المشهد اليمني الأول/
ولد إليسون في عائلة كاثوليكية، واعتنق الإسلام هو شاب عندما كان يدرس القانون (رويترز).
قال الكاتب جان بابتيست فرانسوا، في تقرير بصحيفة “لاكروا” الفرنسية، إنه في الولايات المتحدة التي هزنها حادثة قتل المواطن من أصول أفريقية جورج فلويد على يد شرطي، يجد شخص من الجناح اليساري للحزب الديمقراطي نفسه في دائرة الضوء.
إنه النائب العام في ولاية مينيسوتا كيث إليسون، وهو ديمقراطي معروف بأنه أول نائب اتحادي يؤدي اليمين الدستورية على القرآن، كما أنه أدان ضابط الشرطة ديريك تشوفين المتورط في قتل الأميركي الأفريقي جورج فلويد.
يتحمل كيث إليسون (56 عاما) العبء الأكبر لمقاضاة ديريك تشوفين ضابط الشرطة المتهم بخنق الضحية حتى الموت، وقد أوكل له حاكم الولاية الديمقراطي تيم فالز هذه المسؤولية بعد التشاور مع عائلة جورج فلويد.
وأورد الكاتب أن كيث إليسون قبِل هذه المهمة “بتواضع وجدية كبيرين”، وعلق على تويتر قائلا “سنوظف كل الموارد اللازمة لتحقيق العدالة في هذه القضية”.
وللإشارة فإنه في الولايات المتحدة، يتم تعيين مدعي عام في كل ولاية من الولايات الخمسين، حيث يعد صاحب هذا المنصب المستشار القانوني الرئيسي للحكومة، وهو أيضا من الجهات المسؤولة عن تطبيق القوانين.
ويتم تعيين البعض منهم مباشرة، في حين يكون البعض الآخر منتخبين على غرار كيث إليسون، الذي تقلد هذا المنصب بعد عدة انتدابات اتحادية.
عندما دخل مجلس النواب عام 2003، اعتبر الجمهوريون المحافظون ذلك بمثابة “فضيحة” خاصة حين أصبح أول عضو يحلف على القرآن بدلا من الكتاب المقدس. في المقابل، لم يمنعه ذلك قط من إعادة انتخابه في عام 2007 في ولاية ريفية ذات أغلبية كبيرة من البيض.
وأكد الكاتب أن قرار حاكم الولاية تيم والز بأن يكون إليسون على رأس هذه القضية دليل يعكس أخذه بعين الاعتبار رأي المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع تنديدا بعنف الشرطة المدفوع بالعنصرية.
وفي حديثه عن عدم الثقة في النظام القضائي، أوضح إليسون أنه “يجب أن نبدأ بالتأكد من استعادة الثقة”.
وفي الحقيقة، يتعلق هذا الأمر أيضا بعدم خسارة مينيسوتا، في منطقة البحيرات العظمى التي كانت مسرحا لهزيمة هيلاري كلينتون أمام دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة عام 2016.
مقتل فلويد الأمريكي ذو الأصول الأفريقية على يد شرطي فجّر غضبا عارما في مختلف أنحاء أميركا (رويترز)
رفع المعنويات
يمكن لسيرة المدعي العام إليسون أن تطمئن بعض المتظاهرين. فقد ولد في عائلة كاثوليكية، واعتنق الإسلام في سن التاسعة عشرة عندما كان يدرس القانون، وقضى شبابه بين مجموعة “المسلمين السود”، وهي مجموعة سياسية دينية تدعو إلى القومية الأمريكية الأفريقية.
كما أن إيلسون شخصية يسارية في الحزب الديمقراطي، ودعم بيل ساندرز خلال الترشيح الديمقراطي. وفي عام 2018، ترشح كيث إليسون لمنصب المدعي العام، وتعهد بأن يسعى للتصدي لبعض الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب، بما في ذلك “حظر السفر”، بموجب مرسوم يناير/كانون الثاني 2017 الذي يحظر برنامج استقبال اللاجئين.
من جهتها، رحّبت عائلة جورج فلويد باعتقال الشرطي كخطوة أولى نحو “تحقيق العدالة”، لكنها قالت إنها “متأخرة” وغير كافية. وقالت في بيان لها “نريد أن توجه له تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، نريد أن يعتقل الوكلاء الآخرون المتورطون”.
وحتى الآن، رفعت شكوى جنائية من قبل المدعي العام في مقاطعة هينيبين ضد ضابط الشرطة المتهم بارتكاب “القتل من الدرجة الثالثة” و”القتل غير العمد”، وسيعود الأمر إلى كيث إليسون، إذا لزم الأمر بعد التحقيق، إعادة تكييف الحقائق.