المشهد اليمني الأول/
من مشاورات ستوكهولم بالسويد والتي شكلت البداية الحقيقية لحلحلة ملف الأسرى والمعتقلين والمفقودين، الملف الشائك الذي عمدت قوى العدوان ومرتزقتهم على عرقلة وإعاقة أي تقدم فيه، وظلت حتى هذه اللحظة حجر عثرة أمام أي تفاهمات أو تقدمات تطرأ على هذا الملف ، مستغلة صمت الأمم المتحدة وعجزها عن القيام بدورها في إلزام قوى العدوان ومرتزقتهم بحل ملف الأسرى وإغلاقه بصورة نهائية..
إلى اجتماعات العاصمة الأردنية عمان والتي خصصت لمناقشة ملف الأسرى وتحريك المياه الراكدة التي تحيط به والتي تمت برعاية الأمم المتحدة والتي خرجت بتفاهمات نصت على الإفراج المتبادل للأسرى من الجانبين وفق الكشوفات التي تم تسليمها للطرفين عبر الأمم المتحدة ، الأجواء التي سادت اجتماعات الأردن دفعتنا إلى التفاؤل وتوقع حدوث انفراجة وشيكة لهذه الأزمة ، وقرب إنهاء معاناة قرابة 1200 أسير من أبطال الجيش واللجان الشعبية ، الذين مضى على أسر العديد منهم عدة سنوات ، بعضهم ممن قام المرتزقة في عدد من الجبهات ببيعهم للمحتل السعودي والإماراتي .
ولكن السوس السعودي والإماراتي تحرك كالعادة وعمل على إفشال عملية التبادل بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ قبيل حلول شهر رمضان المبارك ، حيث كانت ستسهم في رسم السعادة والفرحة والابتسامة على وجوه أسر الأسرى وذويهم ، ولكن السعودية والإمارات أوعزتا لأحذيتهما المرتزقة بوضع العقبات والعراقيل التي تحول دون تنفيذ هذا الاتفاق وإطالة أمد معاناة الأسرى والمعتقلين في سجونهم ومعتقلاتهم ، رغم كل التنازلات التي قدمها الوفد الوطني المشارك في اجتماعات الأردن وموافقته على مقترح الأمم المتحدة بتخفيض عدد المفرج عنهم من الأسرى ، وتزمين عمليات التبادل المتبقية ، والتي تعد من أساليب ليّ الذراع التي تستخدمها الأمم المتحدة ، وتعتمد عليها في تماهيها مع قوى العدوان وتبنيها لمواقفها وشروطها التي دائما ما تتصف بالاستفزازية وتهدف إلى عرقلة أي جهود مبذولة من أجل إيقاف العدوان ورفع الحصار والإفراج عن الأسرى والمعتقلين والكشف عن مصير المفقودين .
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا : ما دامت الأمم المتحدة وأمينها العام ومبعوثها إلى اليمن غير جادة في حل أزمة الأسرى والمعتقلين وإنهاء معاناتهم وأهلهم وذويهم ، فلماذا تحرج نفسها برعاية المشاورات واللقاءات والاجتماعات التي تناقش وتبحث في هذا الملف الشائك الذي طال انتظار حدوث انفراجة فيه؟! ولماذا كل هذه المراوغة واللف والدوران؟!! لماذا التلاعب بمشاعر الناس والتلذذ بتعذيبهم نفسياً وهم ينتظرون عودة أسراهم التي طال انتظارهم لها؟!!.
ملف الأسرى يحتاج إلى صحوة ضمير من قبل المرتزقة الذين باعوا أنفسهم ووطنهم وشعبهم للسعودي والإماراتي ليرى النور ، فالسعودية والإمارات لا تريدان حل هذه الأزمة ، وإغلاق هذا الملف ، وهو حال الأمم المتحدة التي تستخدم ملف الأسرى والمعتقلين للاسترزاق والمتاجرة والحصول على المكاسب العائدة من وراء رعايتها للمشاورات والاجتماعات الخاصة بذلك ، فالجدية غير حاضرة مطلقاً ، بدليل نجاح عمليات التبادل التي تتم محليا بين الفرقاء اليمنيين ، وعلى أهالي الأسرى وذويهم من الطرفين أن يدركوا ذلك جيداً ، ويكونوا على وعي بهذا الأمر ، وعليهم الضغط على الأمم المتحدة ودول العدوان ومرتزقتهم من أجل تنفيذ عملية شاملة لتبادل الأسرى ، تطوي صفحات هذا الملف نهائياً ، وتنهي دعممتهم ومماطلتهم وتجاهلهم لمعاناة الأسرى والضغوطات النفسية التي تمارس عليهم على خلفية مواعيد عرقوب بقرب الإفراج عن أسراهم ، فلا يوجد ما يدعو للف والدوران وتحميل هذا الملف الإنساني البحت أكثر مما يحتمل وخصوصا ونحن مقدمون على عيد الفطر المبارك. .
صوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً وعملاً متقبلاً وإفطاراً شهياً وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.
__________
عبدالفتاح علي البنوس