المشهد اليمني الأول/
ناشد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، طرفي الصراع، السماح للسفن بالدخول إلى ميناء الحديدة، فيما اعتبر عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي أن هذه المناشدة «هفوة في غير محلّها».
وكتب غريفيث على تويتر «أناشد حكومة اليمن وأنصار الله المشاركة بشكل بنّاء وسريع في سعيي للسماح للسفن بالدخول إلى ميناء الحديدة واستخدام الإيرادات لدعم رواتب موظّفي القطاع العام. من الضروري إيجاد حلّ يعلي مصالح الشعب اليمني».
من جهته رد محمد علي الحوثي، على غريفيث، في تغريدة قال فيها إن «أبواب ميناء الحديدة مفتوحة والسفن المحاصرة حاصلة على تصاريح منكم»، مشدداً على أن «من يمنع دخول السفن بحرية العدوان الأميركي البريطاني السعودي الإماراتي».
واعتبر أن «مناشدة من لا يحاصر هفوة في غير محلها»، داعياً غريفيث إلى «التواصل بالخارجية الأمريكية والحديث معها، بدلاً من المناشدة، فهي من تملك الصلاحيات».
كلام الحوثي بعد أن ناشد غريفيث في تغريدة على «تويتر» حكومة الفار هادي وحكومة صنعاء للمشاركة «بشكل بنّاء وسريع في سعيي للسماح للسفن بالدخول إلى ميناء الحديدة، واستخدام الإيرادات لدعم رواتب موظّفي القطاع العام»، مشدداً على أنه «من الضروري إيجاد حلّ يعلي مصالح الشعب اليمني».
وعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة عبر الفيديو أول أمس، استمع خلالها إلى إحاطة من المبعوث الدولي. ونقل دبلوماسي لـ»الشرق الأوسط» أن الجلسة شهدت «موقفاً موحداً» من الدول الأعضاء لدعم جهود غريفيث بهدف التوصل إلى اتفاق على الإعلان المشترك، وكذلك لجهة التنديد بالهجمات الأخيرة على السعودية.
وأفاد بأن غريفيث أبلغ الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن أنه «رغم عدم الوصول بعد إلى نهاية المفاوضات جرى إحراز تقدّم، ولا سيما في شأن وقف النار»، لكنه أقرّ باستمرار «خلافات بين الطرفين في شأن بعض التدابير الاقتصادية والإنسانية».
أكثر من 63 ألف صياد يمني سيفقدون مصدر رزقهم
من جهة أخرى، ردّ الحوثي على السفير البريطاني، مايكل آرون، الذي حذّر في تغريدة على «تويتر» من أن «أكثر من 63 ألف صياد يمني، سيفقدون مصدر رزقهم، بالإضافة إلى تلف محاصيل 3.25 مليون مزارع يمني، وإغلاق ميناء الحديدة الأمر الذي سيؤثر على ملايين آخرين»، داعياً إلى حل هذه المشكلة عبر السماح للأمم المتحدة بتفحص الناقلة «صافر» وجعلها آمنة.
وقال الحوثي في معرض ردّه على تغريدة السفير البريطاني، إن »صيادي الجمهورية اليمنية بين محاصر لا يستطيع خوض المياه المحلية، فما بالك بالإقليمية؟، وما بين معتقل في سجون الاحتلال بقواعده المؤجرة بأرتيريا، وما بين مطارد بقصف الطائرات والبارجات الحربية التابعة لعدوانكم»، مضيفاً أنه «ما قدمّناه من حلول منصفة بوثيقة الحل الشامل جاهزين لتنفيذها بعد التوقيع مباشرة».
وأشار الحوثي إلى أنه «بعد التوقيع سنجعل أول نقطة تنفيذ ما يخص الناقلة صافر»، لافتاً إلى أن «كارثة الحصار المطبق، وقطع المرتبات، وطوابير المركبات التي تملأ الشوارع جراء احتجازكم لسفن المشتقات النفطية، كارثة بحق 24 مليون يمني، بما فيهم الصيادون الذي تحدثت عنهم، فهم لا يستطيعون ملء قواربهم بالبنزين نتيجة انعدامه بسبب حصاركم».
وتساءل عضو المجلس السياسي الأعلى، «لماذا أنتم مصرون على استمرار العدوان والحصار، ألا تعلم أنها جرائم تفقدكم المصداقية والإنسانية بآن واحداً لدى كل العالم؟»، وأضاف «يصبح حديثكم عن الأحياء البحرية فقط إثبات بعدم جديتكم بالسلام الذي يقدم حلولاً جذرية، تتوقف على إثره غارات الطيران عن استهداف الأحياء المدنية، وايقاف قتل وحصار 24 مليون وغيرها».
وحمّل وزير الخارجية بحكومة صنعاء، هشام شرف، الشهر الماضي، تحالف العدوان كامل المسؤولية عن حدوث أي تسرب نفطي من السفينة «صافر»، أو محاولة استخدام هذا الملف في أي عمل عسكري «عدواني طائش»، لافتاً إلى أن «ذلك سيؤدي إلى أكبر تسرب نفطي في العالم، وإلى تداعيات بيئية شديدة ستلحق الضرر باليمن ودول المنطقة بالدرجة الأولى».
ويذكر أن الناقلة «صافر» التي تحمل ما يقارب 150 ألف طن من النفط الخام، ترسو أمام مرفأ الحديدة منذ ما يقارب الخمس سنوات، وتعرّضت للتآكل والصدأ جراء عدم صيانتها، مما يتهدد اليمن بكارثة بيئية في حال تسرب الحمولة.