المشهد اليمني الأول/
أكدت مجلة “ذي أتلانتك” الأميركيّة أنّ الرئيس دونالد ترامب “انغمس خلال فترة رئاسته في غرائزه الاستبدادية، وهو الآن يقابل المصير نفسه للمستبدين الذين ينقلب شعبهم ضدهم”.
المجلة اعتبرت في مقال لها بعنوان ” نظام ترامب بدأ بالانهيار” للكاتب فرانكلين فوير، أنّ ما تشهده الولايات المتحدة “هو أقل شبهاً بفوضى عام 1968 التي قسّمت الأميركيين، وأكثر شبهاً بالحركات السلميّة التي كسبت دعماً اجتماعياً واسعاً في أماكن مثل صربيا وأوكرانيا وتونس، وجرفت أمثال ميلوسيفيتش ويانوكوفيتش وزين العابدين بن علي”.
ورأت المجلة أنّه “على الرغم من أن فترة رئاسة ترامب ستنتهي بانتخابات وليس الإطاحة به، فمن الممكن فهم حجم ما نراه وأن نرسم خريطة لما سيأتي بعد ذلك من خلال النظر إلى هذه السوابق من الخارج”، مبرزاً أنّه “كما هو الحال في العديد من هذه الثورات، يتمّ خوض معركتين في أميركا الآن”.
أولى هذه المعارك بحسب المقال، هي “صراع طويل ضد إيديولوجيّة وحشيّة وقمعيّة”، أمّا المعركة الثانية فهي “قتال أضيق حول مصير زعيم محدد”.
وأشارت المجلّة إلى أنّ ترامب “صعد إلى السلطة بإشعال التوترات العرقيّة، وهو يجد مصيره الآن متورطاً في النضال ضد وحشيّة الشرطة والعنصريّة”.
المقال أضاء أيضاً على قمع الشرطة الأميركية للاحتجاجات ضد العنصريّة والمطالبة بالعدالة لجورج فلويد، مبرزاً أنّه “يمكن ملاحظة كيف أدى قمع ترامب العنيف للاحتجاجات في ساحة لافاييت قرب البيت الأبيض إلى تضخم صفوف المتظاهرين”، ومن الممكن برأيه أيضاً ملاحظة “كيف بدأت النخب، في غضون أيام قليلة فقط، حجب التعاون، بدءاً من الدوائر الخارجيّة للقوّة كما تحوّلت سريعاً إلى الداخل”.
وفي تعقيبها على قرار موقع “تويتر” حجب تغريدة لترامب، ووصف تغريدات أخرى له بـ”المضللة” في الآونة الأخيرة، وصفت المجلة الأمر بـ”اللحظة المفصليّة”، مؤكدةً أنّ “الشركة زوّدت لسنوات الرئيس الأميركيّ بمنصّة للدعاية وآلية للثأر من أعدائه، لكن فقط عندما استخدم “تويتر” للتهديد بالعنف ضد الاحتجاجات، حدّت الشركة أخيراً من قدرة المستخدمين على رؤية أو مشاركة تغريدته”.
كما تناولت المجلة مسألة رفض وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر مؤخراً، الامتثال لتهديد ترامب بنشر القوّات المسحلة في الشوارع لقمع التظاهرات باعتبار أن الحالة الراهنة لا تستدعي ذلك، مشددةً على أنّ الأمر “من بين الحالات الأكثر إثارةً للانتباه، لمسؤول يخالف رئيسه في العقود الأخيرة”.
وختمت المجلة مقالها بالإشارة إلى أنّه “حتى لو أخفقت الاحتجاجات وانتهى موكب الاستنكار، فإنّ غالبية الشعب الأميركي على الرغم من الانقسامات في البلاد، انضمّ معاً في استياء مشترك من الرئيس، على الأقل للحظة واحدة”.