المشهد اليمني الأول/
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الإثنين، عن انطلاق واستمرار فعالياتها الوطنية في مواجهة خطة الضم الإسرائيلية لنحو ثُلث مساحة الضفة الغربية المحتلة، والتي ينوي الاحتلال الشروع في تنفيذها مطلع يوليو/ تموز المقبل، ضمن “صفقة ترامب” الأمريكية.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة صلاح البردويل، خلال مؤتمر صحفي، إن: “انطلاق فعاليات واستمرار مواجهة قرار الضم باسم حركة حماس اليوم هي مبادرة إضافية وتشجيعية لكل أبناء شعبنا للانضمام إلى جبهة وطنية عريضة متعددة الوظائف والمهام في مواجهة الاحتلال وخطط الإدارة الأمريكية ورئيسها”.
وأكد البردويل حرص حماس على “سرعة بلورة خطة وطنية موحدة يشارك فيها الجميع لمواجهة المؤامرة”.
وشدد على أن “الجميع مدعوّ لتحويل هذه الكارثة والمحنة إلى منحة وفرصة لاستعادة زمام المبادرة ووضع قطار الوطن على سكته الفلسطينية الوطنية الحقيقية، سكة المقاومة بكل أشكالها وتحت قيادة حكيمة مؤمنة بثوابت الشعب (..) كما ندعو إليها كل الفصائل والأحزاب وقطاعات المجتمع المدني والمجتمع الأهلي الفلسطيني”.
وأوضح البردويل أن “وحدة الصف مقدسة، لأنها ركيزة مهمة من ركائز القوة الوطنية، بحيث يتوجب في إطارها الحفاظ على معاني الشراكة في اتخاذ القرار وفي تحمل مسئوليته”.
وأضاف “لا مجال للتفرد والاقصاء والهيمنة على القرار الفلسطيني، وعلى المؤسسة الفلسطينية، بل يجب عقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير تمهيداً لترسيخ هذه الوحدة على أساس الثوابت الوطنية وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، بناءً يليق بكرامة الشعب وشهدائه وأهدافه الوطنية ويتمثل فيها كل أبناء الشعب تمثيلاً ديموقراطياً صادقاً”.
وذكر أن “التنصل من الاعتراف بالكيان الصهيوني وسحب الاعتراف به والتحلل من أوسلو وتداعياتها هي مقدمة عملية لتحقيق الوحدة ونجاح الجهود الوطنية في مواجهة قرارات الضم وغيرها من القرارات الصهيونية الاجرامية”.
ودعت حماس للاتفاق على استراتيجية وطنية قائمة على مقاومة الاحتلال بكل الأشكال وتحريم التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال، وتحشيد الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم خلفها.
وأشار البردويل إلى أن “قرارات الضم المزمع تنفيذها لم تكن صادمة لنا بالمعنى الذي يجعلنا نرتبك أمامها أو نسلم بمجرياتها؛ فهي قرارات كاشفة عن عمق الجرح الفلسطيني والجريمة الصهيونية وليست منشئة لهذا الجرح”.
وأضاف “فالجرح قديم بقدم المؤامرة الحقيرة على فلسطين وشعبها والتي بدأت حينما منحت بريطانيا عبر وزير خارجيتها بلفور للعدو الصهيوني الحق في إقامة وطن لهذا الكيان المسخ الذي انحدر شعبه من بلاد متباعدة في الجذور وفي المناطق التي انتشروا فيها عبر الأزمان”.
ولفت إلى أن “تداعيات هذه الكارثة تجلت حينما حصل هذا العدو على اعتراف من دول عربية ومن قيادات فلسطينية بأحقيته في الوجود على أرض ليست أرضه وديار لم يكن له فيها أي نصيب على مدى التاريخ”.
وتابع “لقد كانت اتفاقية (أوسلو) سيئة الصيت البوابة الأوسع التي تمادى العدو من خلالها في التوسع في أرضنا والهيمنة على مقدراتنا ونهب أراضينا ليتحول الاستيطان منذ توقيع هذا الاتفاق المشؤوم وحتى اليوم إلى غول يلتهم أرضنا وديارنا”.