المشهد اليمني الأول/
أعلنت 25 مدينة أميركية كُبرى في 16 ولاية، فرض حظر للتجوّل منذ أمس السبت، لوقف الاحتجاجات المناهضة للعنصرية التي لا تزال مستمرة في شتى أنحاء الولايات المتحدة.
وجاء ذلك بعدما شهدت الأيام القليلة الماضية، تفشي الاحتجاجات التي بدأت في مدينة منيابولس على إثر مقتل الرجل الأميركي الأفريقي، جورج فلويد، بعدما قام شرطيّ بطرحه أرضًا وتثبيته لدقائق عدّة بينما كان يضغط بركبته على رقبته حتّى لفظ أنفاسه.
وواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تحريضه على المحتجين، وخصومه السياسيين في الحزب الديمقراطي، مبديا دعمه للجيش (الحرس الوطني)، في مساعدة الأجهزة الأمنية الأخرى لفض الاحتجاجات، وناعتا المتظاهرين بـ”اللصوص” و”الفوضويّين”، في سلسلة تغريدات طويلة لم ينتقد فيها عنف الشرطة.
وقال ترامب في مركز كينيدي الفضائي في فلوريدا، حيث كان يُتابع تحليق رائدي فضاء أميركيّين، إنّ “وفاة جورج فلويد في شوارع مينيابوليس مأساة خطيرة”. لكنّه زعم أن ذكرى فلويد “أساء” إليها “مشاغبون ولصوص وفوضويّون”، داعيًا إلى “المصالحة، لا الكراهية، وإلى العدالة، لا الفوضى”.
وواصل المحتجون من شتى أنحاء الولايات المتحدة بالتدفق إلى الشوارع، موسعين رقعة الاحتجاج، في مظاهرات سلمية واشتباكات مع عناصر الأمن تخللها حرق مراكز ومدرعات للشرطة، فيما استجابت الشرطة بعنف شديد جدا للاحتجاجات، بالاعتداء على المتظاهرين السلميين و”غير السليميين”، بالهراوات والغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي.
ووثقت الكاميرات حوادث كثيرة لعنف الشرطة، بما في ذلك دهس سيارتين تابعتين لشرطة مدينة نيويورك، لمحتجين أغلقوا الشارع. ولم تتوقف الشرطة عند مهاجمة المحتجين فقط، فقد اعتدى عناصرها على صحافيين، واعتقلوا آخرين لتوثيقهم الاحتجاجات.
وشهدت المظاهرات رد فعل عنصري أيضا من اليمين الأبيض المتطرف، حيث حاول بعد المتطرفين البيض الاعتداء على المتظاهرين، أو المارة من أصحاب البشرة السوداء علما أن المظاهرات تُشارك فيها مختلف شرائح المجتمع الأميركي.