المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    خبير عسكري غربي: البيئة اليمنية أوجدت أمة من المحاربين الذين يصعب إكراههم

    نشرت منصة maritime-executive المتخصصة في الشحن البحري مقالًا حول...

    طرد سفير الاحتلال الإسرائيلي من “مؤتمر أفريقي” وحماس تشيد بالموقف

    طردت الدول الأعضاء في مؤتمر نظمه الاتحاد الأفريقي، حول...

    قمع “مظاهرات مؤيدة لغزة” في الأردن وعدن

    شهدت عدة دول عربية، بما في ذلك الأردن وعدن...

    شاهد.. وثائق مسرَّبة تكشف عن علاقات عميقة بين مايكروسوفت و (إسرائيل) لإبادة غزَّة

    كشفت وثائق داخلية مسربة، أن شركة مايكروسوفت خرجت كمزود...

    فاعتبروا يا أولي الأبصار

    المشهد اليمني الأول/

    البصر حاسّة تعليميّة، و من أهمّ ما مُنحنا لنيل العلم و المعارف، فحين نهمل أو بمعنى نستهين أو نعطّل قيمة هذه الحاسّة بتهذيبها ذلك التهذيب الذي لا يعني فقط غضّ الطّرف و البصر عن المحرمات و الغوايات و ما أكثرها في عالم افتراضي فوضوي تسطيع بلمسة واحدة أن تجلب غثاء و زبد العالم كله من الرّجس و النّجس ، و لكن تهذيب حاسّة البصر إضافة إلى ذلك هو تفعيل التّراسل بينها و بين البصيرة في عملية تتمّ في الفؤاد بما يسمّى الاعتبار ، الاعتبار الذي قدّمه اللّه بلغة بليغة و خطاب أبلغ فقال : “

    فاعتبروا ” كتوجيه يخصّ :” أولي الأبصار ” ؛ فالبصر أداته العين ، و العين شاهدت و أرسلت مشاهداتها رسائل عصبية إلى الدماغ و الفؤاد و القلب و العقل و كلّها تتأثر بذلك البصر ، و كلّها تتكامل لتؤدي وظيفة الاعتبار ؛ فإن لم تتأثر ولم تعتبر فهذا يدل على وجود هوّة و نقص تغذية حاد في تلك البصيرة التي ما استجابت ولا تراسلت مع البصر بإيجابيّة ، و حجبت الحقيقة و لم تتفاعل معه بصدق ، و يكون حينها ذلك النّقص في التّغذية روحيا معنويا نفسيا يثبت وجود فصام في شخصية الذي شاهد ببصره الحقائق و مع ذلك لم يعتبر نتيجة عقد مزمنة أصبحت مقدّسة لديه ، و نتيجة تربية و أدلجة نفسه على التّدجين و الجمود و في ذلك هو يشبه من جحدوا بالانبياء و الرّسل حين كانوا يرون معجزات الأنبياء و المرسلين بأمّ أعينهم لكن تربيتهم صنميّة متقوقعة فلا يقتنعون و لا يعبدون إلّا ما كان يعبد آباؤهم ، و هؤلاء هم المحايدون الذين رأوا دخاخين قصف العدوان على كلّ المنشآت علمية و طبية و اجتماعية و …الخ ،

    و رأوا أشلاء الضّحايا الأبرياء، و شاهدوا نزيف دمائهم، و جاوروا النّازحين و عاشوا المأساة التي يعيشها النازحون و التي سببها العدوان و مرتزقته ، و مع ذلك لم يدينوا مجزرة واحدة للعدوان السعوصهيوإماراتيكي ، بل تراهم و تسمعهم ينتقدون مواجهة رجال اللّه للعدوان و مرتزقته قائلين : “

    الحرب هذه لا تجوز ففيها مسلم يقتل مسلم، و فتنة ” فهل هذه المقولة إلّا حمية جاهلية لا تؤمن إلّا بجمود و تجميد العقل و الاعتبار الذي هو نتاج تفاعل عدّة حواس منها السمع و البصر إلى الفؤاد و الذي كلّه مسؤول أمام اللّه القائل : ” إنّ السمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا ” يوم تشهد عليهم أسماعهم و أبصارهم و جلودهم و تصمت ألسنتهم ، فبحيادهم لم يتفوهوا حتّى بكلمة ضدّ العدوان السّعو صهيو إماراتيكي ، و بذلك يتهرّبون من مسؤولية الرجولة فالرجولة مسؤولية ، و حتى ينسلخوا عن مسؤولياتهم كرجال قادرين على حمل السلاح للدفاع عن أعراضهم و عقيدتهم و أرضهم ينامون، و حتى يبرروا لنومهم فهم يحيّدون الجريمة و يساوون بين المجرم و الضّحية ، و لكنّهم يؤججونها ( و لا يشعرون ) بصمتهم عن قول الحقيقة ، و صمتهم في ساحات البطولة،

    و كأنهم يكتبون على أنفسهم القعود مخالفين قوله تعالى : ” كتب عليكم القتال ، و هو كره لكم ” ، و لكن الأشدّ منهم حين تنهض هممهم و يتخلّصون من حالة الأنوثة و القعود في البيوت حين يرون فتنة فتراهم كذباب المزابل يحومون حول قذارة الفتن و هنا يتكلّمون ليسفكوا الدماء بين أبناء الوطن الواحد ، و الذين ما كانوا في حالة عداء فيأتي هؤلاء الموبوؤون و المنهزمون فلا يعتبروا بما حصل لزعيمهم الذي حاول أن يمزق نسيج هذا الشعب بدعوته للفتنة التي قمعت في ديسمبر ، و قد غرّه حكمة و أناة و صبر السيّد القائد و رجاله ،

    و لكن حين مسّ غروره و عمالته الوطن بالتّشرذم فقد انسلّ سيف السيّد القائد وقتها ، و تمّ قمع الفتنة التي كانت مرجوّة من الإمارات كمعسكرة بريطانية الصّنع ، في حين بقي من عجائن عفاش من يتخمّر و يستغلّ سماحة السيّد القائد الذي يقيم الحجّة في كلّ مرّة على عجائن عفّاش المخمّرة بالارتزاق حدّ طفح الوعاء بجيفته فوجب ردعه ، و أمام رجال اللّه خيارات ردع كلّ منافق مرتزق لازال يلوّح بالرّقص ليس على رؤوس الثّعابين كزعيمه ، بل سيكون على رأسه هو إن لم يفهم و يعتبر ، و يقرأ القرآن و لو آية واحدة تشدّه قائلة له :” فاعتبروا يا أولي الأبصار ” ، و الحر تكفيه الإشارة ، و العبد يقرع بالعصا ، و إياك أعني و اسمعي يا جارة .
    _____________
    أشواق مهدي دومان

    spot_imgspot_img