المشهد اليمني الأول/
برزت في الآونة الاخيرة ثلاثة احداث مهمة في لبنان وحوله، اولها توقيف عشرات المندسين العاملين ضمن مجموعات كانت تخطط لعمليات تخريب في العاصمة بيروت عبر استغلال التظاهرات المطلبية، وثانيهما اصدار القضاء اللبناني قرارا بمنع السفيرة الأمريكية “دوروثي شيا” من الإدلاء بتصريحات اعلامية، وثالثهما رفض الاتحاد الأوروبي طلبا من مشرعين أمريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية، وحظر أنشطته في القارة الأوروبية.
لن تجد تحركا مشبوها في عموم المنطقة سواء في لبنان او العراق او سوريا إلا ووراؤه ذراع او اكثر من اذرع الاخطبوط الأمريكي العامل على تدمير المنطقة لصالح هيمنته وحفظ مصالحه والاهم تأمين الخارطة المفتعلة للكيان الاسرائيلي وحفظ امنها ووجودها السائر الى الزوال القريب.
من أمثلة ذلك عمدت الولايات المتحدة عند غزوها العراق 2003 وعن “سابق ترصد” إلى تدمير كل مفاصل الدولة العراقية، من (جيش ووزارات وإدارات ومرافق عامة ورموز حضارية تاريخية وبنى اجتماعية وثقافية وعلاقات قبلية وعشائرية، وما سوى ذلك، من اجل البقاء في هذا البلد الحيوي وتنفيذا لاجندة صهيواميركية مبنية على ضرورة حرق الدول المحيطة بالكيان الاسرائيلي وتامين حمايته والدفاع عنه بوجه ابناء بلدان المنطقة القوية بابنائها الذين لن ينصاعو للتطبيع المذل الذي انصاعت له بعض المحميات الخليجية وحكامها.
الفوضى الخلاقة تُجدد نفسها
عمل هذا الاخطبوط على نشر الفساد في المنطقة وإحداث الفوضى (الخلاقة) التي اسست لها كونوليزا رايس وزيرة الخارجية ومستشارة الامن القومي الأمريكي السابقة التي اعترفت فيما بعد ان غزو بلادها لأفغانستان ثم العراق لم يكن من اجل نشر الديمقراطية التي تبجح بها الرئس الاسبق بوش الابن بقوله انه سيجعل العراق واحة الديمقراطية في الشرق الاوسط.
الفوضى مارستها الادارة الأمريكية كحل اخير لمعضلاتها المستعصية وذلك ما نشاهده جليا في العراق ولبنان..
دفعت الولايات المتحدة عبر سفيرتها في بيروت “دوروثي شيا” مرتزقتها و(غالبيتهم لبنانيون وفيهم من يحمل جنسيات سودانية وسورية وفلسطينية) للاندساس واختراق التظاهرات المطلبية المحتجة على الأزمة الاقتصادية في هذا البلد، وقد أعلن مصدر أمني لبناني إفشال وتوقيف أكثر من 40 شخصا ضمن مجموعات كانت تخطط لعمليات تخريب في العاصمة بيروت عبر استغلال التظاهرات المطلبية وقد اعترفوا بتقاضيهم مبالغ مالية مقابل إحداث الفوضى في بيروت عبر اختراق المتظاهرين.
لجم لبناني لفم السفيرة..
التدخل الأمريكي السافر من قبل السفيرة الأمريكية “دوروثي شيا” بلغ ذروته بتصريحاتها الاخيرة التي حملت فيها حزبا لبنانيا مسؤولية الأزمة الاقتصادية، ما يعتبر تدخلا سافرا ممجوجا في الشأن اللبناني الداخلي، الامر الذي دفع القضاء اللبناني لاصدار قرار يمنعها من الإدلاء بتصريحات اعلامية، كما يمنع أي وسيلة إعلامية لبنانية من أخذ تصريح لها.
قالت لن اسكت.. بمعنى لن تتوقف عن التدخل المباشر في سيادة لبنان وشؤونه الداخلية.. ليس مهما ما تصرح به المهم اللجام الرسمي لامثالها.
قال قاضي الأمور المستعجلة محمد مازح في مدينة صور أن القرار جاء متطابقا مع الأعراف الدبلوماسية التي تمنع السفراء من التدخل في الشؤون الداخلية للدول المعتمدين لديها، مستنكرا تصريحات شيا واعتبر ان ذلك ليس من صلاحياتها.
لجام اوروبي آخر لأفواه مشرعين أمريكيين.. ديمقراطيين وجمهوريين..
التدخل الأمريكي بالشأن اللبناني لم يتوقف عند تصريحات السفيرة الغوغائية انما شاركها في غوغائيتها مشرعون أمريكيون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بمطالبتهم الاتحاد الاوروبي تصنيف حزبِ الله منظمة إرهابية، وحظر أنشطته في القارة الأوروبية.
الاتحاد الأوروبي رفض طلب المشرعين الأمريكيين محاولا رسم خارطة طريق عقلانية نوعا ما درءا للاخطار التي قد تحيط بمصالحه ومواليه في لبنان ووقوفا بوجه النهم الأمريكي الذي لا يشبع في امتصاص ثروات المنطقة برمتها دون ترك اي حصة لشركائه القدامى.
اعتبر (الاتحاد الاوروبي) ان الحل ومفتاخ الاستقرار في لبنان يكمن في الانخراط في حوار بناء مع جميع الأحزاب السياسية الموجودة في هذا البلد العربي، وأن الجناح السياسي لحزب الله يُعَدُّ جزءا لا مفر منه من المشهد السياسي اللبناني، مشددا على مواصلة العمل مع الحكومةِ اللبنانية بأسرها، ما يشير الى اعتراف اوروبي ضمني بان قوة حزب الله باتت قوة لا يستهان بها على كافة الاصعدة ومنها السياسية.. بعد قوته الميدانية.