المشهد اليمني الأول/
كشفت دراسة نشرتها مؤسسة جيمس تاون الأمريكية للأبحاث والدراسات والتي تعتمد عليها مؤسسات صنع القرار في واشنطن، عن مفاوضات عبر قنوات خلفية بين سلطة صنعاء والمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، متوقعة أن التحالف بين الطرفين ليس مستحيلاً.
وكشفت الدراسة التي اطلع عليها عن وجود توافق بينحكومة صنعاء والانتقالي، لافتة إلى أنه من المحتمل جداً أن تكون حكومة صنعاء قد وافقت بالفعل على ما يريده المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يبحث عن مقعد خاص على طاولة المفاوضات وشراكة أعلى للحكم الذاتي في الجنوب، وذلك عبر المفاوضات والقنوات الخلفية فيما بينهم.
وقالت الدراسة أن المجلس الانتقالي لا يعارض سلطة صنعاء في المناطق الشمالية لليمن، فمن وجهة نظر الانتقالي فإن ذلك سيضعف خصمه إذا لم يقضِ عليه نهائياً، في إشارة إلى الإصلاح وحكومة الفار هادي المنفية.
مضيفة إن العديد من قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي لديهم علاقات طويلة الأمد مع حكومة صنعاء تعود إلى الوقت الذي اضطهدت فيه حكومة الرئيس الأسبق علي عفاش كلاً من أنصار الله والمعارضين الجنوبيين.
بالإضافة إلى عمل المجلس الانتقالي على إحباط جهود السعودية في اليمن وهو ما يتوافق مع توجه حكومة صنعاء، رغم ذلك لم تغفل الدراسة عن استمرار تلقي الانتقالي الجنوبي الدعم من الإمارات، لافتة إلى أن أنها ورغم شراكتها مع السعودية في الحرب على اليمن إلا أن هذه الشراكة ظاهرية في حين لدى كلا البلدين توجهاتهما وأهدافهما الخفية في السيطرة.
وأكدت الدراسة أن التحالف بين حكومة صنعاء والانتقالي ليس مستحيلاً، منوهة إلى أن هناك قنوات اتصال ونخب على الجانبين يستفيدان من حركة الإمدادات والبضائع التي تعبر الجنوب، كما ترى الدراسة أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والقيادة بصنعاء تعتقدان أن اليمن المقسم لن ينجح في ظل التوزيع غير المتكافئ للسكان والموارد.