المشهد اليمني الأول/
بعد غياب شهرين والتجلد امام مختلف الشائعات التي كانت تطلق بشان مرضه تارة وموته اخرى، يعني بانه لازال وفي منتهى يأسه يعقد الامل على الطاف السعودية والامارات لديمومية حياته السياسية.
ظهر الفار هادي في كلمة له اليوم خلال اجتماع عقد في الرياض بحضور مستشاريه وهيئة رئاسة مجلس النواب ونائبه المرتزق العجوز محسن.
اعترف الفار هادي خلال اجتماع اليوم بـ”اتفاق الرياض” وفقا للرؤية الجنوبية متجاهلا او متغافلا عن الشروط التي كان قد وضعها مسبقا، ياتي في حين ان الجنوبيين عازمون على المضي قدما في استكمال مخطط تحقيق “الحكم الذاتي لمحافظات الجنوب” بشكل كامل ولا يبدو ان في نيتهم العدول عن هذا الهدف.
في حين ان الجنوبيين عازمون على عقر مركب خلافة الفار هادي في ساحة الحرب، يسعى الاخير من خلال التضرع وترهيب الجنوبيين من خطر انصار الله، استعادة مكانته عند المجلس الانتقالي الجنوبي.
وهذا هو سر قبوله بتجميد الاوضاع في اطارها الراهن، طبعا المفهوم الاخر لهذا الاستجداء هو الاعتراف ضمنيا باقتدار انصار الله.
مشاركة أعضاء حكومة المرتزقة والهيئة الرئاسية للمجلس ومستشاريه قبل اجتماع اليوم في جلسة مع السفير السعودي في اليمن يوم الخميس الماضي ومن ثم الاعتراف اليوم بـ “اتفاق الرياض” والرضوخ للظروف الراهنة بمنتهى اليأس والاحباط، يعني أن الثقة السابقة لحكومة الفار هادي حيال السعودية وصلت الى ادنى مستوياتها.
الظروف الراهنة في اليمن هي أشبه بحبل بدأ يضيق الخناق على رقبة الفار هادي تدريجيا، والسؤال الوحيد الذي يطرح نفسه الان هو، ماذا يجري خلف كواليس الصفقة السعواماراتية بشان اليمن!!
تلك الصفقة التي هي قيمة بالنسبة للرياض الى درجة تحفيزها للتضحية بذريعتها الوحيدة للتواجد في اليمن.