المشهد اليمني الأول/
وفقا للمؤشارات الصادرة من منظمة الصحة العالمية فان وضع فيروس” كورونا” يزداد سوءا في انحاء العالم، وحذرت من التراخي في الاجراءات، وذلك بعدما بدأت دول عدة تخفيف القيود منذ أسبوع، التي فرضت سابقا ولمدى أشهر بغية الحد من تفشي الفيروس.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غبريسوس خلال مؤتمر صحافي عبر الانترنت في جنيف: “رغم أن الوضع في طور التحسن في أوروبا، إلاّ أنه يزداد سوءا عالميا”. أضاف:” بعد مرور ما يزيد على ستة أشهر على تفشي الوباء، ليس هذا الوقت المناسب لأن تحد أي دولة من جهودها لمكافحته”.
وحضت المنظمة العالمية الدول العالم مواصلة جهودها لاحتواء فيروس “كورونا” المستجد،” لان أن الوباء يتفاقم عالميا ولم يبلغ بعد ذروته في أميركا الوسطى.
من جانبه، قال كبير خبراء الطوارئ لدى المنظمة مايك رايان: “إن وتيرة العدوى في دول أميركا الوسطى لا تزال في تصاعد”. أضاف: “أعتقد أن هذا وقت مثير للقلق الشديد”، داعيا إلى قيادة حكومية قوية ودعم دولي للمنطقة. وأكد “إن هناك حاجة حاليا إلى التركيز على منع حدوث ذروة ثانية من إصابات” كوفيد – 19″.
سجلت الولايات المتحدة، حتى مساء اول من امس، 450 وفاة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في أدنى حصيلة وفيات يومية في هذا البلد منذ نحو شهرين. وأظهرت بيانات نشرتها جامعة”جون هوبكنز”، التي تعتبر مرجعاً في تتبع الإصابات والوفيات الناجمة عن الفيروس في الولايات المتحدة، أن العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عن الوباء بلغ 110.900 حالة وفاة، من أصل أكثر من 1.955.000 إصابة، وفي المقابل تماثل للشفاء رسمياً 506 آلاف مصاب.
ووفقاً لمقياس وضعه باحثون في جامعة” ماساتشوستس”، استناداً إلى تسعة نماذج وبائية، يتوقع أن يبلغ عدد الوفيات بمرض” كوفيد – 19″ في الولايات المتحدة 127 ألف وفاة بحلول 27 يونيو الجاري.
وإذا كان عدد الذين توفوا من جرّاء “كوفيد – 19” في الولايات المتحدة خلال 24 ساعة بلغ 450 شخصاً فقط، فإنّ هذه الحصيلة لا تعني بالضرورة أن الوباء آخذ في الانحسار لأن الانخفاض في عدد الوفيات قد يكون ناجماً عن آلية حصول “جونز هوبكنز” على البيانات من السلطات الصحية المحلية والتي لا تكون في العادة مكتملة في أول يوم عمل بعد اجازة نهاية الأسبوع.
والولايات المتحدة وبفارق شاسع عن سائر دول العالم البلد الأكثر تضرراً من جراء جائحة كوفيد-19 إن على صعيد الإصابات أو على صعيد الوفيات، لكن دولاً أخرى عديدة أكثر تضرّراً منها من حيث معدل الوفيات بالنسبة لعدد السكان، وفي مقدّمها بلجيكا (83 وفاة لكل 100 ألف نسمة)، تليها المملكة المتحدة (60) ثم إسبانيا (58) وإيطاليا (56) والسويد (46).
وأودى الفيروس الفتّاك بأكثر من 404 آلاف شخص من أصل أكثر من سبعة ملايين شخص أصيبوا به منذ ظهوره للمرة الأولى في الصين في ديسمبر الماضي.
وفي هذا السياق قدرت دراسة أن إجراءات الإغلاق أنقذت ما يزيد عن ثلاثة ملايين شخص في أوروبا من الإصابة بفيروس “كورونا”.
وكشف باحثون في جامعة “إمبريال كوليدج لندن” عن إن لولا إجراءات الإغلاق لاصبحت حصيلة الوفيات ضخمة”.
ولكن الفريق حذّر من أن نسبة صغيرة فقط من الناس أصيبت بالوباء، وأننا “لا نزال فقط في بداية الجائحة”.
وورد في دراسة أخرى أن إجراءات الإغلاق في أنحاء العالم أنقذت عددا من الأرواح وفي وقت قصير بشكل لم يحدث من قبل على الإطلاق”. وقيّمت الدراسة الجامعية أثر القيود في 11 دولة أوروبية، هي النمسا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والنرويج وإسبانيا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة، حتى بداية مايو الماضي. بحلول ذلك الوقت، توفي 130 ألف شخص بسبب فيروس “كورونا” في تلك الدول. واستخدم الباحثون أنماط طرق انتشار الأمراض من أجل توقع عدد حالات الوفيات لو لم يطبق الإغلاق. وتجدر الاشارة الى ان المجموعة التي انجزت هذه الدراسة هي نفسها التي استرشدت بها المملكة المتحدة عندما اتخذت قرار الإغلاق، وقدّر الباحثون أن نحو 3.3 مليون شخص كانوا سيتوفون بحلول الرابع من مايو الماضي لو لم يتم اتخاذ اجراءات احترازية قاسية.
وقال الدكتور سيث فلاكسمان من”إمبريال كوليدج لندن”: إن “الإغلاق جنبنا ملايين الوفيات، هذه الوفيات كانت ستصبح مأساة”، وطرحت معادلاتهم افتراضات عدة ستؤثر على الأرقام.
وتوقع النموذج بأن العدوى كانت ستنتهي تقريبا في هذه الايام من دون إغلاق، مع إصابة الكثير من الناس بالفيروس.
بدلاً من ذلك، يقدر الباحثون أن 15 مليون شخص من جميع أنحاء أوروبا كانوا ليصابوا بحلول بداية مايو الماضي.
ويقول الباحثون إن 4 في المئة على الأكثر من سكان الدول موضوع البحث أصيبوا بـ”كورونا”.
وورد في تقرير عن نتائج الدراسة منشور ايضاً في مجلة “نيتشر” إن الإغلاق منع 530 مليون إصابة في تلك الدول، اذ ان قبيل تطبيق الإغلاق كانت حالات الإصابة تتضاعف كل يومين.
وقال الدكتور سولومون سيانغ، وهو واحد من الباحثين المشاركين في إجراء الدراسة: “إن فيروس “كورونا” مثّل مأساة إنسانية حقيقية، ولكن التحرك العالمي لوقف انتشاره أنقذ خلال فترة قصيرة عدداً من الأرواح أكبر من أي وقت مضى”.