المشهد اليمني الأول/
يسود غضب عارم في العراق بعد نشر صحيفة الشرق الاوسط السعودية رسما كاريكاتيريا مسيئا لشخص المرجع الديني الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني.
فقد وظفت السعودية اعلامها عبر “صحيفة الشرق الاوسط” للإساءة الی رموز الدين الكبار في العراق لنشر التفرقة والفتنة، حيث نشرت رسما كاريكاتيريا مسيئا للمرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني، في تعد صارخ على الرموز الدينية في العراق والعالم الإسلامي.
وقد اعربت اوساط سياسية واجتماعية عراقية عن ادانتها لنشر الرسم المسيء، وطالبت بموقف رسمي على اعلى المستويات لوضع حد للأساءات السعودية للعراق ورموزه الدينية، ودعت حركة النجباء الى موقف حازم كي لا تمر هذه الاساءة بدون رد.
العراق المثقل بالازمات الفتنوية التي تسعى الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها لتأجيجها بشتى الطرق، شهد تفجر حالة غضب عارمة بعد استهداف اعلى مرجعية دينية في البلاد.
والسعودية الغارقة في الازمات الداخلية من ازمة كورونا التي فتكت بالبلاد والوضع الاقتصادي المتدهور والرفض الشعبي لفرض ضرائب جديدة والخسائر المتوالية في اليمن بالاضافة لملف اعتقال الناشطين والمفكرين، تناست كل هذه المصائب ووجهت كل تركيزها للتدخل في شؤون الدول الأخرى لضرب السلم الأهلي فيها ،من خلال توظيف وسائل اعلامها لنشر البعض والكراهية كما حصل اليوم من خلال نشر هذا الكاريكاتير المسيء.
الإساءة من الصحيفة السعودية لاقت رفضا وغضبا شعبيا كبيرا في الشارع العراقي، فيما عبرت اوساط سياسية واجتماعية عراقية عن ادانتها الشديدة لنشر الرسم المسيء، مشيرين الى ان هذه الاساءة لم تكن الأولى حيث دأبت الصحيفة خلال السنوات الماضية على نشر مقالات واخبار تسيء للعراقيين لزرع الفتنة والشقاق فيما بينهم.
وفي اطار الرفض لهذا التجاوز اكد رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون النيابية عدنان الاسدي عبر بيان ان السيد السيستاني حفظ دماء السنة قبل الشيعة ورفض اي اعتداء يطالهم خلال فترة الفتنة المذهبية في البلاد.
وطالب في البيان الحكومة العراقية وهيئة الإعلام والاتصالات ووزارة الخارجية بأخذ دورها ومحاسبة كل من يسيء للعراق وشعبه ورموزه الدينية والسياسية.
النائب عن كتلة الصادقون النيابية احمد الكناني رد هو الاخر على الاساءة قائلا بأن هذا التطاول غير مقبول، مطالبا الحكومة بموقف ازاء هذه الاساءة، كما شدد على ان السيد السيستاني رمز وطني قبل ان يكون رمزا للطائفة الشيعية.
رئيس كتلة السند البرلمانية احمد الاسدي قال من جهته ان عقلية استهداف المقدسات ماتزال الحاكمة على العقلية السعودية، ودعا لادانة التجاوز السعودي على جميع المستويات.
من جهته طالب تجمع “فنانو العراق” المؤسسات الفنية والثقافية والاعلامية بالرد على الصحيفة، واعتبر ما قامت به انتهاكا صريحا لقواعد المهنية والموضوعية واخلاقيات الاعلام وبنود مواثيقه.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي فقد رفع مغردون عراقيون عدة هاشتاغات بعنوان “السعودية قذارة الشرق الاوسط”، و”السيستاني رمز السيادة”، و”السيستاني يشرف آل سعود”.
وقد ارجع المغردون العراقيون مهاجمة السيد السيستاني الى انه افشل مخططات الفتنة في البلاد واتهموا السعودية بانها كانت ترعى تلك المخططات.
دور السعودية العدائي والتخريبي بالعراق
الدور التخريبي الذي لعبته السعودية في العراق اصبح واضحا للعيان، فمن يدعي أنه بلد شقيق أرسل إلى العراق آلاف الارهابيين لتفجير أنفسهم وذلك حسبما اكد سلمان الموسوي، النائب عن ائتلاف دولة القانون بالعراق في وقت سابق، كاشفا عن وثائق تشير إلى تورط الحكومة السعودية في دعم الارهاب في العراق وتمويله بالأسلحة والاموال والسيارات الرباعية الحديثة لضرب الجيش والشرطة.
وفي وقت سابق أعلن رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي في تاريخ 18 تشرين الاول اكتوبر عام 2016 رسميا، وفي معرض رده على تصريحات وزير الخارجية السعودي حينها عادل الجبير، إن “السعودية أقرت سابقا بأن خمسة آلاف إرهابي سعودي فجروا أنفسهم في العراق”، مستغربا تمسك النظام السعودي بنهجه الطائفي ازاء العراق.
داعش كذلك الذي هو صنيعة أمريكية باعتراف المرشحة للرئاسة الامريكية السابقة هيلاري كلينتون تم تمويله حسب الوثائق باموال سعودية، فكانت فتوى المرجعية الدينية العليا في العراق التي أصدرها آية الله العظمى السيد علي السيستاني بانشاء الحشد الشعبي لمحاربته ضربه قاصمه للمشروع السعودي الامريكي والتدخلات الخارجية، فدحر الارهاب واجتثه من جذوره.
وهذا ما يفسر الحقد السعودي تجاه قادة الحشد والمرجعية الدينية، فالجميع يذكر التجاوز والإساءة التي قامت قناة mbc السعودية بتوجيهها منذ مدة قريبة للشهيد الكبير ابو مهدي المهندس، الأمر الذي اثار موجه غضب رسمية وشعبية، كما وجه رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض بإقامة دعوة قضائية ضد قناة تليفزيونية أساءت بحسب البيان الى نائب رئيس الهيئة، الشهيد ابو مهدي المهندس.
ومن اللافت أيضا توقيت نشر هذا الكاريكاتير المسيء لآية الله العظمى السيستاني، الذي يتزامن مع اعلان القضاء التركي محاكمة 20 سعوديا من مقربين من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان غيابيا بتهمة المشاركة في قتل الصحفي جمال خاشقحي في القنصلية السعودية بتركيا، فمن الأجدر بالصحيفة السعودية أن تكف لسانها عن السيد السيستاني والمرجعية الدينية والحشد الشعبي في العراق، وأن تنشغل بتغطة جرائم ومصائب آل سعود عوضا عن إنشغالها بنشر الفتن والإساءة للشعوب.