كتب/ زيد البعوه: أنواع الصراع والحرب الاقتصادية..
يحاول الطواغيت والغزاة والمحتلين ان يركعوا خصومهم بمختلف الوسائل التي على رأسها القوة العسكرية بمختلف أنواع الأسلحة يقتلون الناس ويدمرون المنازل ويقطعون الطرقات ويعملون ما بوسعهم للنيل من خصومهم برياً وجوياً وبحرياً وهذا ليس الا نوع من أنواع الصراع فهناك الجانب الأمني الذي يعتمد عليه المجرمون في خلخلة الوضع الأمني من الداخل من خلال التفجيرات والاغتيالات وزرع العبوات الناسفة وغير ذلك من وسائل الصراع الأمني لأرباك صفوف المجتمع وجعلهم يعيشون حاله من الخوف وانعدام الامن .
وهناك ايضاً الحرب الإعلامية التي يستخدما الغزاة ضد خصومهم حيث يسخرون عدداً من الإعلاميين المأجورين ويوظفونهم في عدد من وسائل الاعلام بهدف نشر الشائعات والاكاذيب المفبركة لخلق حالة من الرعب في أوساط الناس خاصة اذا لم يكن هناك وعي في نفوس المجتمع المستهدف وهناك العديد من أنواع وأساليب الصراع يسلكها المعتدون لتركيع خصومهم منها السياسية والثقافية الا ان اخطرها واشدها فتكاً الحرب الاقتصادية.
فالحرب الاقتصادية التي يسلكها الظالمون والتي تعتبر جريمة حرب بحد ذاتها لاشرعية لها لا من الله ولا من قوانين الأمم المتحدة ولا حتى من الفطرة الإنسانية ولأن المجرمون لا اخلاق لديهم فهم يعتبرون الحرب الاقتصادية وسيله مهمة للنيل من خصومهم فهم يعمدون إلى حصار الناس وتجويعهم ويستهدفون مصادر ارزاقهم مثل المصانع والمزارع والمحال التجارية .
بل وصل بهم الحال حتى الى استهداف الأسواق وهي مكتظة بالمتسوقين ليس هذا فحسب، بل وصل بهم الحال اليوم مع تطور العلوم والتكنلوجيا الى استخدام أساليب خطيرة تنهك الناس وتصل بهم الى مرحلة الفقر المدقع منها منع المواد الغذائية من الدخول الى المجتمع المستهدف كما يفعل العدو الصهيوني بقطاع غزة وكما يفعل العدوان السعودي الأمريكي بالشعب اليمني.
ثم يقصفون المؤسسات والكهرباء والمياة والمصانع والمطارات والموانئ والطرقات ويعملون ماهوا اشد من ذلك يمنعون الأدوية والمستلزمات الطبية، ويقصفون المستشفيات لكي تنتشر الامراض وينعدم الدواء ويموت الكثير بسبب الحرب وانعدام العلاج .
ثم يذهبون الى ماهوا ابعد من ذلك الى محاربة العملة النقدية بعد ان يقصفوا الموارد التنموية مثل النفط والغاز والموانئ والصيادين فتقل الموارد التنموية ويضعف الاقتصاد وتغلى الأسعار ثم يستخدمون الضربة القاضية والأخيرة والتي تتمثل في اضعاف العملة النقدية من خلال سحبها من البنوك واستبدالها بعملات اجنبية .
وتقل نسبة السيولة في البنك ويضعون حضراً على البنوك المركزية كما يعمل العدوان اليوم بالبنك المركزي اليمني فيصلون بالناس الى حالة من الفقر والجوع والمعاناة فلا تستطيع الدولة ان تصرف رواتب الموظفين ولا يستطيع الناس ان يحصلوا على المواد الغذائية بسبب الحصار والحرب وانعدام الواردات والصادرات .
ويكون المجرمون بذلك قد احكموا قبضتهم وجعلوا الناس معلقين بين الموت جوعاً وحصاراً او قتلاً بالطائرات ولكن هنا لا تغلق المجالات على المؤمنين من عباد الله المستضعفين فالله يهيئ الأمور ويخلق المتغيرات ويوجد الحلول خاصة اذا كان لدى الناس قيادة حكيمة ووعي وبصيرة عالية وثقة بالله..
واذا استطاع الناس ان يتغلبوا على الطواغيت عسكرياً وان يحولوا بينهم وبين تحقيق أهدافهم ويلحقون بهم الهزائم والخسائر في الأرواح والعتاد فهذا عامل مهم من عوامل النصر لن يستطيع الحصار الاقتصادي ان يجعلهم ينهزمون خاصة اذا كان هناك وعي وقيادة حكيمة وحالة من الصبر العملي التي لن تدوم طويلاً لأن هناك حلول أخرى بأيدي الناس هناك التكافل الاجتماعي وهناك التوعية الاقتصادية وهناك البدائل بالنسبة للمواد الغذائية يستغني الناس عن الحاجات الغير ضرورية ويكتفون بالأساسيات، ويعزفون عن الكماليات، ثم يلجأ الناس الى الزراعة بما يستطيعون فالماء موجود والتربة صالحة يزرعون الحبوب والخضروات وحتى الفواكه .
ويأخذون العبر والدروس من الصراعات التي حصلت على مر التاريخ فالحصار كما يعلم الجميع يجعل الناس يفكرون في الحلول والبدائل والاعتماد على النفس بل ان الحصار يجعل الناس يخرجون من حالة الاستيراد إلى حالة الإنتاج المحلي والاكتفاء الذاتي ويبدأ الناس مرحلة جديدة من الحياة المليئة بالعزة والكرامة وعدم استجدا الاخرين والرضوخ لهم .
ولنا عبرة في الحصار المفروض على ايران كيف استطاع الشعب الإيراني ان ينهض وان يصبح قوة اقتصادية عظمى على مستوى العالم رغم الحصار والحظر المفروض على مدى عشرات السنين اما بالنسبة لبقية الأشياء كالأدوية والكهرباء والنفط والغاز .
فهناك حلول بمتناول الناس أولها الصبر واستيعاب المرحلة والاستعداد لخوض المعركة الاقتصادية لكي يتحقق النصر فبالنسبة للعلاج والأدوية يستطيع الناس ان يلجأون إلى الأعشاب والعقاقير والطب البديل ولن يستطيع العدوان يغلق على الناس في غرفه ويمنعهم من الحياة فالله موجود يهيئ الأمور ويشفي المرضى والجرحى ويقذف في قلوب البعض من البشر حب المساعدة الإنسانية والحقوقية وغير ذلك، ولنا عبرة في فلسطين والعراق وكثير من الدول التي واجهت مثل هذه الأمور .
اما بالنسبة للكهرباء فكما يعلم الجميع انه ليس حاجة ضرورية ولا ملحه خاصة في الحروب الا في بعض الأمور التي تتعلق بالمستشفيات وغيرها فهناك البدائل كالطاقة الشمسية التي لن يستطيع المجرمون عن ان يحجبوا الشمس من الطلوع .
وهكذا مع بقية الأشياء إلا ان الشيء المهم هنا هو كيف نواجه اهداف العدوان التي تهدف إلى اضعاف العملة النقدية وانعدام السيولة وافراغ البنك وهذه ليست جديدة، فقد حصلت في دول عده في صراعها مع أمريكا مثل إندونيسيا وبعض الدول الأوروبية والافريقية واستطاعوا ان يجتازوها وان يتغلبوا عليها.
ونحن كشعب يمني بمقدورنا أن نجتاز هذه المرحلة وان نحطم اهداف العدوان وننتصر عليهم من خلال تكاتفنا ووعينا وصمودنا واستجابتنا للقيادة الحكيمة المتمثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله الذي دعا إلى حملة شعبية لدعم البنك لكي يستمر في عمله، ولكي تضل السيولة مستمرة في البنك وتحافظ العملة على قيمتها وعلى حضورها .
وهذا يتمثل في إيداع مبالغ مهما كانت بسيطة في البنك لكي يستثمرها ويوظفها في صالح الشعب ويكون اليمنيين بذلك قد انتصروا على العدوان، وحطموا كبريائه وحافظوا على اقتصادهم وبنكهم ووحدتهم، والله سبحانه هو الكفيل بتحقيق النصر وخلق المتغيرات، فثقتنا به كبيرة بأن وعده سيتحقق مهما كانت الظروف ولله عاقبة الأمور، والعاقبة للمتقين.