المشهد اليمني الاول/
لايزال لبنان عالقاً في فوضى اختيار منهجية واضحة للخروج من الأزمة، وحتى اللحظة لم يتفق الأفرقاء اللبنانيون على صيغة للخروج من المعمعة التي غرق فيها لبنان على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، والغريب أن هناك حلولاً واضحة وبارقة أمل موجودة للخروج من هذه الأزمة الخانقة إلا أنّ بعض الأطراف اللبنانية تعرقل الوصول إلى أيّ حلّ لمصالح شخصية أو ارتباطات مع هذه الدولة وتلك وتفضل مصالح تلك الدولة على مصلحة لبنان، ومن هنا تبدأ المشكلة وتتعقّد يوماً بعد يوم.
الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله ألقى خطاباً قبل يومين فنّد فيه كلّ ما يخص أزمة لبنان ووضع مجموعة من الحلول، والتي تبدو جميعها منطقية، على اعتبار انها خرجت من رؤية وطنية صادقة همها الوحيد مصلحة لبنان، ولم يكن السيد نصرالله متحيزاً لدولة اكثر من أخرى، وانما كان هدفه الوحيد اخراج بلاده من هذه الأزمة الخانقة، ولم يرفض بأي شكل التعاون مع أمريكا والغرب لمساعدة لبنان واخراجه من أزمته، ولكن السؤال هل يريد الغرب حقاً مساعدة لبنان؟، تصرفات السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا خير دليل على ذلك.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يقول إنّ مقاربة الوضع الاقتصادي يجب أن تكون مقاربة وطنية تشمل كل اللبنانيين، ويشير إلى أن اللبنانيين دولة وشعباً قادرون على تحويل التهديد إلى فرصة والخروج من تراكم سياسات خاطئة
وقال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إنّ الوضع الحالي في لبنان وما يعيشه اللبنانيون على المستوى الاقتصادي والمعيشي يحتاج إلى إخلاص وجهود الجميع.
الوحدة الوطنية هي الحل، لأن استمرار الانقسام في لبنان على الشكل الذي عليه اليوم سيعمق من المشكلة، ويأخذ لبنان إلى المجهول، واستمرار هذه الفوضى لن يكون لمصلحة احد سوى الولايات المتحدة وحلفائها، حيث تعشق واشنطن اثارة الفوضى والقلاقل هنا وهناك، ولا مشكلة لديها بأن يهذب لبنان إلى حرب داخلية، بل على العكس هي من يحرض الأطراف داخل لبنان للذهاب بهذا الاتجاه وكل ذلك خدمة لإسرائيل التي من مصلحتها أن يضعف أعداؤها وينشغلوا بمشكلاتهم الداخلية.
وتحدث السيد نصرالله عن التوجه شرقاً، وهذا الخيار مطروح وبقوة حتى رئيس الوزراء حسان دياب يعمل عليه بكل جدية، لأن الصين وايران قدمتا عروض غير مسبوقة وبالفعل تساعد لبنان للخروج من أزمته، وبالتالي ما هي المشكلة في التعاون مع دول الشرق، وللخائفين من تغيير النظام السياسي في لبنان قال لهم نصرالله: “الحديث عن أن طرح التوجه شرقاً هو من أجل تغيير النظام السياسي في لبنان هدفه فقط التشكيك ولا أساس له”.
السيد نصر الله أكد أنه “لا نريد قطع أي أوكسجين عن أي أحد ونضع كل اعتباراتنا جانباً ليعبر لبنان هذه المرحلة الصعبة”، مضيفاً أن “الحديث عن أن طرح التوجه شرقاً هو من أجل تغيير النظام الاقتصادي في لبنان هدفه فقط التشكيك ولا أساس له”.
وأشار إلى أنه “حين تقبل إيران بإعطائنا المشتقات النفطية بالعملة الوطنية فهذا بمثابة تضحية من قبلها”. ورأى أنّ النموذج الاقتصادي “الإيراني ليس نموذجاً سيئاً فهو جعل إيران تصمد في ظل العقوبات الشاملة لـ40 سنة”.
وأضاف السيد نصرالله أنّ “لبنان لا يملك عناصر وظروف النموذج الإيراني لذلك لا داعي لإثارة الموضوع من أجل التشكيك والتخويف”، معتبراً أنّ أي دولة في العالم لديها استعداد لمساعدة لبنان “يجب الانفتاح عليها وطرق بابها والبحث عن فرص لديها”.
الأمين العام لحزب الله ذكر أنّ كيفية منع الانهيار والجوع هو الهدف الذي يجب التفكير به حالياً، مشيراً إلى “وجوب فتح كل المسارات الممكنة الذي يوصل إلى الهدف في كيفية منع الجوع”.
ورأى السيد نصرالله أنه “لا يجوز أن يحكم الأداء العام الانتظار السلبي لنتائج المفاوضات مع صندوق النقد الدولي أو تطورات المنطقة”.
السيد نصرالله حذّر من أنّ “ما يعيشه لبنان اليوم من تهديد بالجوع والانهيار هو أخطر تهديد يمكن أن تواجهه أي دولة”، مضيفاً أن “اللبنانيين دولة وشعباً قادرون على تحويل التهديد إلى فرصة والخروج من تراكم سياسات خاطئة”.
وتابع نصرالله أنه “أمام فعالية طرح الصين وجدنا رد الفعل الأمريكي الغاضب والمشكك بالشركات الصينية والقول إنهم يريدون التجسس على لبنان، ورد الفعل هذا يؤكد أهمية الخيار الصيني، وفي موضوع التعاون العراقي اللبناني، قال السيد نصر الله، إنّ المطلوب إرسال وفد للعراق كما فعلت بغداد “لا الاستسلام للحديث عن الضغط الأميركي على الحكومة العراقية”.
وذكر أنّ “فائدة منهجية التوجه للدول المفتوحة أبوابها أنها تبعث برسالة للأميركي وغيره أن للبنان خيارات أخرى ولا يمكن إسقاطه”.
الجهاد الزراعي والصناعي
ولفت السيد نصرالله، إلى أنه “يجب أن نحوّل التهديد إلى فرصة عبر تحويل لبنان إلى بلد منتج بعد أن ظل لسنوات طويلة بلداً مستهلكاً”، مشدداً على أنّ “تحويل لبنان إلى بلد منتج مسؤولية تقع على عاتق الدولة والشعب”.
السيد نصر الله دعا اللبنانيين إلى “خوض معركة إحياء قطاعي الزراعة والصناعة لمواجهة الجوع والبقاء على قيد الحياة بكرامة”، مشدداً على أن “كل حزب الله بكل ما لديه من قدرات وإمكانيات وعلاقات سيكون في قلب معركة مواجهة الجوع”.
وقال إنه “كما في الحرب والميدان في معركة الزراعة والصناعة سنكون حيث يجب أن نكون”، مؤكداً أن “أي أرض صالحة للزراعة في أي مكان سواء في القرى أو حتى المدن سنزرعها”.
في هذا الإطار، ذكر أنه “عندما نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع سنصبح شعباً ذا سيادة”، معلناً أنه “ليكن 7 تموز/ يوليو 2020، تاريخ إعلان الجهاد والمقاومة والنهضة على الصعيدين الزراعي والصناعي”.
في الختام.. خيارات السيد نصرالله الوطنية هي فرصة حقيقة لتوحيد جميع اللبنانيين، حيث وضع نصرالله النقاط على الحروف وأسكت جميع الذين يريدون اثارة الفوضى لأجل الفوضى، حيث أظهر نصرالله انفتاحه على جميع اللبنانيين وجميع الخيارات وكان واضحا من خياراته أنه همه الأول والأخير مصلحة لبنان ولبنان فقط.