المشهد اليمني الأول/
صحيفة بريطانية: مواجهة علنية مرتقبة بين “انصار الله” و”إسرائيل” وستحدث في هذا الوقت (التفاصيل)
قالت صحيفة “ميدل ايست مونيتور” إن تورط إسرائيل في العدوان على اليمن طوال خمس سنوات لم يعد سراً.
واضافت في مقال للكاتب البريطاني”عمر أحمد” انه في عام 2015، بمجرد سيطرة قوات انصار الله على محيط سفارة المملكة العربية السعودية في العاصمة صنعاء رداً على عدوان التحالف بقيادة السعودية، تم اكتشاف مخبأ كبير للأسلحة والذخيرة الإسرائيلية الصنع، بالإضافة إلى وثائق تكشف نوايا الولايات المتحدة الإستعمارية.
وكشفت تلك الوثائق على إنشاء قاعدة عسكرية اسرائيلية في جزيرة بيرم بالقرب من مضيق باب المندب، “لحماية مصالح أمريكا وضمان أمن إسرائيل”, إذ اصبحت الجزيرة تحت سيطرة تحالف العدوان منذ انتزاعها من انصار الله في العام نفسه بالضبط.
ولفتت الصحيفة الى اجراءات السيطرة تاتي في الوقت الذي كان المرتزقة الأجانب الذين يقاتلون نيابة عن تحالف العدوان الإماراتي يتلقون تدريبات على ايدي الجيش الإسرائيلي في معسكرات في صحراء النقب.
واليوم ووسط هذا التطبيع المتزايد للعلاقات بين إسرائيل ودول الخليج لم يعد مستغربا الإبلاغ في يوم ما عن أن إسرائيل والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة اصبحا “أصدقاء سريون” في ظل اجتماعات تتم بتيسير من دولة الإمارات.
وكان نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك قد اكد أن العلاقات مع إسرائيل “جيدة جدا” في حين ردت تل أبيب بشكل مطلق على آفاق “دولة مستقلة جديدة في اليمن”.
واكدت المينتور.. إن تجزؤ الدول العربية التماشي مع الاستراتيجيات الصهيونية في الموقع، يجعل من دعم الانفصال في جنوب اليمن صدى لسياسة إسرائيل التي انتهجتها منذ عقود في دعم الدولة الكردية.
التهديد اليمني لكيان العدو الإسرائيلي
من جانب اخر وعلى صعيد الحرب فان حكومة صنعاء تلتزم بالسلامة الإقليمية لليمن وتدرك جيدًا طموحات إسرائيل المدمرة.
وأوضح وزير الإعلام ضيف الله الشامي أن “العدو الإسرائيلي يعتبر اليمن تهديدًا له، خاصة في موقعه الاستراتيجي، لذا فقد عمل على إيجاد موطئ قدم في اليمن من خلال دور الإمارات”.
ياتي هذا في الوقت الذي انتقد قائد الثورة، السيد عبد الملك الحوثي، السعودية والإمارات لوقوفهما مع “العدو الرئيسي للعالم الإسلامي”، إسرائيل.
وقال السيد الحوثي في خطاب متلفز: “الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى استعباد الشعب اليمني”.
واضاف “إن مؤامراتهم تستهدف المجتمع المسلم بأكمله، وتهدف إلى تفتيت الدول الإسلامية من الداخل من خلال زرع بذور الخلاف والانقسام”.
وقد ذكر سابقًا أن انصار الله مستعدون لدعم فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين ضد إسرائيل.
وقال وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ الوطني اللواء محمد العاطفي أواخر العام الماضي أنه تم بالفعل تحديد “بنك أهداف عسكرية وبحرية” ولن يترددوا في مهاجمتهم عندما تكون القيادة تقرر القيام بذلك.
ردة فعل إسرائيل من التهديدات اليمنية
هذه تحديات أمنية تأخذها إسرائيل على محمل الجد، خاصة مع الصواريخ الباليستية بعيدة المدى والطائرات المسلحة بدون طيار في ترسانة الجيش اليمني، والتي تعتبر الهجمات عبر الحدود ضد العرض السعودي دقيقة للغاية.
كما أعربت إسرائيل عن رغبتها في مهاجمة أهداف للجيش اليمني وانصار الله بالقرب من باب المندب ويتخذ انصار الله أيضًا موقفًا متكررًا بشأن دعم القضية الفلسطينية.
بل ذهب السيد الحوثي إلى حد عرض تبديل الطيارين السعوديين المعتقلين للإفراج عن أعضاء حماس البارزين المسجونين في المملكة.
المواجهة العسكرية بين أنصار الله وإسرائيل
المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وانصار الله غير محتملة وغير واقعية في الوقت الحالي، على الرغم من أن كلا الجانبين أعربا عن استعدادهما لاتخاذ إجراءات إذا لزم الأمر.
لكن إسرائيل تلعب لعبة خطرة, فإذا أصبحت أكثر تورطًا في الحرب على اليمن، فستواجه خطر الصراع مع انصار الله.
مثلما قامت إسرائيل بتأمين وصولها إلى مضيق باب المندب، لن يكون من المستغرب إذا اختارت سلطات صنعاء الرد على المحاولات الإسرائيلية لإثارة مزيد من الخلاف وتفريق الدولة اليمنية الهشة بالفعل.
بالإضافة إلى ذلك، هدد انصار الله رئيس داعم المجلس الانتقالي الإماراتي، وادعى المتحدث البعسكري اليمني أن “أبو ظبي يمكن مهاجمتها في أي وقت”.
في الوقت الحالي، ينصب التركيز الرئيسي لأنصار الله على السيطرة على مدينة مأرب من المليشيات المدعومة من السعودية التي تقاتل نيابة عن حكومة المنفى، والتي تثبت بشكل متزايد أنها لسان غير ذي صلة بالرياض.
إن حكومة الانقاذ في صنعاء التي تسيطر على معظم اليمن من حيث الكثافة السكانية، ستحول تركيزها على الجنوب بمجرد تأمين مأرب.
عندما يأتي الصدام المحتوم مع المجلس الانتقالي الجنوبي، ستظهر المواجهة غير المباشرة مع إسرائيل في العلن.