مصادر تكشف السبب الرئيسي وراء سحب أمريکا منظومات باتريوت من السعودية”التفاصيل”

987
المشهد اليمني الأول/

بعد أن ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن امريكا قررت سحب أربعة من أنظمة الصواريخ الخاصة بها من السعودية ، اکتفی وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالقول إن السعودية يجب ألا تقلق من إيران.

– في تحليل هذا الإجراء الذي قامت به أمريکا ، تم تقديم تحليلات مختلفة ، يظهر التوقف عندها أن مثل هذه الآراء والرؤی تجاه قضية انسحاب منظومة باتريوت الأمريکية من السعودية إما أنها خطأ أو أنها لا تغطي الواقع بأكمله.

ويعتقد البعض أن أمريکا قد انتقمت من السعودية بسبب سلوکها الأحادي فيما يخص سوق النفط العالمية ، بينما على الأقل في أعقاب القرارات الأخيرة لمنظمة أوبك بلس خضع بن سلمان خضوعا تاما للأوامر الأمريكية ، واستسلم في نهاية المطاف أيضا لترامب واستجاب له مذعنا مستسلما.

ويری البعض أن السلوك الأمريکي هذا إنما أتی متأثرا بالإشارات الغامضة التي أرسلتها السعودية إلى الديمقراطيين الأمريكيين وسعت إلى تشديد الضغوط علی ترامب عبر اللجوء إلی ورقة النفط الضاغطة وبالمقابل سعت لاسترضاء الديمقراطيين وإغرائهم ؛ هذا و ابن سلمان وأبوه لا يتجرأن علی اتخاذ مثل هذا الإجراء کما أن تبعية حکومتهما لترامب ذاته لا تسمح لهما بمثل هذا الاستعراض للقوی.

وقال البعض إنه بسبب إرسال منظومتين اثنتين من منظومات باتريوت الأربعة إلى السعودية لحماية أرامكو ،فقد أصبحت إمكانية رفع تهديدات أنصار الله ضد السعودية جادة هذا ولم تصدر أية إشارات بهذا الشأن من معسکر أنصار الله، کما أن تواجد منظومة باتريوت في أرامکو لم ولن يستطيع صد الهجمات الجادة لأنصار الله وتکبد السعودية خسائر فادحة.

-وفقا لتصريحات بومبيو ، يعتقد البعض أن مخاطر إيران على السعودية قد تضاءلت ، وأن هذا هو نتيجة نجاح العقوبات ضد إيران ، بينما تدرك كل من السعودية وأمريکا جيدًا أن إيران لم تكن أبدًا تهديدًا للسعودية، وأن مشروع حظر إيران کما توقعه ترامب لم يتکلل بالنجاح.

-يعتقد البعض أيضا أن أمريکا حانقة علی السعودية لترحيبها بشركة Huawei لإنشاء جزء من البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس ، وقد عبرت بهذا العمل عن عدم رضاها من السعودية. ووفق هؤلاء المحللين فإن هذه الشرکة توفر للصين إمکانية أن ترصد وتراقب کافة أنشطة أمريکا الاستخباراتية في الشرق الأوسط. وغني عن القول أن آل سعود لن تكون قادرة على القيام بذلك لأنها لا تقدم علی أي عمل دون إذن من أمريکا.

وأخيرًا ، يعتقد البعض أن امريکا توصلت إلى احاطة في الظروف الجديدة مفادها بأنه لا يوجد تهديد لمصالحها في المنطقة ، لذلك قررت سحب جزء من نظام باتريوت وعدد من قواتها. هذا وأکثر أصحاب الرأي يرون أن السعودية قد عقدت مصالحها بأمريکا في المنطقة ضمانا لأمنها من خلال تثبيت موطئ قدم أمريکا في هذا البلد، لذا فمنذ اليوم الأول ، لم يكن هناك تهديد حقيقي لمصالح أمريکا داخل السعودية.

في ضوء ما حدث ، فإننا لا نستبعد في تحليل هذا السلوك الأمريکي بأن ترامب يعتزم الحصول علی ضمان ألا تتمكن السعودية وحلفاؤها الإقليميون من إبداء المعارضة مع ما يحدث في الأراضي المحتلة في الشهرين المقبلين. ووفق المسؤولين الصهاينة وتأکيد المسؤولين الأمريکان فمن المقرر أن ينضم غور الأردن خلال الشهرين القادمين إلی إسرائيل وأن تتوسع المستوطنات الاسرائيلية علی نحو لافت في الضفة الغربية. يمکن تفهم هذا من القلق الذي أعرب عنه اليوم وزير الخارجية الإماراتي. فقد أعلن عبدالله بن زايد أن كل عمل أحادي يعيق السلام الدائم. کما أنه رفض تصريحات بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الکيان الصهيوني بشأن اتفاق العرب الضمني علی هذه المشاريع وأکد أن هذه التصريحات معناها تجاهل الواقع وحقيقة المواقف العربية. زيارة بومبيو لإسرائيل يوم الأربعاء في هذه الظروف التي يجتاح فيها کورونا العالم تؤيد هذه القضية.

کل ما يطلبه ترامب من أبقاره الحلوبة يتم تمديده وتجديده بطلب جديد في العادة. وهذا يعني أن سياسة “التخويف من ايران” التي تنتهجها أمريکا ، على الأقل في حالة السعودية وحلفائها الإقليميين قد تكللت بالنجاح بشكل جيد، لذلك يبدو أن السباق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل فيما يتعلق بهذه البلدان قد انتهى، وليس أمام المشاركين خيار سوى مواصلة السباق حتی نهاية الخط.