المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    محذراً دول العدوان.. الحوثي: خياراتنا مفتوحة وسقف أهدافنا فوق المتوقع

    وجه عضو المجلس السياسي الأعلى محمد على الحوثي رسالة...

    الزنجبيل.. مشروب يحسن الدورة الدموية ويشعرك بالدفء في الشتاء

    المشروبات الدافئة تحسن من الدورة الدموية، ومن سريانها والشعور...

    مؤتمر تلميع القتلة والارتزاق الأممي

    المشهد اليمني الأول/

    لتلميع القتلة وتحسين صورتهم ، والتنصل عن القيام بالمهام الإنسانية والإغاثية ، وزيادة حجم معاناة الشعب اليمني في ظل العدوان والحصار ، والحصول على مكاسب لها وللعاملين معها ذهبت الأمم المتحدة بالتنسيق مع المتسبب الرئيسي في الأزمة اليمنية ، والطرف الذي يقف خلف معاناة الشعب اليمني ، والذي لم يتوقف منذ أكثر من خمس سنوات عن قتلهم وتشريدهم ومحاصرتهم وتجويعهم وقطع مرتباتهم ، ومحاربة اقتصادهم وتدمير عملتهم ، واستمرار معاناة أسراهم ، وجرحاهم ومرضاهم ، وتدمير كل مقدراتهم ، المتمثل في الكيان السعودي المحتل الباغي ، لعقد مؤتمر دولي للمانحين تحت شماعة جمع التبرعات لمساعدة اليمنيين ، والذي استضافته عاصمة العدوان الرياض ، في فضيحة جديدة للأمم المتحدة التي لطالما تشدقت بحياديتها وإنسانيتها وحرصها على تحقيق السلام وتقديم العون للشعوب المنكوبة .

    القاتل السفاح الذي دمر كل ما هو جميل في اليمن ، وأدخل الشعب اليمني في خضم أزمة معيشية بالغة الصعوبة لم يشهدها من قبل ، والذي ما يزال يقتل ويدمر وينهب ويبطش ويقصف ويفتك ويعتدي ويحاصر ، إزاء ذلك سعت الأمم المتحدة من خلال هذا المؤتمر لتلميع وتحسين وتجميل صورته أمام العالم ، وتقديمه للعالم على أنه الحمل الوديع ونبع الإنسانية ، وأن قيادته الإجرامية لا تنام لشدة حرصها على سلامة اليمنيين ، وأنها لا تتوانى عن تقديم العون والمساعدة لهم عبر ما يسمى بمركز الملك سلمان ، في مغالطة مفضوحة ، وتدليس قذر من قبل الأمم المتحدة التي باتت روائح عهرها وارتزاقها الاممي تزكم الأنوف ، وتبعث على الحسرة ، جراء هذا السقوط القذر ، والانحطاط الأكثر قذارة الذي وصلت إليه الأمم المتحدة .

    لو كانت الأمم المتحدة جادة في توفير الدعم لليمن واليمنيين لما عقدت المؤتمر في الرياض ، وهي المسؤولة عن هذه المعاناة التي تتطلب المساعدة والعون ، ولكنها تبحث فقط عن مصالحها ، وتوفير الإعتمادات المالية لها ولموظفيها والعاملين معها والتي تستنزف نسبة كبيرة من المساعدات الخجولة التي تقدمها ، ومع فشل مؤتمر دعم الأمم المتحدة وحكومة الفنادق في توفير الإعتمادات اللازمة ، والذي كان متوقعا من قبل الأمم المتحدة ، جعلت منه الأخيرة مبررا لتوقيف بعض أنشطتها وأعمالها الإغاثية ، في مؤامرة جديدة تهدف إلى زيادة معاناة المواطنين وتضييق الخناق عليهم ، في عملية ابتزاز أممية واضحة للمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ ، في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن ، في ظل تفشي فيروس كورونا ، والهدف منها الضغط على القوى الوطنية وربط المساعدات الأممية بتنازلات سياسية سيادية لحساب قوى العدوان ، غير مكترثة بتداعيات وآثار هذا التصرف الإجرامي اللا مسؤول وما قد يترتب عليه من نتائج كارثية على مختلف الأصعدة في ظل استمرار العدوان والحصار للعام السادس على التوالي .

    بالمختصر المفيد: مؤتمر الرياض للمانحين أسقط كافة الشعارات الزائفة والمثل الديكورية التي ترفعها وتتظاهر بها الأمم المتحدة ، فكان الفاضح لها ، والمؤكد لمن لا يزال في داخله ذرة شك ، بأنها جزء لا يتجزأ من هذا العدوان ، وأنها شريكة لدول التحالف الذي تقوده السعودية في كل الجرائم التي ارتكبوها في حق اليمن واليمنيين ، وأنها أحد المستفيدين من وراء إطالة أمد العدوان والحصار ، ويجب مكاشفتها بذلك ، وإطلاع العالم على حقيقتها ، فهي قبل أمريكا وإسرائيل ومرتزقة الفنادق لا ترغب في إيقاف العدوان ورفع الحصار وإنهاء معاناة الشعب اليمني ، تتماهى مع قوى العدوان في خرقها لاتفاق السويد ، وامتناعها عن صرف المرتبات ، واستمرار حظر الملاحة الجوية عبر مطار صنعاء ، والتنصل عن تعهداتها بنقل المرضى للعلاج ، والتلاعب بالمساعدات الإغاثية البسيطة التي تصل عبر ميناء الحديدة بعد احتجازها وتفتيشها ، وهي شريكة في عرقلة تنفيذ عملية تبادل الأسرى ، وعدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار ورفع الحصار والذهاب بالأطراف اليمنية نحو طاولة الحوار ، هذه هي حقيقة الأمم المتحدة ، وهذه هي سياستها ، فلا خير يرتجى منها ، ولا أمل أن تلعب دور الوسيط النزيه غير المنحاز ، فهي سعودية أكثر من آل سعود ، وهي أداة بيد الأمريكيين واليهود ، تنفذ ما يطلبوه منها ، وتعمل على خدمتهم بلا حدود .
    ___________
    عبدالفتاح علي البنوس

    spot_imgspot_img