المشهد اليمني الأول/
کشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” الاسرائیلیة عن اجراء مفاوضات بين السعودية والأردن ومصر والامارات مع الولایات المتحدة لقبول ضم غور الاردن وأجزاء من الضفة الغربية المذکورة في صفقة ترامب للکیان الاسرائیلي.
على ماذا يدل هذا!!
بينما اعترفت مصر والاردن قبل سنوات بشکل رسمي بالوجود الاسرائیلي في اطار التعامل معها، فإن خبر “يسرائيل هيوم” يشير إلى تلاعب سعودي اماراتي مزدوج بالرأي العام العربي الإسلامي حول القضية الفلسطينية.
قال وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زاید آل نهیان قبل ايام انه يعارض ضم اجزاء جديدة من الضفة الغربية وغور الاردن الى اسرائيل. كما أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا مماثلا قبل يوم القدس العالمي فقط بيوم واحد.
ولم تذكر”إسرائيل هيوم” اسم البحرين ضمن هذه الدول لكنها بالتاكيد مدرجة في قائمة الدول المطبعة الجديدة. لكن سبب عدم ذكرها يعود الى أن الحكومة البحرينية تتبع سياسة الحكومة السعودية ولا تحظى باستقلال في الراي من وجهة نظر الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال دبلوماسي سعودي مقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن الدول الأربع لا تعتزم تعريض علاقاتها مع الولايات المتحدة للخطر بسبب الفلسطينيين وهذا يعني أن “حكام” هذه الدول لا ينوون تقويض وجودهم السياسي في معارضة الولايات المتحدة.
وطالب الدبلوماسي من مسؤولي السلطة الفلسطينية ان يدركوا الظروف الدولية وان يقبلوا فلسطين المحصورة في الضفة الغربية وان يفهموا أن المصالح الدولية قد تغيرت بالكامل.
هذه النصيحة ان دلت على شئ فانها تدل على أن المطبعين الجدد لايزالون يعتقدون أن الرأي العام العربي والإسلامي سوف يوبخهم بشأن القضية الفلسطينية، فلذلك يحاولون جعل ضم الضفة الغربية ووادي الاردن إلى الارضي المحتلة امرا مقبولاً من قبل الفلسطينيين. وإذا تحقق هذا الامر فمن الواضح أن هذه الدول ستحصل على مبتغاها دون ان تدفع فلسا واحدا لتحقيقه.
رغم أن السعودية هي في الواقع الراعي الرئيسي لهذا النهج الجديد، إلا أنها كانت في السابق حريصة جدًا على إدارة المعركة بصمت. وعلى هذا الاساس فيمكننا فهم سبب دعم ترامب لابن سلمان في قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، واعتقال 200 من الامراء السعوديين بذريعة محاربة الفساد والقبض على المنافسين الجديين للحكومة السلمانية في الأشهر الأخيرة.
تظهر هذه الحقائق، أن قبول السعودية وشركاؤها لصفقة ترامب كان امرا محتوما وحصل كل من ابن سلمان وابن زايد على الضمانات اللازمة للجلوس على العرش من قبل ترامب في شكل صفقة القرن.
وكان بنيامين نتنياهو قال مؤخرًا أن ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الاردن الى اسرائيل قريب جدًا كاشفا ان توقيته سيكون بعد شهرين من تشكيل الحكومة الاسرائيلية. وتظهر تصريحات نتنياهو، الذي كان يتحدث بثقة، أنه تم التنسيق مع هذه الدول والحصول على الضوء الاخضر منها بالكامل.
ويُظهر استقبال الامارات للوفود السياسية والرياضية الاسرائيلية تحت عناوين مختلفة وتسيير الرحلات الجوية الإماراتية الأخيرة إلى إسرائيل من المغرب، بالإضافة إلى نقل المساعدات الإماراتية للفلسطينيين من مطار بن غوريون، أن ابوظبي كانت قد مهدت الطريق لتنفيذ صفقة ترامب منذ فترة طويلة.
واخيرا بالنظر الى ان ترامب عليه أن يقدم سجلًا إيجابيًا في مجال السياسة الخارجية من أجل الترشح في الانتخابات القادمة ربما تنفيذ صفقة القرن بامكانه أن يحقق جزءا من هذا الهدف لان إخفاقات ترامب في السياسة الخارجية لا تقتصر على ملفي إيران وكوريا الشمالية فقط.