المشهد اليمني الأول/
حذرت وزارة الصحة اليمنية من مأساة إنسانية كبرى فيما إذا استمر التعنت في الحصار واحتجاز سفن الوقود على ما هو عليه لأيام معدودات قادمة، كاشفة بالأرقام والمعلومات عن التوقعات الكارثية الخطيرة التي ستحدث في أولى ساعات انتهاء الكمية المتوفرة من الوقود.
وأنذرت الوزارة في بيان صادر عنها اليوم الأحد، بمأساة كبرى ستحل فيما اذا استمر الوضع على ما هو عليه لأيام معدودات قادمة ولم تتحرك الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته الإنسانية”.
وأكد البيان أن احتجاز سفن المشتقات النفطية أثر بشكل كبير على القطاع الصحي وينذر بحدوث كارثة إنسانية أشد مما هو عليه الوضع الحالي.
وحمّلت وزارة الصحة اليمنية في بيانها الأمم المتحدة وقيادات دول العدوان على اليمن المسؤولية القانونية والإنسانية الكاملة عن كل التبعات الناتجة عن التعنت في الحصار ومنع المشتقات النفطية، مجددة الدعوة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول الإسلامية وكافة أحرار العالم إلى التحرك الجاد لرفع الحصار وتمكين السفن النفطية من الوصول إلى ميناء الحديدة.
وكشفت وزارة الصحة في بيانها عن التوقعات الكارثية الخطيرة التي ستحدث في أولى ساعات انتهاء الكمية المتوفرة من الوقود، إذ أن حوالي 150 مستشفى وهيئة حكومية و163 مستشفى خاص ستتوقف أعمالها جزئيًا أو كليًا وقد تتحول إلى مراكز إسعاف أولي، كما سيغلق حوالي 5000 مركز ومستوصف حكومي وخاص في جميع مناطق اليمن مما يحرم أكثر من 25 مليون مواطن مراكز تقديم الخدمات الطبية.
ولفت البيان الى أن الوضع الوبائي سيزداد خطورة لأن عملية الترصد والمكافحة والإحالة والعلاج تعتمد بشكل كبير على المشتقات النفطية، مشيرة الى أنن يسيتم أيضًا إغلاق محطات تعبئة الأوكسجين وهذا يعني توقف كل أقسام العناية لكل مستشفيات الجمهورية، مما سيهدد حياة كل الذين فيها أو يحتاجون إليها وعلى رأسهم مصابي مرض فيروس كورونا (كوفيد19).
كما إن أقسام العمليات والحضانات مهددة بالإغلاق مما يهدد حياة المواليد، وأيضًا عمليات الحوادث والطوارئ والإصابات وغيرها، وستتأثر عملية النقل للمرضى عبر سيارات الإسعاف إما بالتأخر أو الانقطاع التام، وهذا يعني الحكم المسبق بالموت لهؤلاء في منازلهم أو أماكن إصاباتهم.
كما ستتأثر عملية التخزين للأدوية والمحاليل، مما يعني انعدام الأدوية والمحاليل التي تحتاج لتخزين في درجة حرارة باردة، وستتوقف المختبرات التشخيصية والكشافات الحكومية والخاصة ما يعني تأثر عملية التشخيص السليم للمرضى مما سيؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
وأضافت الوزارة أنه قد تغلق مراكز نقل الدم وأبحاثه وسينعدم الدم المأمون ومشتقاته عن مرضى الثلاسيميا والجرحى والحروق وأمراض الكبد والعمليات وغيرهم، وأول ساعات انتهاء المشتقات النفطية المتوفرة حاليًا في المستشفيات يعني وفاة ألف مريض في غرف العنايات أو في الحضانات.
واشارت الى أن انتهاء المشتقات النفطية ستهدد حياة أكثر من 3500 من مرضى الغسيل الكلوي خلال أسبوع، والحال ينطبق على بقية الأمراض المزمنة.
وختم بيان وزارة الصحة اليمنية: من أكبر المعضلات والمآسي التي ستحدث، وقد حدثت بشكل جزئي، هي تأثر قدرة المواطن في انتقاله من منزله الواقع في قريته أو مديريته أو حارته الى المستشفى، خاصة وغالبية أبناء اليمن يقطنون في الأرياف، وذلك إما لعدم توفر وسيلة نقل أو لارتفاع أجورها بأضعاف ما هو عليه في الوضع الطبيعي.