المشهد اليمني الأول/
كتب كيريل ريابوف، في “فوينيه أوبزرينيه”، حول عبثية استمرار الحرب في اليمن لاستحالة الانتصار على الحوثيين، وبحث السعودية وحلفائها في التحالف العربي عن مخرج.
وجاء في المقال: منذ فبراير 2015، تقاتل قوات العديد من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في أراضي اليمن المستقل.
وعلى الرغم من جميع الجهود والإجراءات الشديدة القسوة، لم تصل العملية حتى الآن إلى مبتغاها. فلم يتمكن التحالف من هزيمة الحوثيين بعد خمس سنوات من القتال، وربما لن يتمكن من ذلك أبدا.
من خلال المعلومات المتوافرة حول الأحداث الرئيسية للحرب الحالية، يمكن تقدير لماذا لا يستطيع التحالف العربي، على الأقل، هزيمة الحوثيين اليمنيين، وفي بعض الحالات يتعرض هو نفسه للهزيمة. يمكن تفسير ذلك بأسباب تمس جانبي الصراع.
فقوة جيوش التحالف تعتمد على العتاد الأجنبي الحديث والدعم من الدول المتقدمة. وفي الوقت نفسه، لا تستجيب الأسلحة دائما للتحديات الراهنة، وليس لمشغليها أن يتباهوا بمهاراتهم في استخدامها. وذلك يؤدي إلى خسائر فادحة عند الوقوع في كمائن، وعدم القدرة على صد هجوم الطائرات المسيرة، إلخ.
أما وحدات أنصار الله فمتخلفة من حيث المعدات، وحتى مع الإمدادات من دول ثالثة لا يمكنها تغيير الوضع بشكل جذري. وفي الوقت نفسه، يعرف الحوثيون المنطقة جيدا ويتمتعون بدعم السكان المحليين. كما أنهم يتعلمون بسرعة، ويأخذون في الاعتبار أخطاء العدو ويستخدمون بنشاط المستشارين العسكريين. وكما تبين الممارسة، من الصعب جدا محاربة مثل هذه القوة.
وهكذا، فالتحالف مهتم مباشرة بإنهاء المعارك غير المجدية، التي تقود إلى خسائر لا معنى لها ومخاطر غير مبررة. ويمكن أن تشكل هدنة أبريل، التي أعلنت لمدة أسبوعين، ثم تم تمديدها لمدة شهر آخر، الخطوة الأولى للخروج من الحرب. إلا أن الرياض وحلفاءها يحتاجون الآن إلى إقناع الحوثيين من صنعاء بالجلوس إلى طاولة المفاوضات وتحديد شروط إنهاء الحرب وهيكلية ما بعد الحرب.