المشهد اليمني الأول/
للولايات المتحدة الأمريكية، تأريخ حافل في تشكيل منظمات تعمل ظاهريا تحت مسمى العمل الإغاثي والإنساني، بينما في حقيقة الأمر أنها منظمات ذات طبيعة عسكرية واستخباراتية.
التأريخ شاهد على العديد من تلك الأعمال المشبوهة لمنظمات أمريكية تحت مسميات مختلفة، تدّعي أنها تعمل للإغاثة بينما تخفي وراء تلك المسميات أعمالاً أخرى ذات صلة بالإستخبارات والأعمال العسكرية، والأمثلة على ذلك متعددة في العديد من دول العالم من فيتنام إلى كوبا وأفغانستان وباكستان وسوريا وغيرها من الدول.
لا أحد في العالم اليوم، يصدق أمريكا لقد فُضحت هذه الدولة الاستعمارية على مستوى العالم، حتى أصدقاءها في أوروبا وفي حلف الناتو يعرفون حقيقة الدور الخبيث لأمريكا، ويعرفون جيدا مع بقية دول العالم أنها لا تقدم أي مساعدات ذات طبيعة إنسانية لأي دولة في العالم.
لأمريكا رؤيتها وأجندتها الخاصة لما يدور في العالم من صراعات وقضايا، لا تساهم في حل أو دعم أي قضية عالمية بأي مساعدات إلا بما يخدم الأجندة والمصالح الأمريكية.
دولة قامت على أنقاض العديد من الدول والتي دمرها الاستعمار الأمريكي ونهب خيراتها ومقدراتها والشواهد كثيرة على ذلك في أمريكا اللاتينية واحتلالها وتدميرها وحصارها للعديد من الدول، مثال على ذلك كوبا التي لاتزال تخضع لحصار أمريكي طويل الأمد وممتد لعقود من الزمن.
لا وجود للإنسانية والعمل الخيري في القاموس الأمريكي، دولة لا تعترف بأي عمل إنساني وخيري إلا في إطار مصالحها، والقانون الدولي يتم تطويعه لخدمة المصالح الأمريكية.
وجهة النظر الأمريكية تختلف جذرياً عن باقي دول العالم فيما يتعلق بالرؤية المثالية للعمل الإنساني والخيرية، دولة استعمارية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، تخطط وتعمل جاهدة ليل نهار للنفاذ لهذه الدولة واستعمار تلك وإخضاع ذلك النظام وإزاحة ذلك المسؤول.
عانى المجتمع الدول كثيرا وما يزال، من تلك الدولة وبنسب متفاوتة، دولة ذات طبيعة رأسمالية أساس نظامها المال والربح والخسارة لاوجود في أدبيات نظامها الأعمال الإنسانية والخيرية.
منظمات أمريكية بإغاثات “الأسلحة”
وفي الجمهورية اليمنية، كشف مؤخراً المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع في مؤتمر صحفي حقيقة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وما تقدمه من مساعدات تحت مسمي المساهمة الأمريكية في تنمية اليمن في حين أن تلك المساعدات ماهي إلا مجموعة من الأسلحة عليها شعار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وقد تم العثور على كميات كبيرة منها في محافظة البيضاء خلال العمليات العسكرية الأخيرة كما سبق وأن عثرت القوات المسلحة على أسلحة أخرى في جبهات متعددة عليها شعار الوكالة الأمريكية.
وبذلك يكون قد تم كشف حقيقة هذه المنظمة، التي تدّعي أنها تعمل من أجل التنمية والمساعدات الإنسانية وهي في الأصل تنفذ أنشطة عسكرية واستخباراتية بشعارات إنسانية تقوم بها هذه المنظمة الأمريكية التي تتبع وزارة الخارجية الأمريكية وسبق أن تم طردها من روسيا والعديد من دول العالم.
ولنذكّر من لا يريد أن يفهم أن منظمة الخوذ البيضاء التي كانت تعمل في سوريا تحت غطاء العمل الإنساني وهي منظمة استخباراتية أمريكية بريطانية تم كشفها في سوريا بالدليل الملموس أمام العالم كله، لا أمان لدولة استعمارية كأمريكا والحذر منها ومن منظماتها بمسمياتها المختلفة واجب.