المشهد اليمني الأول/
يبرز واقعا من التناقض الصارخ والتخبط في ما آلت إليه صورة تحالف العدوان على اليمن بعد أكثر من خمسة أعوام من العدوان لم تخلف سوى الدمار القتل دون تحقيق أي من أهدافها الحقيقية المتمثلة باحتلال اليمن و تقسيمه.
وعندما أعلن نظام آل سعود العدوان على اليمن حرص على الترويج لصورة استعراضية بخلفية أحدث ما أنتجته الصناعات العسكرية الغربية وسط إطلاق وعود بإنهاء العدوان خلال أسابيع فقط.
لكن بعد خمس سنوات ظهر المتحدث العسكري باسم تحالف العدوان بخلفية صواريخ القوات المسلحة اليمنية شاكياً إلى مجلس الأمن الدولي قصف الرياض ومناطق واسعة في المملكة.
فقد زعم تحالف العدوان السعودي الإماراتي أن حكومة صنعاء في اليمن ما زالت تستهدف السعودية بأسلحة إيرانية نوعية، بينما توعدت القوات المسلحة اليمنية بالرد القاسي على هجمات تحالف العدوان التي استهدفت محافظات يسيطرون عليها.
وقال المتحدث باسم تحالف العدوان السعودي الإماراتي تركي المالكي إن تحالف العدوان دمر 8 طائرات مسيرة و4 صواريخ باليستية، بالإضافة إلى ورش لصناعة الصواريخ الباليستية ومواقع لإطلاق الطائرات المسيرة.
مشيرا إلى الدعم الذي تقدمه إيران لأنصار الله بالأسلحة النوعية التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي وفق تعبيره رغم الحصار الخانق على اليمن.
من جانبها، اعتبرت حكومة صنعاء تصريحات المالكي كذبا، واعترافا ضمنيا بقدراتها التصنيعية وبنجاح ضرباتها الموجهة للسعودية، متوعدة بالرد القاسي داخل العمق السعودي.
وقال المتحدث العسكري للقوات المسلحة اليمنية الموالية لحكومة صنعاء “يحيى سريع “ستستمر قواتنا في استهداف العمق السعودي بمؤسساته العسكرية والسيادية، التي تمثل رأس حربة العدوان على اليمن والشعب اليمني، الذي دُمرت أعيانه المدنية على مدار خمس سنوات”.
وكانت حكومة صنعاء أعلنت ارتقاء شهيدين و٤ جرحى بينهم أطفال، في غارات جوية شنها تحالف العدوان السعودي على محافظة صعدة مساء أول أمس الأربعاء، مضيفة أن التحالف نفذ 57 غارة جديدة على مناطق متفرقة من اليمن، منها 21 غارة على صنعاء.
وشن تحالف العدوان غارات على قاعدة الديلمي الجوية، ومجمع 22 مايو للصيانة العسكرية ومستودع للأدوات المنزلية بمنطقة سعوان ومواقع في منطقة الحتارش شرقي العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى جبلي عيبان والنهدين جنوب غربي العاصمة.
تحقيق غير مسبوق
في سياق متصل، كشف مكتب فرنسا لمنظمة العفو الدولية، في تحقيق استغرق إنجازه عاما كاملا بشأن بيع الأسلحة الفرنسية إلى السعودية والتعاون العسكري معها.
وقال أن مركز “كوميرسي كوكيريل” البلجيكي والموجود على الأراضي الفرنسية يستعد لاستقبال عسكريين سعوديين لتدريبهم على التحكم في النسخة الأخيرة من أسلحة تستخدم في اليمن.
وأشار التحقيق، الذي وصف بغير المسبوق وأجرته الصحفية أودري لوبيل للمجلة الإخبارية “لاكرونيك” التي تنشرها العفو الدولية، إلى أن السعودية تشن حربا بلا هوادة في اليمن بشكل ينتهك القانون الدولي.
وأضاف التحقيق، الذي حمل عنوان “فرنسا أرض الترحاب”، أنه بمحافظة باريس على هذه التجارة مع الرياض، فإنها أضحت ضالعة في جرائم الحرب باليمن، في تناقض صارخ مع التزاماتها الدولية.
وأعربت محررة التحقيق عن أسفها لكون عمليات بيع الأسلحة الفرنسية لا تخضع لرقابة البرلمان، وأن نوابا يتعرضون لضغوط عندما يحاولون التدخل أو الحصول على معلومات تتعلق بما وصفتها بتجارة الموت.
أعلى نسبة قتل للأطفال
وأوضح التقرير الذي قدم في الدورة الـ44 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أن عدد الأطفال الذين قتلوا في اليمن قد زاد بسبب الغارات الجوية والقتال البري والألغام.
كما أضاف التقرير الذي قدمته الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، أن عام 2019 شهد ارتفاعا في نسبة الأطفال الذين منعت عنهم المساعدات الإنسانية في مناطق النزاع.
وأوضح التقرير أن الممثلة الخاصة سافرت إلى الرياض في مارس/آذار العام الماضي للتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن تحسين حماية الأطفال المتأثرين بالنزاع في اليمن، ووضع خطة لمنع قتل وتشويه الأطفال في العمليات التي ينفذها تحالف العدوان.
وفي الجهود الإقليمية، التقى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في مسقط مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث.
وقالت الخارجية العمانية في تغريدة على تويتر إن المبعوث الدولي قدم شكره لسلطنة عمان على الجهود التي تقوم بها لإيصال المساعدات وتحقيق السلام في اليمن.
كما أكد بن علوي استمرار دعم جهود الأمم المتحدة للوصول لحل سياسي يحقق للشعب اليمني الأمن والاستقرار.