المشهد اليمني الأول/
ما هي “أنتيفا”؟
تعود أنتيفا لحركات إيطالية مناهضة للفاشية ظهرت عام 1919، واسم Antifa مكون من كلمتين Anti وFa “اختصار الفاشية” وبذلك يصبح المعنى المقصود “ضد الفاشية”، ويستخدم هذا المصطلح للتعبير عن مناهضة العنصرية، والرأسمالية والتمييز عن طريق الجنس.
ويُعرف أصحاب هذا الاتجاه بأنهم من أشد معارضي الحكومة وحكم الرأسمالية، كم أنهم معروفون بميولهم للعنف أكثر من أي تنظيم يساري متطرف آخر.
نمت هذه الحركة في الولايات المتحدة بشكل ملحوظ، خلال ٢٠١٦، بالتزامن مع ظهور اليمين المتطرف في البلاد على السطح، والمتمثل في حركة القوميين البيض.
لدى حركة أنتيفا رصيد كبير من العنف، واشتهرت سابقا بعبارة “الليبراليون يستحقون رصاصة أيضا”.
ويتميزون بلبس اللون الأسود وإخفاء وجوههم كملثمين.
وشهدت تظاهرة شارلوتسفيل، بالولايات المتحدة الأمريكية، التي انطلقت في ٢٠١٧، والتي زادت بسيادة الأبيض، مشاركة من عناصر ترتدي أقنعة سوداء، أطلق عليها الإعلام الأمريكي والأوروبي حينها اسم “انتيفا”.
وكان لتلك العناصر دور مهم في اشتعال العنف في شارلوتسفيل، ولكنهم كسبوا شعبية أيضا، كونهم التيار المعادي للتطرف اليميني، حتى أن الكاتب والأكاديمي الشهير، كورنيل ويست، الذي كان حاضرًا في أحداث شارلوتسفيل، وأعرب عن إعجابه بقيام الحركة بحماية الأنشطة المناهضة للعنف، وقال لصحيفة واشنطن بوست حينها: “لولا حماية مناهضي الفاشية لنا من الفاشيين الجدد لكانوا سحقونا مثل الصراصير”.
حصلت هيئة الإذاعة البريطانية على مقابلات مع بعض أعضاء الحركة، وقال أحدهم “إن الأمر لا يقتصر على مقاومة الإدارة الفيدرالية فحسب، بل يقاوم أيضًا التحركات التي يمكن أن تؤدي إلى الفاشية، وتلك تحدث محليًا سواء من المسؤولين المحليين أو من حركات اليمين البديل”.
ومثل الحركات الاحتجاجية الأخرى التي يعود تاريخها إلى الأناركيين الألمان في حقبة الحرب الباردة، غالبًا ما يرتدي أنصار Antifa جميعًا باللون الأسود، وأحيانًا يغطون وجوههم بالأقنعة أو الخوذات حتى لا يمكن التعرف عليهم من قبل الجماعات المتعارضة أو الشرطة.
وقالت “بي بي سي”، إن لديهم استعداد كبير، إلا أن هناك فئة منهم تشجب استخدام الأسلحة والعمل المباشر العنيف.
بدأت الحركة ذكورية، إلا أنه سرعان ما انضمت النساء بأعداد كبيرة، وتم القبض على بعضهن في كاليفورنيا وأماكن أخرى.
ترامب وأنتيفا
يبدو أنه يوجد عداء خاص بين الحركة وبين الرئيس، خاصة بعدما قالوا إن ترامب زاد من معدلات العنف في الولايات المتحدة.
ولا ينفك الرئيس الأمريكي من اتهام الحركة بزعزعة الاستقرار وبث الفوضى.
وقال ترامب في يوليو الماضي إنه يدرس تصنيف حركة “أنتيفا” اليسارية المتطرفة المناهضة للفاشية كمنظمة إرهابية.
وغرد ترامب على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي قائلاً “يجري النظر في إعلان “أنتيفا”، الحركة الجبانة اليسارية المتطرفة الذين يتجولون ويضربون الأشخاص (غير المقاتلين فقط) فوق رؤوسهم بمضارب بيسبول، وهي منظمة إرهابية رئيسية (جنبًا إلى جنب مع إم إس -13 وغيرها)”.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن ذلك “من شأنه أن يسهل عمل الشرطة”.
وانتقد ترامب مرارًا وتكرارًا الجماعة المتطرفة، ووصفها مؤخرًا بأنهم “مرضى وأشرار” في تجمع حاشد في نورث كارولينا.