاً فطلب الإدريسي وآل عايض الحماية من بن سعود فتم توقيع معاهدات الحماية، على أن يقوم بن سعود بحماية الكيانات الجديدة من اليمن، ولاحقاً بن سعود يفرض معاهدات جديدة نصت على ضم عسير وجيزان ونجران إلى بن سعود بعد وفاه آل عايض والإدريسي، ما دفع بالمذكورين إلى تغيير تحالفهم في الوقت بعد الضائع مع شريف الحجاز وإمام اليمن ولكن بعد إحتلال بن سعود عسير ونجران وجيزان وفرار الإدريسي إلى صنعاء واعتقال آل عايض ونقله إلى ديار بن سعود، حيث انتهى هناك بالسياسة والتاريخ والعار الخالد.
وبن سعود يبتلع أصحاب المشاريع المناطقية “آل عايض والإدريسي” والصراع يحتدم وجهاً لوجه بين اليمن والعدوان الخارجي سلطان نجد السعودي التكفيري وبريطانيا وشركة “ستاندرد أويل أوف كالفورنيا” لاحقاً “أرامكو” وتخندق معهم من الداخل بيت الأحمر في حاشد والزرانيق في تهامة، والأمير أحمد يحقق تقدم ويحرر نجران وبن سعود يطلب المفاوضات ويصل وفد سعودي إلى صنعاء فتم تسليم الإدريسي لبن سعود على أساس بقاء نجران تحت سلطة اليمن وماتبقى للتفاوض لاحقاً.
عدوان أمريكي بريطاني
وبينما بن سعود يتمسكن ويتظاهر بالتفاوض قدمت شركة ستاندرد أويل أوف كالفورنيا قرضاً مالياً لشراء أحدث الأسلحة الأمريكية للجيش السعودي الوهابي التكفيري، وفي الساحل الغربي تحالف الزرانيق مع بريطانيا التي كانت تمدهم بالسلاح من الجو وتقصف الجيش اليمني في الضالع والبيضاء ورداع وذمار وتعز وترتكب أبشع المجازر، وكانت الطائرات تنشر منشورات من الجو تدعو الشعب في المناطق الشافعية بالوقوف مع بريطانيا ضد “الزيود”، وهي المرة الأولى التي يشاهد فيها اليمنيين الطائرات كما ورد في كتاب الفقيد عبد الله البردوني الثقافة والثورة في اليمن وكتاب قضايا يمنية.
وتمكن الجيش اليمني من استعادة الساحل الغربي بعد تحرير نجران ووفد بن سعود في صنعاء للتفاوض والسلاح الأمريكي الحديث يصل لجيش بن سعود الوهابي التكفيري وبينما صنعاء بأمل التفاوض وإنهاء العدوان، قام بن سعود الغدار الوهابي التكفيري بشن هجوم على اليمن ومن جبهتين الأولى على الساحل الغربي ويصل حتى مشارف تعز والهجوم الثاني من الشمال الذي يتعثر في جبال صعدة والأخبار تصل لبن سعود بنجاحات جيشه في الساحل فيصرخ السعودي ويطلب انسحاب جيشه من الساحل مبرراً ذلك بان اليمن مقبرة للغزاة -كما ورد في مذكرات جون فيليبي- الذي كان بجوار بن سعود حين وصول الخبر من الساحل الغربي.
ولينتهي العدوان البريطاني الأمريكي السعودي وأذنابهم على اليمن في فبراير عام 1934م بتوقيع معاهدات مع العدو البريطاني في الجنوب والعدو السعودي في الشمال بعد إخماد فتن الزرانيق وبيت الأحمر في حاشد والساحل الغربي وابتلاع بن سعود للخائن الإدريسي والخائن آل عايض، فكانت معاهدة الصداقة مع بريطانيا ولمدة أربعين سنة مع تجميد مسألة الحدود ليتم التفاوض حولها قبل نهاية مدة المعاهدة علماً بإن الإحتلال العثماني والبريطاني وقعا إتفاقية تقسيم اليمن إلى شطرين في عام 1914م وهي الحدود التى رفضها المجاهد يحيى بن حميد الدين في حينها ثم داسها ثوار 14 أكتوبر 1963م بواحدية اليمن شعباً وارضاً، وكانت معاهدة الطائف مع بن سعود في عام 1934م لمدة عشرين عاما جددها الإمام أحمد بن حميد الدين لمدة عشرين عاما، وفي عام 2000م تنازلت جمهورية الوحدة أو الموت عن عسير وجيزان ونجران بموجب إتفاقية جدة 2000م، والأحداث والوقائع تتوالى وبنكهة شركات النفط الرأسمالية الناهبة لخيرات اليمن بالوكلاء والحكام والعائلات السياسية والتجارية، وهم أنفسهم اليوم بالوراثة أصحاب المشاريع الصغيرة المصاقبة للعدوان الخارجي حتى تاريخه.
تكرار خائب لمشاريع خاسرة
ومالم تحققه بريطانيا الإستعمار وشركات النفط الأمريكية وأدواتهم لا ولن تحققه أمريكا الإمبريالية المترنحة وإسرائيل الصهيونية الخائبة وأذنابهم، وكلمة في أذن ماتسمى “مجلس مقاومة تهامة” كانت اليمن أكبر من إمارة الخائن الإدريسي وستكون حتماً أكبر مما يروج له الإعلام الغربي بمعزوفة الحكم الذاتي لتهامة بمؤسسة “جيمس تاون الصهيونية الأمريكية”.
وقد نرى غداً أبواق العدوان من الفنادق بالترويج للحكم الذاتي، وحتماً سيرون أن اليمن كبير كبير يعود تاريخه إلى ماقبل التاريخ والشعب اليمني عريق عريق تمتد جذوره إلى ماتحت طبقات الأرض وبحر لُجي، فثوار الجنوب اقتلعوا 12 سلطنة ومشيخة كما يقتلع المزارع البصل من الحقل “بصلة بصلة” حسب تعبير الفقيد عبدالله البردوني، وبن سعود صرخ اليمن مقبرة الغزاة كما قال الحاج عبد الله فيليبي، ومسك الختام لفصل الخطاب والقول السديد، السـ_ـيد قائد الثورة عبدالملك بدر الحوثي، اليمن يمن ولو كره بني صهيون اليهود بن سعود ولو كره المنافقين الظالمين السابقين واللاحقين، إن الله لا يهدي القوم الظالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي