المشهد اليمني الأول/
أعاد احتدام الصراع العسكري في ليبيا ومساعي أمريكا إلى إيجاد موطئ قدم لها هناك، الجدل حول مسألة الوجود العسكري الأمريكي في تونس، ومخاوف من اعتماد الأراضي التونسية قاعدة للتدخل العسكري في ليبيا.
ورغم بيان الطمأنة الذي أصدرته قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، إلا أن سياسيين وخبراء يعبرون عن مخاوف جديّة من أن تكون السلطات التونسية قد أبرمت فعلا اتفاقية مع الأمريكيين في هذا الاتجاه، خاصة أنّ ردود الفعل الرسمية بهذا الشأن تراوحت بين الصمت وإصدار بيانات جافة ومقتضبة.
وتقول مديرة مكتب الدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية بدرة قعلول: إنّ ”من مسؤولية رئيس الجمهورية اليوم أن يخرج عن صمته ويوضح حقيقة ما يجري، خاصة أن مسألة الدفاع الوطني والعلاقات الخارجية تبقى من اختصاصه“.
وتعتبر قعلول أنّ ”الانتشار الأمريكي المفترض في شمال أفريقيا ربما يكون نتيجة تمدد روسي بالمنطقة تفطنت إليه أمريكا ولا تنظر إليه بعين الرضا، وعلى الرئيس أن يكشف ما إذا كان قد أبرم اتفاقات مع الروس لتردّ واشنطن بمحاولة فرض وجودها في المنطقة“.
من جانبه، أكد البرلماني السابق الصحبي بن فرج أنه ”كان على السلطات التونسية، سواء رئيس الجمهورية أو وزير الشؤون الخارجية، أن يشيرا بوضوح إلى أن تونس لا يمكن أن تكون مقرّا لقوات عسكرية أجنبية مهما كانت“، مشيرا إلى أنّ ”تونس تاريخيا محسوبة على المحور الغربي الأمريكي الأوروبي، وهي أقرب منه إلى المحور الشرقي وإلى روسيا والصين“.
وقال بن فرج: إنّ ”ذلك لا يعني قطعا أن نقدّم أرضنا وندخل في محاور وفي حروب نحن في غنى عنها… الأحداث الحالية في ليبيا، وخصوصا التواجد الروسي المفترض، لا يمكن أن تكون مقبولة لدى الأمريكان، ومن هنا عاد الحديث عن إعادة تركيز قاعدة عسكرية أمريكية في شمال أفريقيا“، مرجحا في الوقت نفسه أن ”لا تكون هذه القاعدة في تونس؛ لأن هناك رفضا شعبيا ورسميا لهذا التوجه“.