المشهد اليمني الأول/
رحبت أوساط إعلامية وسياسية في كيان العدو الصهيوني بـ الإحتلال الإماراتي لسقطرى عبر الميليشيات المسلحة التابعة لها على جزيرة سقطري في اليمن بزعم أنه خطوة مهمة لمنع هيمنة إيران في المنطقة بالإشارة الى الحوثيين!!
وقال الباحث الصهيوني إيهود يعاري في تقرير له على القناة العبرية 12، إن سيطرة الإمارات على جزيرة سقطرى محل ترحيب للكيان “لمنع الهيمنة الإيرانية على طريق الشحن البحري إلى إيلات كيان العدو.
وأضاف يعاري أن “جزيرة سقطرى تستحوذ اليوم على اهتمام وانتباه المنظومة الأمنية لكيان العدو بسبب الأحداث الأمنية والعسكرية الدائرة حولها، وبالقرب منها، فهي أكبر جزر الأرخبيل على بعد 370 كم قبالة سواحل اليمن، و240 كم قبالة سواحل الصومال، ويبلغ طوله 130 كيلومترا، وعرضه 50 كيلومترا، مع وجود 70 ألفا فقط يعيشون فيه، يتحدثون لغتهم الخاصة، وكانت فيها قاعدة بحرية سوفياتية”.
وذكر أن “نظرة سريعة لكيان العدو على الخريطة توضح أن سقطرى تهيمن على ممرات الشحن من وإلى البحر الأحمر، ولها أهمية استراتيجية هائلة تحظى بمراقبة كثيفة من أجهزة أمن كيان العدو، فالجزيرة قاحلة تماما، وهي نوع من الصحراء الاستوائية، تعاني من الحرارة الشديدة التي لا تنخفض لأقل من 30 درجة، حتى في فصل الشتاء”.
وأوضح يعاري الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ووثيق الصلة بأجهزة أمن كيان العدو، أن “المعلومات الإسرائيلية تؤكد أن أكثر من ثلث الغطاء النباتي في سقطرى لا يوجد في مكان آخر بالعالم، بجانب اكتشاف أشجار دم التنين المستخدمة في استخراج زيت الراتينغ الأحمر لصنع مستحضرات التجميل، وتوفر الكثير من الشعاب المرجانية بجميع الألوان وعشرات أنواع الطيور”.
حكم ذاتي إماراتي..
وأشار إلى أن “الخبراء الأمنيين والعسكريين لكيان العدو تابعوا عن كثب ما حصل قبل ثلاثة أسابيع، حين سيطر عدة مئات من مقاتلي الحركة الانفصالية في جنوب اليمن على الجزيرة، ورحلوا الحاكم اليمني ومسؤوليه بالقوارب، بجانب أفراد الحامية الجالسين هناك، وفي العاصمة الصغيرة، حديبو، تم الإعلان عن إنشاء “حكم ذاتي”، حيث تقف وراء هذه الخطوة السريعة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تدرب القوات الانفصالية”.
وأضاف أن “الإمارات تقوم الآن بإنشاء مواقع عسكرية في الجزيرة، وتصب الأموال للحصول على دعم السكان، ويبرر المتحدثون باسم طيران الإمارات ما يقومون به على أنه تصد لتزايد النفوذ التركي الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، وتوجهاته للاستيلاء على سقطرى بمساعدة الإخوان المسلمين في اليمن، مع العلم أن الإمارات وتركيا دخلتا منذ فترة طويلة في مواجهة أمامية عنيفة في ليبيا والصومال”.
وأكد أن “الإمارات والسعودية تخوضان سلسلة عمليات ميدانية لمحاصرة القاطرات التي تمول العمليات العسكرية التركية، مع أنه في هذه المواجهة يفضل حاكم الإمارات محمد بن زايد الاستفادة من المليشيات التي يجندها، بالتشاور مع الجنرال الإسترالي بجانبه، وبالكاد يرسل المزيد من القوات الخاصة به للقتال، وبالنسبة له فإن قادة الحركة الذين يسعون من أجل الاستقلال في جنوب اليمن، بما في ذلك سقطرى، هم شركاء جديرون”.
وأشار إلى أن “القائد السابق عيدروس الزبيدي والحاكم الجديد الذي عينه في سقطرى، كانا من أتباع حسن نصر الله وقريبين من إيران، ويعتبر أن سقطرى رابط آخر في سلسلة القواعد التي أقامها بالبحر الأحمر: ميناء المكلا في حضر موت بالمنطقة اليمنية، وبربارا بأرض الصومال، والمنطقة العربية عصب في إريتريا، وأيضا في جزيرة بيرم في مضيق باب المندب، بدأ رجاله في إنشاء قاعدة جوية، ولكن في هذه الأثناء أوقفوا الأعمال بسبب الظروف القاسية”.
وكشف النقاب أنه “من المؤكد أن كيان العدو سعيد بهذه الجهود الإماراتية لمنع الهيمنة الإيرانية على طريق الشحن البحري إلى إيلات، لكن حزب الله يشعر بخيبة أمل كبيرة، لأن استثماراته طويلة الأمد في الزبيدي قد تبددت، ويسمح الرجل لمرافقيه بالغمز في قناة إسرائيل لأنهم سعداء بتلقي مساعداتها، أما كيان العدو فهي على استعداد لتقديم المساعدة بالمعدات العسكرية لجانب واحد في الحروب التي لا نهاية لها في اليمن”.
وختم بالقول بأن “مساعدة اكيان العدو لأطراف الحرب في اليمن في القرن الحادي والعشرين، هي امتداد لما قامت به في حقبة الستينيات من القرن العشرين، حين اعتاد سلاح جو كيان العدو على إسقاط الإمدادات إلى المقاتلين القبليين المتحالفين وقتها مع السعودية، الذين شكل أبناؤهم وأحفادهم العمود الفقري للحوثيين اليوم، وحلفاء إيران المقربين، وأصدقاء نصر الله، لأن الشيء الرئيسي أن كيان العدو لا يريد أن تقع سقطرى في أيدٍ معادية لها”.
تصعيد المؤامرة الإماراتية في سقطرى
والشهر الماضي عمد النظام الحاكم في دولة الإمارات إلى تصعيد مؤامراته ضد أرخبيل سقطري في اليمن بعد أن دفع ميليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي لاقتحام مبنى السلطة المحلية في الجزيرة.
واعتبرت حكومة المرتزقة الاجتياح الذي نفذته قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً على عاصمة أرخبيل سقطرى أنه “اعتداء غاشم وانقلاب واضح على سلطة شرعية الفنادق”، ودعت السعودية إلى تحمل مسؤولياتها والتحرك العاجل والجاد لوقف ما وصفته بـ”الصلف” الذي تقوم به قيادات الانتقالي.
وأكدت حكومة الفار هادي، في بيان نشرته وكالة “سبأ” التابعه لها، أن الهجوم المسلح الذي شنته مجاميع الانتقالي على سقطرى وسيطرتها على عدد من المباني الحكومية والمؤسسات التابعة لها، “يحتم الوقوف بجدية، وعدم الصمت حيال ما يجري انطلاقا من المسؤولية التاريخية والوطنية للحكومة أمام شعبها والرأي العام، ولن تقبل به أو تتهاون معه”.
وأشارت حكومة المرتزقة إلى أن ما وصفته بـ”الاعتداء الغاشم” على المواطنين بسقطرى “يمثل الرد الفعلي العدواني والمستهتر لما يسمى بالمجلس الانتقالي على الجهود الحثيثة التي تبذلها السعودية لاستعادة مسار تنفيذ اتفاق الرياض، وتوحيد الجهود لمواجهة مليشيا الحوثي الانقلابية، وتكشف حقيقة موقف هذه القوى المتمردة والطرف الداعم لها”.
وطالبت حكومة المرتزقة تحالف العدوان بقيادة السعودية، وبحكم وجود قواته العسكرية في أرخبيل سقطرى، بتحمل مسؤولياته والتحرك العاجل والجاد لوقف ما سمته بـ”الصلف الذي تقوم به قيادة المجلس الانتقالي، ومجاميعها المسلحة والتي تم حشدها خلال الفترة السابقة من خارج أرخبيل سقطرى لتهاجم الآمنين من أبناء سقطرى”.
كذلك اعتبرت في البيان أن “إصرار المجلس الانتقالي والجهة الداعمة له على انتهاج هذا المسار الانقلابي المدان والمرفوض، لن يقود إلا إلى مفاقمة الأوضاع وزيادة المشكلات والمعاناة للوطن والمواطنين، وعليهم العودة إلى الواقع وقراءة الإجماع المحلي والإقليمي والدولي الداعم لشرعية المنفى وعدم البقاء في غياهب المقامرة والذهاب بعيداً في المأزق الذي أوقع البلاد ونفسه فيه”.
وشددت حكومة المرتزقة على أن “إصرار العناصر المتمردة لما يسمى المجلس الانتقالي على إدخال سقطرى، إحدى أكثر مناطق العالم أمانا، في الفوضى، لن يكتب له النجاح، وسترتد هذه المؤامرة على نحر من افتعلها أو تورط فيها، سواء بالدعم المباشر أو غير المباشر”، في إشارة إلى الإمارات التي تدعم القوات الانفصالية.
وأوردت في البيان أن “المؤامرة على أرخبيل سقطرى ووحدة وسلامة الأراضي اليمنية تتعدى أي خلافات داخلية، وأسبغت بغطاء داخلي وأدوات داخلية لتحقيق غايات وأحقاد تستهدف الإنسان اليمني والأرض اليمنية”.