المشهد اليمني الأول/
لا يخفى على أحد ان الخلافات داخل الأسرة الحاكمة في الممكلة العربية السعودية أصبحت عيان للجميع بل وحتى أخذت الخلافات تمس أميرات أسرة آل سعود.
وليس طلب الأميرة بسمة بنت سعود، الابنة الصغرى للملك السعودي السابق سعود بن عبد العزيز، من عمها الملك سلمان وابن عمها الأمير محمد للإفراج عنها، مجرد مثال واحد على معاناة أميرات الأسر الحاكمة في دول الخليج الفارسي.
إن الحياة المزدهرة في القصور الفاخرة ليست سوى جانب واحد من حياة هؤلاء الأميرات، اما الجانب الآخر فهو مليء بآلام تؤدي بهم في بعض الأحيان إلى التعذيب والسجون وحتى إلى حد الانتحار.
وتكمن وراء قصص الأميرات العربيات الهاربات، أسباب سياسية واجتماعية وخلافات عائلية، وأحيانًا قضايا عاطفية، لكن قصص الهروب هذه تفشل غالبًا.
اختُطفت الأميرة بسمة وابنتها سهود، اللتان كانتا في طريقهما إلى سويسرا لتلقي العلاج الطبي، من أمام منزلهما، وهما يقبعان في سجن “حائر” بالرياض منذ أكثر من عام.
وقد صرحت الأميرة السعودية البالغة من العمر 56 عامًا، والتي تعاني من ظروف بدنية متدهورة، مرارًا وتكرارًا أنها لا تتلقى أي رعاية طبية وانها أرسلت عدة رسائل إلى الديوان الملكي ولم تتلق أي رد.
الأميرة بسمة كاتبة وناشطة إعلامية سعودية قامت بتأليف العديد من الكتب حول حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية ودعت في السابق إلى الإصلاح السياسي في المملكة العربية السعودية.
ومع ذلك، فإن مواقفها تتناقض بشكل صارخ مع مواقف ولي العهد السعودي الشاب، حيث انها انتقدت على نطاق واسع المسؤولين السعوديين لحصارهم قطر وشجبت الحرب اليمنية الدموية ووصفتها بأنها أكبر مأساة إنسانية، وذلك خلال تصريحاتها على قناة بي بي سي العربية في عام 2018.
وقالت الأميرة بسمة إن محمد بن سلمان سيزيل عن طريقه أي أمير يعترضه ولا يوافق على رؤية “2030”. ودفعت هذه الانتقادات من قبل الأميرة بسمة، ابن عمها محمد بن سلمان الى سجنها في فبراير 2019.
عندما تكون والدة ولي العهد في غير مأمن من قمع ابنها
لم تكن والدة ولي العهد الأمير محمد في مأمن من قمع ابنها لها، حيث فرض عليها اقامة جبرية ومنعها من لقاء زوجها الملك سلمان لفترة طويلة.
وبحسب شبكة إن بي سي نيوز، أفادت تقارير أمريكية نقلا عن 14 مسؤولًا حكوميًا أمريكيًا سابقًا وحاليًا، ان محمد بن سلمان أخضع والدته لإقامة جبرية، بعد ان احتجت على صعود نجلها إلى السلطة بهذه السرعة.
وقال أحد المقربين من العائلة المالكة إن محمد بن سلمان كان على جدال وخلاف مع والدته لسنوات عديدة، لأسباب مختلفة، منها أن ولي العهد الشاب يعتقد أن والدته تحاول زيادة نفوذ أقاربه في السلطة.
وفي نوفمبر 2017، تم القاء القبض على “الأميرة ريم”، ابنة الأمير وليد بن طلال، خلال حملة الاعتقال التي شنها محمد بن سلمان ضد أمراء سعوديين بحجة محاربة الفساد.
ولم يتحدث المسؤولون السعوديون أبداً عن أسباب اعتقال الأميرة ريم؛ لكن المراقبين يعتقدون أن بن سلمان استخدم اعتقالها كوسيلة ضغط ضد والدها، الذي رفض الاستثمار في مشروع “نيوم”.
ومن جانب أخر، أثار طلب “سارة بنت الأمير طلال بن عبد العزيز”، اللجوء في الولايات المتحدة عام 2012 جدل كبير داخل العائلة المالكة.
واتهمت هذه الأميرة السعودية، المعروفة باسم “باربي”، المسؤولين في الديوان الملكي السعودي بالفساد، قائلة إن سبب طلب اللجوء هو القيود المفروضة على العائلة المالكة والتعذيب النفسي والبدني.
وعبّرت باربي السعودية بحرية عن آرائها حول حرية المجتمعات والمؤسسات القانونية والخيرية، ويبدو أنها واحدة من الشخصيات المعارضة في آل سعود.
ولم تتمكن السلطات من إقناع حفيدة مؤسس آل سعود، بالعودة إلى الرياض عن طريق المال والثروة، في حين لم ترد أنباء عن هذه الأميرة منذ سنوات.
بالإضافة إلى السعوديين، فإن حاكم دبي، “محمد بن راشد آل مكتوم”، هو الآخر، تحوم حوله الكثير من الجدل حول قضية هروب الأمراء واعتقالهم، من هروب واعتقال ابنته “شمسة”، إلى هروب زوجته الأردنية “هيا” الى لندن.
وهربت “شمسة” من قصر والدها في عام 2000 عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها وتم القبض عليها بعد بضعة أسابيع بناء على أوامر والدها وعادت إلى المنزل.
في حين أن هناك الكثير من الأخبار عن سجن “شمسة” وتعذيبها وضربها ومحاولات الانتحار، حيث لم يتم رؤيتها في العلن منذ أكثر من 20 عامًا.
والى جانب “شمسة”، هربت ابنة بن راشد الأخرى، “لطيفة”، بمساعدة مدربتها الفنلندية تينا يوهانين، إلى الهند في قارب بحري، لكن المحاولة بائت بالفشل واستطاعت وحدة كوماندوز هندية وإماراتية من اختطافها واقتيادها إلى قصر والدها، حيث اثيرت قضية “شمسة” مجددا.
وقالت “لطيفة” ذات الـ 33 عامًا، في مقطع فيديو نُشر على موقع يوتيوب، إنها تخطط للهروب من بلادها وإنهاء المعاناة التي تعرضت لها هي وشقيقتها، كما انتقدت والدها قائلة إنه لم يفكر إلا في نفسه وانه ضحى ودمر حياة الكثيرين.
لكن هروب “هيا بنت الحسين”، الزوجة السادسة لحاكم دبي وأخت الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، والتي تصغر بسنوات كثيرة عن زوجها، هو الأحدث في سلسلة هروب من أميرات دول الخليجية الذين فروا إلى لندن العام الماضي من أزواجهن.
إن معاناة أميرات الخليج الفارسي، بمن فيهم بنات الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز وزوجته “العنود الفايز”، التي لجأت إلى بريطانيا بعد طلاقها من الملك، ستطول أكثر من السابق.
وفي مارس 2001 ، ذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية عن معاناة الأميرات سحر 46 عامًا، وجواهر 42 عامًا، وهالة 43 عامًا ، ومها 41 عامًا، وفقًا لتقرير أعدته تحت عنوان “أميرات القصر الصامت” حيث لم تُنشر أي معلومات حول مصيرهم بعد وفاة والدهم.
ولا يمكن نسيان أحداث الفيلم الإنجليزي “وفاة الأميرة” الصادر عام 1980 الذي يروي القصة الحقيقية للأميرة مشاعل ابنة فهد بن محمد آل سعود التي وقعت في حب شاب سعودي وحاولت الفرار، لكن كلاهما اعتُقلا واُعدما. وتم طرد السفير البريطاني من الرياض في ذلك الوقت إثر هذا الفيلم الإنجليزي.