المشهد اليمني الأول/
واصلت جائحة الفيروسات الفتك بسكان مدينة عدن، جنوبي اليمن، وسط غياب شبه تام لتحالف العدوان والسلطات الموالية له الذين يفرضون سيطرتهم على المدينة.
وبحسب إحصائيات غير رسمية نشرها الصحفي فتحي بن لزرق، رئيس تحرير صحيفة عدن الغد فإن عدد الوفيات المتأثرة بوباء كورونا بمقام اول يليه الأوبئة الأخرى يواصل التصاعد بشكل ملفت وخطير.
ويشير بن لزرق إلى أن عدد الحالات المتوفية المسجلة يوم الثلاثاء 42 حالة موزعة على التالي : دار سعد 12 حالة – كريتر 5 حالات – خور مكسر 3 – الشيخ عثمان 8 – المنصورة -7 حالات – المعلا 2 – البريقة ومحيطها 3 التواهي 2.
ومن بين الذين توفوا في كريتر 3 اشخاص من اسرة واحدة في حين تصارع أم من ذات الاسرة الموت والكل مصاب بالوباء الذي يضرب عدن حاليا، حسب بن لزرق.
وتشير المعلومات إلى أن أهالي مديرية دار سعد لجأوا لحفر القبول بالبوكلين في واقعة هي الأولى منذ سنوات.
كما تشير إلى أن هناك حالات وفيات في مخيمات النازحين شمال عدن، دون رصد أو متابعة من أحد.
ورغم هذا التصاعد الخطير في عدد الوفيات والذي بلغ خلال 3 أيام فقط 100 حالة وفاة، بواقع 26 حالة يوم الأحد، و32 حالة يوم الإثنين، و42 حالة يوم الثلاثاء، إلا أن تحالف العدوان والفصائل الموالية له، يتنصلون من المسؤولية في إنقاذ أبناء عدن، أو دعمهم بأبسط الخدمات الأساسية.
وجاء هذا الارتفاع في نسبة تفشي الأوبئة في عدن، وعلى رأسها وباء كورونا، بعد أسابيع من تجاهل تحالف العدوان والفصائل الموالية له لنداءات الاستغاثة من أبناء عدن، بشأن انتشار أوبئة خطيرة.
كما أن تحالف العدوان ومرتزقته لم يقعدوا فقط عن الاستجابة لتلك الاستغاثات، إنما وفي حين كان العالم يغلق منافذه ومطاراته احتياطا من كورونا، تم الدفع بآلالف المعتمرين من السعودية إلى اليمن، دون أي إجراءات احترازية، كما تم فتح مطار عدن أمام رحلات القوات التي دربتها السعودية، في الحدود، حيث كان الوباء قد تفشى هناك، أما رحلات الذهاب والإياب بين السعودية واليمن، لمسؤولين عسكريين، وقوات وناقلات شحن، فضلت مستمرة، دون أبسط الاحترازات.
لقد رفع تحالف العدوان قبل 5 أعوام شعار عاصفة الأمل، بيد أنه لم يقتل الأمل فقط في نفوس اليمنيين، بل قتل اليمنيين أنفسهم، وهذا ما بات يتحدث به الأغلبية شمالا وجنوبا.