المشهد اليمني الأول/
في وقت تتصاعد فيه المظاهرات الإحتجاجية في الولايات المتحدة الأمريكية ضد العنصرية، مرة اخرى تكذب معلومات الاستخبارات الامريكية مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وقوف جماعات يسارية خلف التحريض على النهب والعنف الذي تشهده مدن أمريكية على خلفية جريمة قتل الشاب جورج فلويد، حيث اكد تقييم استخباراتي على عدم وجود اي ادلة ان هناك متطرفين منظمين يقفون خلف الاحتجاجات.
اللافت ان الجزء الذي اطلعت عليه وكالة رويترز من التقييم الاستخباراتي لم يقدم اي دليل على ان الاحتجاجات يقودها متطرفون فحسب بل كشف عن نقطة في غاية الخطورة ومفادها ان أنصار فكرة تفوق البيض يعملون على الإنترنت لتأجيج التوتر بين المحتجين وأجهزة إنفاذ القانون عن طريق الدعوة إلى ارتكاب أعمال عنف ضد كل من الطرفين، وهو ما عزز الشكوك من ان الجماعات العنصرية المؤيدة لترامب تقف وراء اعمال النهب، وكذلك العنف بين المحتجين والشرطة، بهدف ارباك الاوضاع لمصلحة ترامب، لاظهاره بمظهر المنقذ، لدعم حظوظه الانتخابية التي اخذت تتدنى بشكل لافت.
ترامب وقبل الكشف عن هذا التقييم الاستخباراتي كان قد هدد بتصنيف حركة النشطاء اليسارية المناهضة للفاشية “أنتيفا”، منظمة إرهابية، في محاولة للتملص من مسؤولية ما يحدث، وكذلك في محاولة للتغطية على ممارست الجماعات العنصرية المؤيدة له والتي اخذت تنشط لدفع الامور لمزيد من الفوضى.
هذه ليست المرة الاولى التي تكذب فيها اجهزة الاستخبارات الامريكية مزاعم ترامب، فهناك العديد من التقارير التي رفعتها وكالة الاستخبارات المركزية تناقضت فيها المعلومات ممع مزاعم ترامب وبشكل فاضح، ومنها انكار ترامب لوجود اي دور لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قتل المعارض السعودي جمال خاشقجي، رغم التقرير الذي رفعته اليه مديرة المخابرات المركزية الأمريكية جينا هاسبل والتي قدمت فيه الادلة على تورط مباشر لبن سلمان في جريمة قتل خاشقجي.
كما نفت تقارير وكالة الاستخبارات الامريكية وجود اي ادلة على تورط مركز ابحاث صيني في مدينة ووهان في صناعة فيروس كورونا ، كما يدعي ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو.
تقارير اخرى لوكالات الاستخبارات المركزية الامريكية اكدت على انها حذرت ترامب في بداية يناير/كانون الثاني عام 2019 ،من حجم وشدة تفشي فيروس كورونا المستجد في الصين، بينما ترامب كان ومازال يؤكد انه لم يعلم بخطورة فيروس كورونا الا قبل فترة وجيزة!!.